غلاء على طريق العتمة:: المواطنون في غزة واصرار شركة الكهرباء على تحصيل الفواتير

غلاء على طريق العتمة:: المواطنون في غزة واصرار شركة الكهرباء على تحصيل الفواتير

يشكو مواطنو قطاع غزة في الآونة الأخيرة من ارتفاع كبير في فاتورة الكهرباء،وإصرار شركة الكهرباء بإجبار المواطنين بدفع المستحقات المالية المتراكمة عليهم،في وقت لا يلتزم فيه عدد كبير من المواطنين بتسديد ما عليهم من مستحقات مالية لشركة توزيع الكهرباء نتيجة الظروف الاقتصادية السيئة وعدم توافر فرص العمل ،واشتداد وطأة الحصار،الأمر الذي أدى إلى تراكم الديون بشكل كبير على المواطنين...

ويتساءل المواطنون حول دور محطة توليد الكهرباء في سد حاجة القطاع من الكهرباء ومدى قدرة المحطة على إنتاج الطاقة وصولاً إلى مرحلة نستطيع من خلالها الاستغناء الكامل عن شركة الكهرباء الإسرائيلية، وبما يحقق تخفيضًا في سعر الكهرباء بحيث يكون مشجعًا لهم لدفع ما عليهم من التزامات تجاه شركة توزيع الكهرباء.

المواطن ' إياد ابو عودة' بلغت نسبة الديون المتراكمة عليه حوالي' 907736 ' شيكل إسرائيلي،يقول ' لأمد' تراكمت فاتورة الكهرباء شهرا عن شهر،ولم أكن ادفع من ذي قبل،حتى جاءت البلدية وهددتني بالسجن وانقطاع التيار الكهربائي عن المنزل إذا لم ادفع المبلغ المذكور،فاتفقت معها علي بند التقسيط الشهري وأجبرتني على دفع مبلغ '1300' شيكل إسرائيلي،وإذا تخلفت عن الدفع يكون عقابي السجن،فلا استطيع مسايرة موري المعيشية ،فلا عمل ولا دخل،ومضطر إلى دفع المبلغ المذكور رغما عن إراداتي...

' ابو أكرم'65 عاما' يقول ' لأمد' أدفع ثمن فواتير الكهرباء منذ بداية انتفاضة الأقصى، وقد تجاوزت ديوني لشركة الكهرباء ما يزيد عن 20 ألف شيكل، وأريد أن أخفف عن كاهلي من هذا المبلغ،ولا استطيع،متسائلاً:' لماذا لا تتفهم سلطة الطاقة الأوضاع التى يعاني منها المواطن الفلسطيني وخاصة من يكن قطاع غزة؟، وكما يقول إنه لا يستخدم الأجهزة الكهربائية التي تستهلك كمية كبيرة من الطاقة مثل التدفئة وسخانات المياه، مشيرًا إلى أنه رغم سياسة ترشيد الاستهلاك التي يتبعها في منزله، إلا أنه يجد أن فاتورة الكهرباء مرتفعة، مطالبًا الجهات المختصة بوضع حل لهذه القضية، والعمل على التخفيف عن المواطنين في ظل الضائقة الاقتصادية التي يمرون بها.....

المهندس كنعان سعيد عبيد من شركة كهرباء غزة،يقول تسديد فاتورة الكهرباء تعتبر المشكلة الأساسية والمؤرقة جداً ومن الحلول المقترحة لهذه المشكلة هو تركيب عدادات مسبقة الدفع وكذلك تركيب عدادات تحكم عن بعد, ومن المعيقات لهذا المشروع هو التمويل لمثل هذه المشاريع وأيضاً الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وكذلك ثقافة بعض المشتركين الرافضة للعدادات، مع العلم أنه تم تنفيذ مشروع العدادات مسبقة الدفع في الضفة الغربية،وحول الخصومات التى تقوم بتنفيذها شركة الكهرباء يقول 'تقوم شركة التوزيع بخصم كل غرامات التأخير لمن يسدد فاتورة الكهرباء بالكامل، وبالنسبة للتقسيط تخصم نسبة من الغرامات بقدر الدفعة المسددة، ويمكن للمواطن أن يتفق مع الشركة على دفع الفاتورة الشهرية إضافة إلى قسط من المتأخرات.

جدير بالذكر أن نسبة الديون المستحقة على المواطنين حتى الآن بلغت حوالي 2.37 مليار شيكل ، أما عن مسألة الدفع للشركة الاسرائثيلية فانه يتم خصم فاتورة الكهرباء الإسرائيلية بالمقاصة من عوائد الضرائب الفلسطينية.

وحول إعفاء المواطنين من فاتورة الكهرباء،يوضح عبيد انه وللأسف لا يمكن إعفاء أي مشترك، حيث إن الوضع المالي للشركة حرج للغاية، لكن هناك أنظمة متبعة في الشركة للتقسيط وإمكانية خصم نسبة معينة من قيمة الفاتورة، ننصح هنا بأن يتم عمل اشتراك لكل شقة أو كل منزل على حدة، حيث إن مشكلة العائلات هي اشتراكهم في عداد واحد، ورغبة بعضهم في تحديد كمية السحب ومن ثم التسديد والبعض الآخر العكس، مما يؤدى إلى مشاحنات تنعكس سلبا على الفواتير وتتراكم المبالغ.

مشيرا إلى أن الكهرباء هي سلعة أساسية وإن إحجام المشتركين عن دفع الفاتورة يتسبب بأعباء كبيرة تتحملها الحكومة وتثقل كاهلها، كما تؤثر على أي تطوير ترغب الشركة بتنفيذه مثل عدادات مسبقة الدفع ..الخ،والثقافة المنتشرة بين المواطنين بأن هناك من سيتبرع بالدفع عنهم غير صحيحة على الإطلاق، وكذلك استمراء البعض للتعدي على الشبكة الكهربائية بدء بالعداد وانتهاء بالأعمدة والقواطع هو سرقة بينة للحق العام ولحق الغير، لذا نهيب بالمواطنين اعتبار المحافظة على استمرارية الكهرباء هو واجب وطني يبدأ من تسديد الفاتورة وعدم التلاعب بالشبكة الكهربائية

وحول استخدام بعض المواطنين بعض الحجج لعدم تسديد الفاتورة يقول' لم يكن الوضع الاقتصادي والحصار السبب الرئيسي لعدم دفع الفواتير، ومع ذلك تقوم الشركة بخصم غرامات التأخير لمن يسدد الفاتورة كاملة أو على دفعات، يتم إيقاف احتساب الغرامة في حال عمل اتفاق مع الشركة لتسديد الاستهلاك الشهري مع نسبة بسيطة من المتأخرات حسب مايتفق عليه.

هذا وتبلغ مشتريات شركة التوزيع من الطاقة الكهربائية من الاحتلال ومحطة التوليد 80 مليون شيكل،تبلغ مبيعات الطاقة حوالي 60 مليون دولار أي بخسارة 20 مليون شيكل،وتبلغ نسبة الجباية 15 مليون شيكل،ومن هنا نلاحظ أن الشركة تعاني من عجز في الجباية وخسارة دفترية حوالي 20 مليون شيكل.

أما الشاب' محسن' يقول ' لأمد' أشكو من ارتفاع فاتورة الكهرباء علما بأنني أسكن في منزل عادى به الأجهزة الكهربائية المعتادة،وفي نهاية الشهر فاتورة الكهرباء تأتي مرتفعة جدا ولا طاقة لي بتحمل تلك الأعباء،وعندما قمت بالمراجعة قالوا لي إن معظم الاستهلاك المنزلي يتركز في الثلاجة ومن حيث لا تشعر فإن أي عطل بها يزيد الاستهلاك بنسبة 50 -100%، وعليه يجب فحصها بشكل دوري،وكذلك الأجهزة التى تنتج حرارة كالمكواة وطنجرة الخبز والسخان الكهربائي والدفايات تستهلك كمية كبيرة من الكهرباء،فلم املك إلا الصمت ودفع المبلغ المطلوب والمتراكم،مطالبا الشركة بوضع عدادات مسبقة الدفع والتي من شأنها تقليل السرقات....

جدير بالذكر أن نسبة الفاقد الكلي من الطاقة حوالي 30%، وهذا الفاقد يعود إلى فاقد الشبكات وإلى الفاقد الأسود،إضافة إلي ذلك هناك قانون عقوبات في القانون الفلسطيني، وهناك مساع لتفعيل العقوبات ضد المتلاعبين وتقديمهم للمحاكمة.