الكيان الصهيوني ومشروعه العنصري
آخر تحديث:الأحد ,17/10/2010
أسامة عبد الرحمن
يمارس الكيان الصهيوني كل أشكال التمييز العنصري ضد الفلسطينيين داخله، وينظر إليهم نظرة دونية، وينتهك كل حقوقهم، وهم في مستوى معيشي متدن من حيث الخدمات الأساسية، مع أنهم أصحاب الأرض، وأصحاب الحق، ولكن الكيان الصهيوني، وهو مشروع عنصري أصلاً، يحاول فرض وجوده بالقوة العسكرية الباطشة وممارسة القمع والتنكيل بأصحاب الأرض وأصحاب الحق .
وفي الوقت الذي يمارس فيه الكيان الصهيوني التمييز ضد أصحاب الأرض، فإنه يفرض عليهم الولاء لكيانه السياسي، والاعتراف بيهوديته، أو بمعنى أدق الاعتراف بعنصريته، والقبول بهذه العنصرية . وهو في هذا السياق يمارس طمس المعالم التاريخية العربية والهوية العربية، ويحاول إرغام الفلسطينيين على إلغاء ما هو فلسطيني من الذاكرة . فلا حق لهم حتى في إحياء ذكرى النكبة، بل الاحتفاء بذكرى تأسيس الكيان الصهيوني .
هذا الإفراط في التمييز العنصري ومحاولة إلغاء الإنسان الفلسطيني أو تهميشه أو اقصائه هو أشد أشكال التمييز العنصري قتامة، وهو يحاول أن يعبرن ويؤسرل كل شيء داخل الكيان الصهيوني تحقيقاً لمشروعه العنصري .
والفلسطينيون داخل الكيان الصهيوني هم الضحية لهذا المشروع العنصري، وتجاوزه كل الحدود في اغتصاب الأرض وانتهاك الحق وفرض الولاء له وإرغام الفلسطينيين داخله على التخلي عن تاريخهم وتراثهم وثقافتهم وإلغاء كل ماهو فلسطيني من الذاكرة، وهو أمر مستحيل فرضه . ذلك أن الذاكرة الفلسطينية، مهما كانت محاولة الطمس والإلغاء، هي الحافظة للتاريخ والتراث والثقافة، ولا يمكن إلغاء الذاكرة مهما ألغيت المعالم، ومهما تطاولت العبرنة والأسرلة على شواهد التاريخ .
والكيان الصهيوني يحاول في ظل قتامة مشهد التمييز العنصري أن يستفيد من وجود عدد محدود من الفلسطينيين داخل الكنيسة، لإعطاء صورة عن مدى تسامحه وديمقراطيته، في وقت لا يجد فيه أكثر العرب في محيطهم، وضعاً ديمقراطياً، ولا يتمتعون بالمشاركة في أي أطر ديمقراطية .
هذه الصورة لا تخفي قتامة المشهد العنصري، ولا تعني أن العدد المحدود من الفلسطينيين داخل الكنيست، يملكون قوة ذات تأثير، وهم أنفسهم ضحايا للتمييز العنصري داخل الكنيست وخارجه، وهذه الصورة جزء من سياق تجميلي يحاول الكيان الصهيوني أن يبرز فيه كنمط ديمقراطي يماثل الأنظمة الديمقراطية في الدول المتقدمة في محيط متخلف وليس له من الديمقراطية نصيب . ولكن هذا المظهر التجميلي لا يخفي قتامة المشهد العنصري على صعيد الواقع، وعلى أساس الممارسات العنصرية للكيان الصهيوني والمتعدد الأشكال، وتشمل فرض الولاء للمشروع العنصري على الفلسطينيين وطمس حقوقهم وانتهاك حرياتهم وإلغاء تراثهم وثقافتهم ومعاملتهم معاملة دونية تفتقر إلى أدنى معايير الكرامة الإنسانية والحقوق الإنسانية .
ومعروف أن الكيان الصهيوني يواجه معضلة كبرى في محاولة فرض مشروعه العنصري . ذلك أن الفلسطينيين داخله يمثلون نسبة ليست بيسيرة وسيكونون في مدى سنوات أكثرية بحكم التعاظم السكاني . ولذلك فهو يخطط منذ أمد لمشاريع اقصائية أو تهجيرية على نطاق واسع، مع أنه يمارس الاقصاء والتهجير وهدم المنازل بوتيرة مستمرة، ويمارس التمييز العنصري بوتيرة متصاعدة . وآليات التمييز العنصري جزء من آليات المشروع الصهيوني، فهو يرى فيها وسيلة ضغط قد تكره بعض الفلسطينيين على النزوح إلى خارج الكيان الصهيوني، مع أن الفلسطينيين مهما تطاولت آليات التمييز العنصري ووسائل الأسرلة والعبرنة، أكثر تمسكاً بالأرض وأكثر تشبثاً بها وأكثر ارتباطاً .
والكيان الصهيوني يدرك أنه بمرور السنوات وحين يصبح الفلسطينيون داخله أكثرية فإن آلياته للتمييز العنصري ووسائله للأسرلة والعبرنة لن تنجز له مشروعه العنصري وسيكون وضعه مثل الحكم العنصري الذي كان قائماً في جنوب إفريقيا، وطبقه أقلية أوروبية لعقود طويلة على أصحاب الأرض، وهم الأكثرية الساحقة، فلقد آل إلى الزوال، رغم كل آليات التمييز العنصري ووسائله ورغم كل الاستبداد والقمع والتنكيل، والمشروع العنصري الصهيوني يسير في هذا الاتجاه وسيكون مآله الزوال وإن طال الأمد .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/