حوار الكلام هل اقتربت نهايته
حسن
عصفور/ عادت القاهرة لتشهد حركية ' محدودة' في ملف التواصل السياسي الفلسطيني ،
وعاد شكل التواصل الى ما كان عليه قبل حوار مارس( آذار الموسع) ، اي لقاءات ثنائية
بين القاهرة والفصائل ما يشير الى وجود مأزق يمنع لقاء فلسطيني فلسطيني ، فبعد
بداية فرحة مشجعة مع لقاء حضره جمع فصائلي وشخصيات مستقلة وكأنه 'بروفة مجلس وطني
مصغر' اتجهت الأحوال الى تقليص الحضور الى نصف من حضر اللقاء الأول ، معتبرين أن
ذلك ربما حكمة الفلسطيني للوصول الى ' حل' بشكل أسرع .
وبعد
توقف الحضور العام ليحضر الحضور الثنائي بين فتح وحماس تحت ذريعة أن الطرفين اقدر
على تقليص الفجوة ، واعتقد الغالبية بأن هذا الاسلوب قد يساعد في تجاوز العقبات
المتبقية في ملف نقاط البحث ، والتي اصبحت معلومة تماما ولا تحتاج فعلا لكلام كثير
، وبعد لقائين تم الاتفاق على العودة في الأيام الى القاهرة عبر لجان العمل ، لجنة
لجنة لتنتهي في تاريخ محدد هو السابع من يوليو ( تموز) للتوقيع النهائي على
الاتفاق.
ومنذ
هذا الاعلان تدهور الواقع الميداني بشكل غريب جدا فبدأت حركة حماس بشن هجمة خاصة
على حركة فتح في قطاع غزة وانتقلت الى مرحلة جديدة في ' حربها ' هذه من خلال منع
السفر وخطف من كان مسافر الى ما يترافق معها من اعتقال وشبح ، حملة وجدت صداها في
الضفة الغربية بحملة أمنية مكثفة ضد عناصر عسكرية من حماس ، وصلت الى ' المواجهة
العسكرية' نتج عنها سقوط قتلي من قوى الأمن ومسلحي حماس ( الغريب أن قادة حماس من
طلبوا من مسلحيهم عدم التسليم والقتال حتى الشهادة) ، هذه الوقائع أعادت سير الحوار
او التواصل الى سابق عهده قبل اللقاء العام ، فعادت القاهرة لاستقبال طرفا طرفا في
محاولة جمع أطراف القضية .
ويبدو
أن ملامح الصورة الخارجية للاتفاق ابعد كثيرا من التي كانت عليها قبل أسابيع مضت ،
فلا السلوك الميداني ولا الحديث الاعلامي يمثل مؤشرا ايجابيا للتوافق الوطني ، خاصة
وأن الزمن الذي أعلنته مصر سابقا لم يأخذ مساره الطبيعي ، ولا توجد مؤشرات لتحقيقه
في ضوء الرحلات الأخيرة لبعض الفصائل وخاصة فتح وحماس الى القاهرة .
وكان
رد حماس الذي تم تسليمه الى القاهرة قبل اسبوع حول موقفها من نقاط البحث هو المؤشر
على ابتعاد رؤية الاتفاق في موعده ، مترافقا مع اعلان من بعض قادة حماس بأن ( لا
يوجد مواعيد مقدسة ) ، في حين فتح تعيش حالة فريدة بين سباق نحو مؤتمر عالق وخلاف
على حكومة تعتبر حكومة الرئيس ، ومع ذلك وعلى ضوء تطورات سياسية شرق أوسطية عادت
مصر لتنشيط المسار الفلسطيني – الفلسطيني ، فاستقبلت وفدا من فتح منفردا ثم تستقبل
وفدا من حماس برئاسة مشعل بعد غياب عن القاهرة طويل ( حوالي عام) لأسباب يعرفها
الطرفين ، هذه اللقاءات الفردية تأتي محاولة لاعادة اللقاءات الثنائية ( فتح وحماس
) تمهيدا لحوار اشمل ، رغم أن طرفي الأزمة على غير عجلة من أمرهما على ما يبدو خاصة
حركة حماس ، التي تريد استبدال الحوار الفلسطيني الفلسطيني بانفتاح سياسي على
العالم ، من خلال تقديم مواقف ' جديدة' بدأها خالد مشعل في لقاء صحيفة نيويورك
باعترافه بحل الدوليتن وأن ميثاق حماس بات متقادما ، الى رسالة وجهتها حماس الى
الرئيس الأمريكي يوم وصوله الى القاهرة ، على أمل فتح باب حوار بين حماس وواشنطن ،
الى تصريح مشعل الأخير من القاهرة ، بأن حماس لن تكون عقبة أمام الجهد العربي
والدولي لحل القضية الفلسطينية واقامة دولة على حدود الـ 1967.
هكذا
تبدو صور الوضع ، تصعيد ميداني على الأرض ومرونة متواصلة نحو الخارج السياسي ، فهل
تستفيد القاهرة من هذه ' الازدواجية ' لاحقا لفرض واقع اتفاق ' مكروه' على
الطرفين.. مسألة معقدة جدا ، لكنها لم تعد مستبعدة في أجواء خطب ود المجتمع الدولي
.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/