السر بريحة المطر؟

السر بريحة المطر؟


بعد ما يخلص المطر وتطلع راح تشم ريحة مميزة معروفة مرات نسميها ريحة المطر، ووين ما كنت راح تشم نفس الريحة، ليش وشالسالفة؟

ريحة المطر المميزة لما تطلع والأرض رطبة .

الريحة هذي بالانجليزي يسمونها Petrichor –

بيتريكور، تعريفها يصير الريحة الحلوة اللي تنتشر بعد المطر على الأرض الجافة.

الكلمة مكونة من جزئين:

بيتروس – Petros ومعناها حجر – Stone باليونانية.

إيكور – ichor وهو اسم السائل اللي يمشي بعروق الآلهة في الأساطير اليونانية.

مجموعة عوامل تدخل في عملية تكوين هالريحة راح احطهم بالترتيب:

1- العنصر المميز والحيوي في هالريحة هو بكتيريا اسمها أكتينومايسيتس – Actinomycetes، هالبكتيريا تنمو في التربة الدافية والرطبة ولما تصير التربة ناشفة تبدي البكتيريا تنتج جراثيم، لما ينزل المطر تزيد نسبة الرطوبة في الهوا وهالجراثيم تصعد وتطير في الجو، يعني الرطوبة تشتغل مثل معطر جو والجراثيم -حسبي الله عليها- مقزرتها عالمعطر وعلينا

إي، هالريحة الحلوة هذي ريحة الجراثيم اللي نتنفسها ريحتها مثل ريحة تراب أو أرض مبللة.

نوع البكتيريا هذا وايد شائع ويعيش تقريباً على كل سطح الأرض، من جذي نشم نفس الريحة سواءاً كنت بسوق الصفافير في الكويت ولا بشارع إكسفورد وإجورّوود في لندن، وكلما كانت الأرض ناشفة أكثر كلما تكون الجراثيم متجمعة ومركّزة أكثر في التربة لأن البكتيريا تنتجها في التربة الجافة وكلما استمر الجفاف كلما تركزت وزادت نسبة الجراثيم اللي تنتجها، بس تمطر السما تلقى هالريحة قوية حيل بسبب تركيز الجراثيم.

عشان جذي أول مطرة بعد الصيف وايد حلوة ولذيذة يعني لذيذة على نفسيتك المحترقة من الصيف وعلى خشمك اللي يشفط الجراثيم اللذيذة المركّزة، ومن جذي لما تمر على شارع مبلل تحس بنسبة خفيفة من هالريحة المميزة بس ما تكون قوية كفاية اللي تخليك تنتعش. وجذي يعرفون التربة الزينة حق الزراعة لما تقلب الأرض وتشم ريحة أرض رطبة قوية يعني التربة زينة وخصبة.

سبحان الله هالجراثيم وايد مهمة حق التربة وتعطيها جرعة قوية من التغذية لأنها تحلل وايد مواد عضوية، من جذي المطر وايد مهم أكثر من الماي العادي، يعني اذا ما نزل مطر ما ينفع بس نبطّل الهوز و*طشششششششششششش* يعني طالعين فيها حلينا المشكلة من زمان اول والناس تربط بين المطر والخير والرزق والحين بس عرفت ليش

حتى تلقى هالجراثيم تدش بصناعة وايد من المضادات الحيوية والأدوية لقدرتها القوية على تحليل المواد العضوية.



2- عامل ثاني يشارك في هالموضوع هو حمضية المطر، بسبب الكيماويات في الجو اللي يحوشها ماي المطر وهو ينزل من السما تلقاه يصير حمضي شوي – Acidic، بس يحوش هالماي الحمضي أي شي عضوي على الأرض من نبات أو تربة زراعية راح يتفاعل معاه بنسبة معينة ويطلع من هالتفاعلات الصغيرة المتجمعة ريحة مميزة لها دورها في تمييز المطر عن أي حالة ثانية -غسيل السيارة والحوش مثلاً-.

هالتفاعلات تفكك التربة، تطلّع نسبة من المعادن المخزنة، تتفاعل مع السوائل عالأرض من بترول أو زيت أو أي شي ثاني وترفع من قوة ريحته، غالباً هالعامل شوي يخرّب على ريحة الجراثيم الحلوة ويعطيها طعم أو نكهة “صناعية”، لما تكون في البر أو المزرعة تحس الريحة ألذ منها في المدينة والزحمة والسيايير لهالسبب.

3- العامل الثالث هو الزيوت والسوائل المتطايرة اللي تنتجها الأشجار والنباتات، مع المطر هم تتصاعد ريحة هالزيوت والسوائل في رطوبة الجو وتعطي مزيج طيب مثل البهارات على الأكل، نكهة جو “طازج” طبيعي فريششش

4- لما تصير المطرة قوية وتقدر تقول انها عاصفة يطق برق، والبرق ينشر الأوزون – O3 في الجو. الأوزون ريحته حلوة محبوبة للأنف ولا تسألني ليش سبحان الله الناس عموماً تحب ريحة الأوزون. البرق كهربا تحلل الأكسجين في الجو O2 ويخليه يصير أوزون O3، ريحة الأوزون تقدر تلاحظها يم أجهزة التصوير (الفوتوكوبيير) في الدوام أو طابعات الليزر، تكون حرارة الجهاز عالية ويستخدم قوة ضوئية عالية تعطيك نفس ريحة الأوزون الحلوة -ولو أخف شوي- اللي تحبها بالمطر.

هذيل بشكل عام العوامل الأساسية ومرات تنضاف عوامل ثانية مثل ريحة المعادن والأحجار الطبيعية اللي يعطون طابع مميز أو بصمة لريحة المنطقة. اختلاف العوامل وعددها الكبير المتجمع يخلي هالريحة صعب إنتاجها بصورة صناعية غير طبيعية، ولا كانوا يبيعونهم بزجاجات ومعطرات الجو اللي نشوفها بالجمعيات التعاونية.