ابو مازن انت الشعب والشعب انت
بقلم: وليد ظاهر*
اعلنت الادارة الاميريكية مجددا فشلها في اقناع الحكومة الاسرائيلية بتجميد الاستيطان لمدة 90 يوما، بالرغم من الحوافز المالية والعسكرية والامنية التي قدمتها الادارة الامريكية لاسرائيل.
لكن تستمر الادارة الامريكية في تكرير اعلانها بانها معنية بعملية السلام، والتي تفضي بالمحصلة الى اقامة دولة فلسطينية، ولذلك سوف تبعث المبعوث الامريكي ميتشل لعملية السلام الى منطقة الشرق الاوسط، وتطلب من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ايفاد مبعوث للتباحث معه كل على حدة في سبيل عودة مفاوضات السلام، مع التركيز على ان تجميد الاستيطان لن يكون الاساس لعودة المفاوضات.
وفي المقابل بدء التحرك الامريكي من اجل الضغط لمنع الاعتراف بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
اليس الاجدر بالادارة الامريكية ان تعلن عن الطرف المعطل لمفاوضات السلام، خاصة بعد تلقيها عدة ضربات قاسية من حليفتها اسرائيل وعدم مبالاة حكومة اليمين الاسرائيلية بالمصلحة الامريكية.
كان منتظرا من هذه الادارة ان تعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية، او حتى تلوح بالعصا كرد طبيعي على التعنت الاسرائيلي.
لكن يبدو ان الادارة الامريكية غير معنية وليس في سلم اولوياتها اقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
وهنا يحق لنا ان نتساءل حول حيادية الموقف الامريكي من المفاوضات، وكيف بامكان هذه الادارة الامريكية فرض حل على اسرائيل، اذا لم تستطع فرض تجميد الاستيطان لمدة 90 يوما.
ام ان الادارة الامريكية لا تملك الادوات والوسائل للضغط على اسرائيل طفلها المدلل في الشرق الاوسط، ام ان الهزيمة التي لحقت الحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية، كانت درسا لاوباما بانه يجب عليك عدم مضايقة ومحاباة نتياهو اذا رغبت في التجديد لك في فترة رئاسية ثانية.
يظهر ان الخطاب والرسائل الامريكية بضرورة اقامة دولة فلسطينية، هي كلام بلا افعال، وستبقى حبر على ورق وحبيسة بين جدران البيت الابيض الامريكي.
ان استمرار الحكومة الاسرائيلية اليمينية في الاستيطان والتهويد للاراضي الفلسطينية، واقرار القوانين العنصرية وتحويل القضية الفلسطينية الى شأن اسرائيلي داخلي (الاستفتاء)،ولاءات نتياهو وغياب الشريك الاسرائيلي للسلام، والتحيز الامريكي يدفع بمنطقة الشرق الاوسط الى عدم الاستقرار، وتدخل عملية السلام في نفق مظلم وازمة صعبة،ولم تترك بصيص من امل لدى القيادة الفلسطينية في مفاوضات السلام، فلا يعقل ان تكون الادارة الامريكية الحكم والجلاد في آن واحد، ولا يعقل ان تكون رئيس لدولة تحتاج الى تصريح للتنقل، والقيادة الفلسطينية حينما اختارت سلام الشجعان، اختارته طريقا لتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في اقامة دولة فلسطينة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، فانشئت السلطة الوطنية الفلسطينية للحفاظ وتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، وليس لتكون حامية للامن الاسرائيلي، لن يتحقق الامن الاسرائيلي الا باقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، والاقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، حق العودة واطلاق سراح الاسرى البواسل من السجون الاسرائيلية.
اليوم القيادة الفلسطينية بعد ان طبقت والتزمت بالمعاهدات، وتحقق الانجاز تلو الانجاز من بناء مؤسسات الدولة الى الدبلوماسية وتحقيق الامن للمواطن الفلسطيني، يتوجب عليها كما اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن وجود خيارات لدى القيادة والشعب الفلسطيني، لعل اسوءها استقالة الرئيس وحل السلطة.
وفي ظل هذا الواقع الصعب والمعقد يجب علينا:
1- دعم موقف الرئيس محمود عباس.
2- المحافظة على انجازات السلطة الفلسطينية وعلى الانسان الفلسطيني.
3- توحيد الصف الفلسطيني.
4- التأني وعدم الاسراع بتصرفات متهورة غير مدروسة تعود سلبا على القضية الفلسطينية.
5- التفكير والبدء في وضع خطط تدعم موقف القيادة الفلسطينية.
6- تحركنا يجب ان يستند الى القرارات والشرعية الدولية
7- مطالبة الدول العربية والاسلامية في اتخاذ مواقف موحد داعم، والتلويح باستخدام وسائل الضغط السلمية.
8- مطالبة الرباعية والدول التي تقف بجاتب القضية الفلسطينية اتخاذ خطوات عملية تصب في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على اراضي 67 والقدس عاصمتها.
ان المشهد الفلسطيني الحالي يذكرنا بالمشهد بعد عودة الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات من مباحثات واي ريفير، وعدم استجابته للضغوط الامريكية والاسرائيلية، فكان فرض الحصار واستشهاده.
واننا من اليوم يجب ان نضاعف من الحيطة والحذر لأن حياة الرئيس اصبحت مهددة وفي خطر، ولتعلم امريكا واسرائيل ومن يدور في فلكيهما بأن الشعب الفلسطيني كله محمود عباس (ابو مازن)، ويقف خلف قيادته مبايعا ولسان حاله يقول:
(يا ابو مازن سر في خطاك شعبك كله معاك، انت الشعب والشعب انت، فنعم الرئيس يا رجل المواقف والثوابت).
*المدير والمشرف على المكتب الصحفي الفلسطيني – الدنمارك (فلسطيننا)
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/