جولة رصد لقصص ومأساة اللاجئين فى مخيم برج البراجنة التى لا تنتهي

جولة رصد لقصص ومأساة اللاجئين فى مخيم برج البراجنة التى لا تنتهي




بيروت-النهار الاخبارية
صور وشعارات متناثرة على الجدران محتواها يؤكد على حق العودة والوفاء للشهداء الأبرار
هناك على جدران المخيم يلاحظها من يدخل إلى مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينين فى لبنان و الذي يقع فى ضاحية بيروت الجنوبية والذى تبلغ مساحتة 500 دونم اى اقل من كيلو متر مربع وعدد سكانة يبلغ 35 الف نسمة.

كما تجد فى ظاهرةٍ جديدة ونوعية سيارةٍ تابعة للأمنِ الداخلى موجوده على مدخل المخيم تساعد على تنظيم السير كون المخيم متصل بالضاحية الجنوبية التى تربطها علاقة اخويه مع جيرانها الفلسطينين او اهل المخيم كما يحبون ان يطلقون عليهم .

مراسل النهار الاخبارية فى بيروت احمد عثمان يتنقل بكاميرا النهار ويرصد معاناة وماسى اللاجئين هناك الذين لطالما استصرخوا لوجود حل لمشاكلهم الكارثية.

فيقف مراسلنا ليس بعيدا عن جامع الفرقان داخل المخيم ويركز عدسته على قهوة ابو عبد الله القهوةٌ صغيره والتي يرتادها جميع ابناء المخيم من مختلف الاطياف السياسية والفصائل الفلسطينية والذين تجمعهم قضية واحدة هى حب الوطن وهموم المخيم الحياتية والاجتماعية ، .



فيقول أبو عبد الله صاحب القهوة لمراسلنا: افتتحت هذه القهوة لأعيل 8 أفراد من أسرتي وأقوم بفتح المحل منذ ساعات الصباح الاولى وحتى وقت متاخر من المساءلاستقبال العمال الذين يرغبون بارتشاف فنجان قهوة قبل ذهابهم الى اعمالهم لان معظمهم عمال يعملون فى مهن شاقه ومتعبة ويتقاضون اجورا زهيده لسبب واحد انهم فلسطينيون .

ويضيف أبو عبد الله: يعمل لدي فى هذا المحل الصغير معلم نجار خشب درجه اولى يتقاضى قبل ان يعمل لدى اجر يومى يبلغ 14 الف ليره لبنانيه اى اقل من 10دولارات فى اليوم .

ويوضح صاحب القهوة :عندما يعلم صاحب المصلحة بان الذى يطلب العمل فلسطينى يحاول قدر المستطاع أن يستغل وضعه بحجة أنه غير مسموح للفلسطينى بالعمل على الرغم من ان وزير العمل اللبنانى قد اصدر قراراً بالسماح للفلسطينين بالعمل فى المهن الحرفيه الا ان هذا القرار لم يلقى بعد تجاوبا فى سوق العمل منوها ان هذا القرارقد سمح لاصحاب المهن الحره بالعمل باستثناء المهن الاولى الطبيب – المهندس – الصحافى – المحامى .... جميع هذ المهن النقابية ممنوع على الفلسطينى العمل بها وليس غريبا عندما تكون تتحدث الى اؤلئك العمال تكتشف فى نهاية الحديث معه بانه خريج كلية الهندسة او الصيدلية ويعمل حرفى من أجل أن يعتاش بقوتِ يومه .

ويقف بعيدا عن ابو عبد الله رجل فى العقد الرابع من عمره غزا الشيبُ ملامح وجههُ مما يجعلنا تعتقد أنهُ فى الستين من عمره ويدعى ابو محمد .
والذي قال: أعمل لدى متعهد لبنانى وأتقاضى أجراً مقداره 15 دولارفى اليوم اى ما يعادل 23 الف ليره لبنانيه واعيل من7 ابنائى أضافةً الى والدي المقعدين .
يضيف ابو محمد : أعمل 15 يوم فى الشهر بسبب عدم التسهيلات فى العمل وهذا يكون من مصلحة المتعهد الذى يحاول قدر المستطاع أن يوفر من أجرالعمال لديه حتى لا يطر أن يدفع كثيرا فى اخر الاسبوع .

ويواصل واليأس باديا على وجهه : سئمنا من كثرة الكلام والتلطى على وجوه العالم نعيش فى ظروفا ًماساويه لدي ثلاثة ابناء فى الجامعه وهؤلاء يحتاجون الى مصروف كبير ولولا وجود أخى فى ألمانيا الذي يعينني على تعليمهم لما استطعت ان أعلمهم.

ويترك مراسلنا هؤلاء العمال بعد ان سمع قصصهم ومعاناتهم لينتقل بعدسته الى مكان اخر فى مخيم برج البراجنة وعلى الرغم من ان الطقس حار إلا ان من يسير بالمكان يعتقد ان السماء امطرت من كثرة المياه الموجوده على الارض خلافا على انها مترافقة مع رائحةٌ كريهه رائحة مجارى الصرف الصحى التى لم تكتمل مشاريعها بعد والتى انتظر المخيم 62 عام بدون مجارى صرف صحى وعندما بدات الانروا بالعمل توقف المشروع لاسباب لا يعلمها احد .

و يقول مراسلنا عندما ياتى فصل الشتاء يكون نعمة للكثير من الناس الا لاهالى مخيم برج الراجنة وتحديدا جورة التراشحه التى ياتى الى اهلها ضيف غليظ يستقر فى منازلهم ويلتهم اثاثهم المتواضع حاملا معه الرائح الكريهه وعلى الرغم من ان مشروع تصريف مياه الامطار بدا الا ان اهالى المخيم لا يتاملون خيرا حسب المواصفا ت المعمول بها و هناك العديد من المشاكل الفنية التى سيكشفها فصل الشتاء القادم.


ويصل مراسلنا بعدسة النهار الاخبارية الى مستشفى حيفا التابع لجمعية الهلال الاحمر الفلسطينى وهو مستشفى متواضع ذو امكانيات محدوده على الرغم حصول هذه الجمعية على عضوية الاتحاد الدولى للصليب والهلال الاحمر .

ويقول احمد عثمان مراسل النهار الاخبارية اثناء تجواله فى المكان :عندما تدخل الى المستشفى ترى وتسمع الكثير من مشاكل وهموم اللاجئين الفلسطينين فى لبنان .

فيقول المواطن ابو صالح : نأتى الى هنا ونحن معلقين بحبال الهوا ولكننا نتفاجئ بواقعنا المؤلم انت مريض ومتعب تحتاج الى صوره سكانر تصوير طبقى محورى هى غير متوفره فى المستشفى ماذا نفعل وليس لدينا اموال حتى نلجا الى المستشفيات اللبنانية والانروا لا تساعد ويبدأ الصراخ ويمكن فى اغلب الاحيان ان يؤدى هذا التصرف الى اصطدام بالطاقم الطبى فى المستشفى على الرغم من انه لا ذنب لهم ولكن من ضيق الاحوال التى نحن بها اصبحنا نلجا الى العنف لتنفيس الاحتقان الموجود بداخلنا .

ويتابع أبو صالح ماساته: انا مريض احتاج الى دواء بقيمة 200 الف ليرة لبنانية شهريا وعاطل عن العمل ووالدتى ايضا مقعدة وتحتاج اى دواء بقيمة 800 الف ليره منظمة التحرير تساعد بجزء بسيط من هذا المبلغ والباقى من اين استطيع الحصول عليه وهنا اقف عا جز امام هذه المشاكل اليومية والمعناة التى نعيشها .



وبعيدا عن تأوهات أبو صالح ومأساته التى لم يعترف بها احد يقف شاب اخر يعمل فى الانروا طلب عدم ذكر اسمه حيث قال :غلاءٌ فاحش وظروفٌ مأساويه صعبه وخاصة على الفلسطينى نعيشها فى لبنان لا نعرف الى من نلجا حتى يعيننا على اوضاعننا وخاصة اننا نسمع اليوم ان الانروا أعطت انذارت للعديد من العمال لديها بانها لن تستطيع ان تدفع لهم اجورهم بعد ثلاثة اشهر بسبب العجز فى الميزانية ونحن هنا نقف امام مشكلة حقيقة وصعبة اذا الانروا توقفت اليوم عن دفع الاجور للعمال ماذا سيحصل وهذا كله مرتبط فى الاشهر الثلاث القادمه .

ويضيف الشاب لمراسلنا:غدا سياتى دور القطاع التعليمى الذى يعانى اصلا ً من إهمالٍ شديد وبعده الخدمات المتواضعه فى القطاع الصحى التى اصبحت لا تسد ثغره فى فم مستشفى صغير فى الخارج فهى تدفع مبلغ 40 الف ليره عن المريض فى قسم الطوارئ فى الخارج والباقى ياتى على عاتق المريض .

ويتساءل الشاب:تخيل انت ماهى فاتورة اى مريض فى قسم الطوارئ فى اضعف اضعف الحالات تكون 150 الف ليره اذا كانت حالة مرضية عادية اما اذا كانت حادثة لا سمح الله فهى لاتخضع لتحويل الانروا وعلى المريض تدبير اموره بنفسه .

ويختم الشاب بألم متسائلا: هل هذه حياة بالله عليكم نحن نعيشها ؟؟؟

ماذا سنفعل الى من نلجا كيف نعلم ابنائنا ماهو المخطط الموضوع لنا هل يريدون تصفيتنا بشكل جماعى ليتخلصوا من قضية اللاجئين ؟؟؟؟؟؟

ويستصرخ الشاب قائلا: سئمنا من كثرة الكلام والله الموت احسن لنا واشرف من هذه العيشه .

وبدورنا نقول لم يتبقى لنا سورا لنضيف تساؤلا كالعادة لان صرخات وتساؤلات اللاجئين حملت ما يريدونه بأبلغ العبارات ولكن هو تساؤل يمليه علينا ضميرنا كوقفة الى جانب هؤلاء المنكوبين هل من نجدة ونخوة من أحرار العالم كليا لتنصر اللاجئين فى كل بقاع الارض؟؟؟؟؟