حتى لا ننسى..اليوم ذكرى إستشهاد أبو علي إياد "عمروش فلسطين"
في تموز من عام 1971م، فقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) والثورة الفلسطينية، واحداً من أبرز مناضليها، هو القائد الرمز وليد أحمد نمر نصر الحسن ( أبو علي إياد ) والذي كان له شرف المساهمة مع عدد من إخوانه، في تأسيس تجربة الكفاح المسلح الفلسطيني، التي أذكت شعلة الثورة والمقاومة والصمود في صفوف الشعب الفلسطيني.
كان الشهيد أبو علي إياد متحمّساً، حيث كان يدرك أن مهمّته الأساسية التدريب والتحضير والإعداد، ليشكل بذلك الرصيد الأساسي للقواعد الإرتكازية والعمليات البطولية. كما كان صاحب نظرة إسبارطية للتربية، حيث توجّه بحسّه ووعيه الى تربية الأجيال، الذين أصبحوا الآن قادة عسكريين.
شهد أبو علي الوقائع والمعارك الكبيرة، فقد قاد الهجوم على بيت يوسف يوم 25/04/1966م، وكان هجوماً عنيفاً، لم تتعرّض المستعمرات الإسرائيلية لمثله حتى هذا التاريخ، كما قاد هجومات عديدة على مستعمرات هونين، المنارة وكفار جلعادي.
وكان أبو علي إياد، رجل العمل والممارسة، يحضر لدوريات القتال والإستطلاع ودوريات العمق، ويشرف بنفسه على التفاصيل والأهداف، وكان يجسّد بنضاله وحركته الدؤوبة الفكر الوطني الذي أطلقته حركة فتح، فكان مع المقاتلين منذ إنطلاقة الثورة وحتى سقط شهيداً، بعد أن قرّر ورفاقه الموت واقفين على ألا يركعوا. وعندها مضى إلى جوار ربه، ترك تاريخاً حافلاً بالتضحيات والأمجاد، وظل أمثولة حية في نفوس الرجال، الذين يستمدون منه ومن ذكراه إستمرار المسيرة النضالية نحو تحقيق النصر.
محطات .. في سيرة البطل الشهيد
الأسم الكامل: وليد أحمد نمر نصر الحسن، من مواليد قلقيلية في 12/01/1935م.
أتم تحصيله الثانوي في قلقيلية؛ حيث حصل على شهادة المترك عام 1953م. عمل مدرّساً بعد المترك مباشرة ولمدة وجيزة في مدارس قلقيلية وعزون. أنهى دورة تدريبية لإعداد المعلمين في بعقوبة العراق عام 1954م. عمل مدرّساً في المملكة العربية السعودية منذ عام 1954م وحتى 1962م ولم يكن عمله في السعودية بعيداً عن العمل العسكري إذ كان مدرّساً في دورات إعداد الجند وتثقيفهم.
في عام 1962م وفور إعلان إستقلال الجزائر إنتقل إليها ليعمل مدرّساً ويسهم في حركة التعريب في هذا البلد العربي.
إنضم إلى العمل الثوري الفدائي منذ الإعلان عن إنطلاق الثورة الفلسطينية في الفاتح من كانون الثاني عام 1965م.
في عام 1966م أُنيطت به مهمّة الإعداد للعمليات العسكرية في الأرض المحتلة إنطلاقاً من الضفة الغربية. وقد أسهم في هذه الفترة مع القائد أبي عمّار في تجنيد الكثير من أبناء فلسطين لحركة فتح.
وفي هذه الفترة النضالية قاد الهجوم على بيت يوسف في 25/04/1966م وكان هذا الهجوم بإعتراف القادة الإسرائيليين، من أعنف ما تعرّضت له المستعمرات الإسرائيلية حتى ذلك التاريخ.
وفي الفترة ذاتها، قاد عدّة عمليات منها الهجوم على مستعمرات هونين، المنارة، كفار جلعادي.
في عام 1966م، غادر إلى سورية ليقوم هناك بتدريب وإعداد قوّات العاصفة، وأخذ بإعداد قوافل الأشبال ورعايتهم في إطار الثورة الفلسطينية المسلحة.
وفي سورية، في معسكر الهامة المشهور، أصيب إثر إنفجار لغم أثناء التدريب بإحدى عينيه وبساقه التي إستعاض عنها بعصاه التي ما زال لها ذكريات عند رفاقه الفدائيين.
عاد إلى الأردن عقب حرب حزيران عام 1967م وأوكلت إليه مهمّة قيادة الثورة الفلسطينية في عجلون .
نفذ خلال فترة وجوده في الأردن عدّة عمليات عسكرية عبر نهر الأردن إستهدفت معسكرات الإحتلال ومستعمراته.
في 27/07/1971م أُستشهد أبو علي إياد في أحراش " جرش عجلون".
أقامت قيادة الثورة الفلسطينية والقيادة العامة لقوّات العاصفة جنازة رمزية للشهيد في 17/08/1971م، إنطلقت من مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني في المزة إلى جامع فلسطين في مخيم اليرموك.
من الألقاب التي أطلقها القائد أبو عمّار عليه " عمروش فلسطين "، وكان اللقب حبيباً إلى قلبه شأنه شأن اللقب الآخر " بطل الجبل ". أُنتخب عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمر الحركة العام الثاني مع أنه كان موجوداً خلال المؤتمر في المستشفى. كذلك كان عضواً في القيادة العامة لقوّات العاصفة.
شارك إلى جانب عمله العسكري بنشاطات سياسية فكان ضمن الوفود الفلسطينية التي زارت الأقطار العربية والإشتراكية وكان آخر زياراته مع وفد الثورة وعلى رأسهم " أبو عمّار " إلى الصين. أسهمت علاقاته الودّية مع القادة العراقيين في تسهيل إمداد الفدائيين في الكرامة بالسلاح. كما وأسهمت علاقاته الوطيدة بالسوريين في ظهور ما عُرف بإجازة فتح وهي الورقة التي كانت الدائرة العسكرية في فتح تصدرها لتسهيل التحرّك بين الأقطار العربية.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/