خاص
قضية كل شاب يسكن في الأراضي الفلسطينية , وتعتبر من احد القضايا المحورية بين الشباب والكبار من الأهل والمسئولين , ولكن رغم المناقشات لا يتغير شيء ويبقي الحال كما هو , ألا وهي قضية غلاء المهور , فهذا الغلاء يقف في وجه معظم الشباب المقبلين على الزواج , ويخالف ما دعت إليه الشرعية الإسلامية , فلو أردنا الحديث عن هذه القضية من جميع جوانبها لا نجد حل فعلي ولو تحدثنا مع جميع الأطياف من أب وأم وشاب وفتاة ومسئول , في ظل ظروف قطاع غزة , لا نستطيع القول أن تتزوج فتاة وترضي بالزواج بدون دفع مهر وجميع أولياء الأمور لا احد يوافق على تزويج ابنته من شاب بدون دفع مهر , ولو كان المهر قليل ويبرر الأهالي أن قطاع غزة يمر بأزمة غلاء معيشة وهذا الذي يجعلهم بطلب مهور عالية .
وفي هذا الصدد تقول الأم أم حازم ولديها عدد من البنات والشباب , نحن نعمل بما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " أقلهن مهرا أكثرهن بركة " , وقالت بالنسبة لابنتي فإنها تزوجت من شاب قريب من العائلة ونحن تعاطفنا معه لما نعرفه من غلاء معيشة والظروف التي يمر بها الشباب من غياب فرص العمل , ولم نشدد عليه ولقد تساهلنا معه وأضافت نحن عملنا على شراء لوازم البيت لتقديمه لهم ولمساعدته ومساعدة ابنتنا , وحسب وجهة نظرها نصحت أم حازم بأن تكون المهور بالحد المعقول مثلا "2000 دينار " ليست أكثر , والرسول صلي الله عليه وسلم نصحنا بأن ننظر إلي أخلاق ودين البنت والشاب أيضا قبل التفكير في الأمور المالية .
وأضافت هناك من العائلات التي تقدمنا لهم عند تزويج أبننا وعندما علموا أن أبننا ما زال طالب ولم يعمل قالوا لنا " خذوهم فقراء يغنيهم الله من فضله " .
ومن المؤكد أن الشرعية الإسلامية ترفض غلاء المهور لأنه الزواج في الشرع لم ينظر إلي قدر المهر وإنما ينظر إلي خلق ودين الشاب والفتاة المقبلين للزواج , وفي عهد الرسول صلي الله عليه وسلم قد زوج الرسول أحد أصحابه ببعض آيات قرآنية , ومع العلم هذا الصحابي فقير جدا ولا يملك إلا ثوبه الذي يرتديه , "وقال له رسول الله هل معك خاتم حديد فقال له لا يا رسول الله لا املك هذا الخاتم , فقال له رسول الله هل تملك آيات من القرآن الكريم , فقال الصحابي نعم أملك بعض من آيات القرآن الكريم , فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم زوجتك بما معك من آيات القرآن الكريم " .
وفي هذا الصدد قال الشيخ وجدي أبو سلامة عضو رابطة علماء المسلمين لهلا فلسطين, أن غلاء المهور بالنسبة للشرع الإسلامي هو أمر مرفوض والزواج في الشرع لم يفرض قيمة معينة في المهر وإنما نظر إلي خلق ودين الشاب , فقال الشيخ يذكر على عهد النبي صلي الله عليه وسلم زوج رجل فقير جدا لامرأة , ووافقت المرأة أن يكون مهرها نعلين فقط أي نعلي الرجل الذي يرتديه فقط , ولقد أضاف الشيخ في ظل الظروف التي يمر به قطاع غزة وخاصة على الشباب دعا جميع أولياء الأمور أن يراعوا حديث النبي " من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه " ويراعوا وضع الشباب , والزواج لم يقن غلاء المعيشة ومبرر أولياء الأمور بأن غلاء المعيشة غالي وعندما نطلب مهر غالي نراعي غلاء المعيشة وحتى نستطيع نشتري المطلوب لمستلزمات البنت يبرره الشيخ بأن هذا ليست مبررا شرعيا مقبولا .
وهناك من الشباب يقبلون على الزواج رغم الظروف والحصار المفروض على غزة وغياب فرص العمل , فالشاب إبراهيم يبلغ من العمر 20 سنة اقبل على الزواج وهو لا يملك عمل ويعمل بشكل متقطع في مهنة الحدادة , وهو خاطب منذ 8 شهور ولا يدفع المهر , ولتعاطف أهل العروس معه وافقوا عليه على شرط أن يدفع المهر قبل أن يتزوج , وسوف يدفع المهر " 3000 دينار " وسوف يسكن مع الأهل في غرفة من البيت , فهذا الشاب يبلغ من العمر 20 سنة ووجد له حل للزواج والهروب من العزوبية وتحطيم جدرانها رغم ما يحيطه من ظروف سيئة وعلى أمل أن يرزقه الله عندما يقبل على الزواج بنيه صادقة , وتعاطف أهل البنت ساعده على الزواج فهذه حال عائلة من العائلات في غزة تتساهل مع الشباب في ظل غلاء المهور .
أما الشاب يوسف الذي يسكن في الضفة الغربية أبدء رائيه في غلاء المهور بصفة عامة فقال أن غلاء المهور والالتزامات المالية التي يجبر عليها الشاب هي تلبية للعادات والتقاليد في المجتمع وهي تثقل كاهل الشاب المقبل على الزواج ,وتؤخر الزواج لدى كثير من الشبان والفتيات فبعض الشباب يوفر المتطلبات الأساسية للزواج لكنه يجبر على تأخير الزواج لسنة أو سنتين حتى يستطيع عمل غذاء للفرح والذي يكلف على أقل تقدير في بلادنا 2000 دينار .
وعلى صعيد الفتيات الفلسطينيات ورأيهم في غلاء المهور والذي هم الشق الأخر الذي يعاني من غلاء المهور , وهناك في أكثر من موقف من قبل الأهل يرجع غلاء المهور بالسوء على البنت وتأخر زواجها , فالفتاة هبة من غزة تقول أن الوضع في غزة سيء ويرجع بالسوء على الشباب وفي ظل الإغلاق للمعابر وعدم مرور شيء إلي غزة يزيد من غلاء المعيشة في غزة ويرجع بالسوء على الشباب ويصبح كل شيء غالي في البلد , وتضيف هبة يجب على الأهل أن يراعوا وضع الشباب ويرحموهم ولا يطلبوا مهور عالية , لان الوضع لا يختبئ عن احد فالكل يعرفه وجميع الأهل يعرفونه , والجميع له أبناء يريد أن يزوجهم , وأكدت هبة أن على صعيد نفسي أرضي أن أتزوج بمهر بسيط وأنا انظر لدين وخلق الشاب عندما يتقدم لدي , ولكن رأي الأهل هو الذي يفرض للمتقدم شروط الزواج وإذا طلبوا الأهل مهر عالي فهم أصاحب الكلمة في البداية والنهاية , هنا تؤكد هبة على كلامنا أن الأهل في بعض الأوقات يكونوا هما سبب في فشل وتأخر زواج البنت .
فهناك الشاب ميسرة يبلغ من العمر 24 سنة قال أن غلاء المهور له أسبابه، ومنها صعوبة الوضع الاقتصادي في غزة، حيث إنه ليس من السهل أن يحصل الشاب على وظيفة، وإن وجدها فإن الراتب في الغالب بسيط، بالإضافة إلى غلاء المعيشة.
وأسعار البضائع مرتفعة، وكذلك الذهب والذي هو أساس "جهاز العروس"، فقبل الحصار كانت ثلاثة آلاف دينار أردني كافية لشراء الذهب والبضائع "بالمعقول"، إلا أنها في هذه الأوقات لا تكفي إلا لشراء القليل منها .
وما زالت هذه القضية متداولة بين الوكالات والمواقع وباب المناقشة المفتوح بين الشباب والمسئولين محاولة لمساعدتهم , وتوفير لهم لو بعض مستلزمات الفرح , وهناك احد الشباب يقدم حل لمشكلة غلاء المهور أن تقوم الحكومة والجهات المسئولة بالعمل الجاد لتحسين الوضع المعيشي في غزة , مقلا زيادة نسبة غلاء المعيشة على رواتب الموظفين , وان تكون مطالب أهل العروس معقولة , بحيث لا تكون مطالب تعجيزية للشاب .
والآنسة روضة المزيني الذي تبلغ من العمر 28 عاما قالت أن الفتاة ليست سلعة تقدر بنقود والمهر هو عبارة عن هدية تقدم من العريس للعروسة , والعشرة الطيبة لا تقاس بكثرة الذهب والمال وإنما بالمحبة والوفاء والمعاملة الطيبة , وأضافت أن كثير من أهل العروس يطلبون مهورا غالية من العريس ولكنه بعد ذلك يغرق العروسين في الدين بعد الزواج وتكون ابنتهم هي من تحمل عبئ الدين أيضا وتؤكد أن النقود ليست لها قيمة , ولكن هناك نظرة نمطية في مجتمعنا الفلسطيني بأن قيمة العروسة بارتفاع مهرها , ولكن الدين الإسلامي ينظر إلي حسن الخلق والآداب عند الشاب والفتاة المقبل على الزواج .
وتضيف المزيني على صعيدها الشخصي تهتم بأن يكون الإنسان ملتزم بالدرجة الأولى ومن ذو عائلة لها قيمة وأصل , وأن تكون له شقة حتى لو كانت بسيطة , وأن يعمل أو صاحب مهنة شريفة , وقالت المزيني إني ارضي الزواج بدون مهر إذا كان الإنسان المتقدم ذات ثقة ومعروف بحسن خلقه ودينه ويوجد فيه مواصفات جملية , وسأضمن حياة كريمة معه فإنني أقبل أتزوج بدون مهر .
هذا وقال ذ. زياد مقداد نائب عميد كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية , إن مهر المرأة من حقوقها التي شرعها الإسلام , وأثبتته الشريعة الإسلامية ليتكلف به الأزواج , ولقوله عز وجل " أوتوا النساء صدقاتهن نحلة , فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوا هنيئا مريئا "
وأضاف د. مقداد:" فإن الإسلام وهو يشرع المهر كحق للزوجة، نبه إلى ضرورة عدم المغالاة فيه، حيث قال صلى الله عليه وسلم:" أيسرهن مهرا أكثرهن بركة"، كما رغب القرآن الكريم في تزويج فقراء المسلمين ممن لا يملكون المال الكثير ولا يستطيعون دفع المهر الكبير".
هذا وبالنسبة لغلاء المهور والذي يجعل الشاب للدين حتى يتزوج والسداد بعد الزواج قال مقداد أن غلاء المهور يعود بالسلب على الزوجين في تسلل المشاكل والهموم داخل البيوت والمتسببة عن الدين على الزوج ومن صعوبة الوضع يصعب تسديده فهذا يعمل على كبر المشاكل في البيت وبين الزوجين .
ونوه أن غلاء المهور وتأثيرها على الشباب المقبلين على الزواج حيث يؤدي ارتفاعها إلى تأخرهم لسنوات طوال حتى يجمعوا المهر وتكاليفه مما قد يعرضهم في هذه الفترات للفتن والمفاسد، ويتسبب في "عنوسة" الفتيات.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/