sala7 المدير
عدد الرسائل : 13062 العمل/الترفيه : معلم لغة عربية ، كتابة وقراءة نقاط : 32769 الشهرة : 6 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: أربع سنوات من حصار غزة، بعض الدروس المستفادة الإثنين 19 يوليو - 15:24 | |
| , أربع سنوات من حصار غزة، بعض الدروس المستفادة بقلـم عمر شعبان مدينة غزة – أدت قضية أسطول المساعدات لغزة إلى توضيح معالم الحصار وإبراز أوجه فشله. يتوجب علينا اغتنام هذه اللحظة والاستفادة من اهتمام العالم بغزة ليس من أجل التخفيف من الحصار فحسب، بل أيضاً، وهو الأهم، من أجل إيجاد حل طويل المدى لمشكلة الاحتلال الشاملة. لقد ثبت للجميع، وإن كان متأخراً فشل الحصار في إقصاء حماس عن السلطة، كما كانت تهدف إسرائيل من وراء فرضه. فعلى عكس ذلك، أضرّ الحصار بشكل مدمّر بالنسيج الاجتماعي وبالاقتصاد في غزة، وترك المجال لنمط اقتصادي طفيلي حيث أوجدت تجارة الأنفاق طبقة من مؤسسات الأعمال والأثرياء الجدد المستفيدين من الحصار. كما ارتكب المجتمع الدولي أخطاءاً، فعدم التحرك الفاعل من طرفه قد ترك المجال واسعاً أمام أطراف إقليمية ودولية، لا تسعى بالضرورة إلى تحقيق حلّ سلمي للصراع، للتدخل وكسب الشعبية في المنطقة. سيكون لهذا الأمر بدون شك آثار سلبية على أية عملية سلام مستقبلية. إضافة إلى ذلك، فإن تركيز المجتمع الدولي على منع دخول المواد الغذائية قد صرف انتباه متخذي القرار عن التمعن في الجوانب الأخرى للحصار والتي هي أكثر أهمية وإلحاحاً: حقيقة أن الحصار يشمل أيضاً حركة الأشخاص والكتب وبرامج الحاسوب وحتى الترفيه. فلكل هذا أثر ضخم على الشباب في غزة، حيث يشكل الشباب حوالي نصف عدد سكانها والبالغ المليون ونصف المليون نسمة، كما لم تتح لثلثيهم فرصة مغادرة قطاع غزة ولو لمرة واحدة. فحرمانهم من المعلومات والترفيه التي قد تربطهم مع العالم الخارجي قد يولّد نتائج خطيرة في المستقبل. يعتبر الاهتمام الحالي بالحصار أمراً جيداً يجب استغلاله في سبيل الانخراط بعملية أوسع وأكثر شمولية للحلّ، تضع بعض الأمور ضمن الأولويات: أولاً، يتوجب علينا تحقيق المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح. لقد بات واضحاً أن الخلاف الفلسطيني ليس شأناً داخلياً صرفاً، بل شرطاً أساسياً للمسيرة السلمية التي لا يمكن لها أن تسير دون تحققها. يجب أن يرافق ذلك رفع كلي للحصار وخطة لإعادة إعمار قطاع غزة وتحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية في الأراضي الفلسطينية. وعلى المستوى الإقليمي، يتوجب على القوى المؤازرة لحركة حماس أن تعمل ليس فقط على تأييد حق الحركة في الحكم كونها منتخبة، بل أيضاً على تشجيع الحركة على الإيفاء بالشروط التي تؤهلها كي تكون مقبولة ومعترفاً بها دوليا. ويمكن لتركيا أن تلعب دوراً في هذا، حيث يتوجب عليها اتخاذ التدابير لعكس مجرى علاقاتها المتدهورة مع إسرائيل لتتمكن من لعب دور الوسيط الفاعل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما حاولت أن تفعل مع إسرائيل وسوريا. ويمكن لتركيا بالذات أن تلعب دوراً إيجابياً في تشجيع حركة حماس على اتخاذ الخطوات الجادة الضرورية لتصبح حزباً سياسياً شرعياً. وفي حين أن هناك حاجة لخطوات فورية لوقف معاناة الناس في قطاع غزة، فإن رفع الحصار بشكل جزئي غير كاف لترميم العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. يجب أن تكون هناك عملية متكاملة تهدف إلى إعادة الثقة بين الشعبين. فعلى الطريق نحو إيجاد الحلّ، سيكون من الضروري إعادة بناء المباني التي دُمّرت أثناء الحرب على غزة وإعادة تشغيل المصانع التي توقفت بسبب الحصار، بحيث يتم تقوية قطاع اقتصادي داعم للسلام. لكن الأمر المُلحّ هو ترميم نفوس وعقول مئات آلاف الشبان الذين حُرموا من حرية الاختيار وتعدد مصادر التعلم وعاشوا لأكثر من ثلاث سنوات في سجن فكري. فبدون هذه الخطوة الهامة، لن يكبر شباب غزة ليصبحوا أشخاصاً يهمهم السلام. لتحقيق كل هذا، يجب على المنظمات الإقليمية والدولية، السياسية والشعبية أن تحشد قواها وتوحّد جهودها. يجب على السياسيين أن يؤمنوا بأهمية الشراكة مع المجتمع المدني، وهو قطاع أثبت قدرته على التنبؤ بنتائج السياسات الخاطئة وتفهّمه للتطورات على أرض الواقع، وهو الأفضل موقعاً لتعليم الناس عن قيمة المصالحة وأهميتها. فمن خلال من هذا التعاون بين الحكومة والمجتمع المدني، يرافقه دعم دولي كبير، سنتمكن من البدء بمداواة غزة وتقريب الإسرائيليين والفلسطينيين خطوة أخرى نحو السلام._________________ تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/ | |
|