بقلم : فؤاد أبو عمرو
زكريا طلب منهم تأييده وألا يكتفوا بالصمت ووعدوه بذلك ولكن وفي حضور
الملك وحاشيته وهيبته لاذوا كلهم بالصمت خوفاً وطمعا فاختنق صوت زكريا
ولم يجرؤ أن يقول للملك عما يُحدثه الفيل من خراب ودمار ، فما كان منه
إلا أن طلب من الملك تزويج الفيل والاحتفال بهذه المناسبة السعيدة ...
فلم لم ينكسر جدار الخوف والصمت ؟ ولم نموت في الخزان ؟ وكنا قادرين أن
نحيا أو نموت ونحن نتنسم حرية الأبطال .
إن تيار الشعوب جارف لا يقوى أحد مهما أوتي من القوة والجبروت على
المنازلة والقراع والمواجهة ، والهزيمة حتمية لكل طاغية وكل جبار ، إن ما
هو حادث ويحدث ظلم اجتماعي وبطالة وكبت للحريات ، ونهب للثروات وللمال
العام ، لقد انقسمت المجتمعات العربية لقسمين إما سادة وهم قلة وإما عبيد
فلا كرامة ولا عزة ، فمن يجرؤ ومن يقدر أن يواجه فالحكايات المروية عن
القمع والبطش وأساليب التعذيب ترعب وتقشعر لها الأبدان حين تسمع وتروى -
لكنها إرادة الله وإرادة الشباب - الذي كانوا يحلمون بمستقبل فلا مستقبل
كان ، فالآمال ضائعة ، والأحلام لا تتجاوز غرف النوم إن كانت لهم غرف ،
فثاروا وكسروا حاجز الصمت وقتلوا الفيل ودقوا الجدار فلا خوف اليوم فإما
حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا ، شباب نزلوا حومة المجد كلهم ومن
يغتدي للنصر ينتزع النصرا ويحقق الآمال ، إن الحكام أصنام كانت تعبد من
فئات ضالة وحين بدا ضعفها وتكسرت عادوا لرشدهم وآمنوا أن ما يعبد هو
الواحد الأحد ذو الجلال والإكرام .
لقد وصلت أنظمة الاستبداد والقهر لنهايتها ودق الذعر في أوصالها
وتذكروا أن هناك شباباً بلا سكن ولا وظيفة فلا زواج ولا أسرة ولا حياة ،
لقد انكسرت القيود وانجلت ظلمة الليل وبدأت تهاليل الفجر تعلن بشروق جديد
لكل عربي ولكل مسلم ولكل شاب بأمل جديد ، ونهار منير وسماء زرقاء صافية .
لقد كسروا حواجز الصمت والخوف في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين
والعراق وهرب الطاغية وكل طاغية وأسقطوا النظام وقلبوا الميزان لصالحهم
فبدأت كفتي الميزان تتساوى معبرة عن العدل الذي سيسود والظلم الذي
ينزوي ، فرعون مات غرقاً وانهارت كل أسباب قوته في لحظة ، وكان آية
للناس ومثالاً لكل ظالم متجبر ... فهذه البقعة من العالم عزيزة غالية
روابطها الدين والعقيدة واللغة والتاريخ والعادات والتقاليد والقيم
والمثل العليا ، إن فرقتها الحدود التي رسمها سايكس وبيكو فجامعها بإذن
الله تعالى الأمل بالوحدة والتحرير والاعتصام بحبل الله ، وبعزة الإسلام
ورحمته للعالمين وينبوعها المتدفق من الشباب المؤمن الواعي المدرك بخطورة
هذا النظام العربي الجاثم على صدور أبنائه بالقمع والقتل والتشريد وكبت
الحريات ومنع الإبداع والابتكار ، إن ثورة الشباب وعد من الله بالتمكين
وتغيير الصورة وبعودة الإنسان العربي للريادة وأن يكون له المكان المتميز
في العالم وباللحاق والسبق في كل المجالات.
إن وراء زكريا اليوم الآلاف من الذين يرفضون الانحناء والخنوع ويرضون
بالذل والهوان وسيكونون مع زكريا أمام الملك دون خوف من بطشه وجبروته
فالنصر صبر ساعة ، وحين يهتف زكريا يا ملك الزمان ستلحقه الحناجر بأننا
سئمناك يا ملك الزمان ، نرفضك ولا نريدك ، نكرهك ولا نجلك ، سنقتل فيلك
وكل أعوانك ، ولن نرضى أن نموت في الخزان خنقاً ، سندق الجدار وكل
الجدران ، وسنهدمه ونزيل كل الحدود وننطلق نحو الآفاق وإلى كل المسافات
والمساحات لا نخشى إلا الله .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/