في كفركنا... سقطت مخططات إسرائيل
الكاتب علاء الريماوي
ظل العرب في مناطق الخط الأخضر عرضةً لمخططات إسرائيل التي حرصت على اقتلاعهم من التاريخ العربي وتحويلهم إلى أناس يعيشون
غيبوبة الانتماء والهوية ، وخاصة بعدما تنكب الوطن العربي الكبير لهم وربط
العلاقة بهم من خلال العلاقة بإسرائيل ومستقبل السلام معها ،مضافاً إلى
ذلك فشل منظمة التحرير في احتضانهم ومساندتهم لمواجهة المشاريع الصهيونية بل التسليم بالمسؤولية الصهيونية عنهم من خلال عدم مراعاة الحالة الخاصة التي
يعيشونها والتي تقاسمت في رؤيتها بين الصمود على الأرض والحفاظ على الهوية مع المحافظة على علاقة بالمؤسسات الإسرائيلية الحاكمة لتفادي جرم التهجير العام الذي ينادي به كثير من الساسة الإسرائيليين من خلال ما يعرف بمخططات يهودية الدولة .
إجرام
إسرائيل بحق فلسطيني الخط الأخضر لم يكتفي بهدم 450 قرية ومدينة عربية
ومصادرة أكثر من 93 % من أراضيهم لصالح المستوطنات ، ليعكف على تنفيذ خطة
منهجية أريد لها إنهاء وجود أكثر من مليون ونصف فلسطيني من خلال التالي :
1. صناعة مرجعيات سياسية عميلة وتابعة للسيطرة على خيارات العرب السياسية تحت ما يعرف بمشاريع الدمج والإذابة .
2. التضييق الاقتصادي من خلال فرض الضرائب ومصادرة الأراضي ومنع موازنات التطوير وربطها بالخدمة العسكرية .
3. تدمير البنية الثقافية والحرص على ضعفها ومنع أو تقليص موازناتها المالية مع التشجيع للذهاب إلى العمالة غير الحرفية .
4. فتح المجال أمام الهجرة لأوروبا وأمريكا وخاصة أمام الشباب العربي لإفراغ الأرض منهم .
5. دعم الجريمة المنظمة ونشر المخدرات ورعاية مظاهر الانحلال في المجتمع العربي وخاصة في المدن المختلطة .
6.
تحطيم صورة التاريخ في ذهن الأجيال من خلال تميع اللغة العربية ومحاصرة
المؤسسات الوطنية وظهور بعض النخب المنتمية لمشروع صهينة المجتمع العربي .
هذا
المخطط بذلت فيه إسرائيل جهد مؤسسات الدولة ودفعت في سبيله مليارات
الدولارات حتى بدا أن النجاح ممكناً في السبعينيات وبداية الثمانينيات لكن
سرعان ما ظهر حراكاً قادته نخب عربية شابة أعادت الاعتبار للهوية العربية
بل أبدعت في صناعة ثقافة وطنية لم تقل عن مثيلتها في أماكن التواجد
الفلسطيني ليبرز في تاريخهم الحديث قيادات وطنية مميزة تكثر أسماؤهم
وتتعدد توجهاتهم ما بين قومي وإسلامي .
هذه
الحالة المبدعة والتي كانت متميزة أمس في بلدة كفركنا من خلال تظاهرة
العودة والتي جمعت عشرات الآلاف يقودهم الشيخ رائد صلاح وهم يحملون أعلام
فلسطين ويرفعون مفاتيح العودة ويهتفون للقدس ولأقصى وينشدون على أنغام
فرقة الاعتصام أناشيد التراث الفلسطيني وثقافة التاريخ بالكنه الفلسطينية
أكدت وللمرة الألف على أن ما خططت إليه إسرائيل ما هو إلا معركة خاسرة
أمام ذهنية عربية طاهرة بل قادرة على هزيمة مشاريع التذويب و الاقتلاع كما
أكد على ذلك هتاف الغاضبين من فعل إسرائيلي الذي يستهدف وجودهم وبيوتهم
وزيتونهم الراسخ في التاريخ .
هذا النبض العربي يحتم على من يعنيه الأمر مساندة فلسطيني 48 من خلال التالي
1. احتضان المجتمع العربي في الداخل وخطوة الرئيس الليبي من استضافة القيادات العربية في الاتجاه الصحيح.
2. إعادة الاعتبار لقيادة المجتمع العربي من خلال إبراز دورهم في المرجعيات الوطنية ومؤسساتها .
3. الاعتراف بدورهم الريادي في القدس وتقليدهم قيادة هذا الملف مع القيادة المقدسية الوطنية .
4. دعم مؤسسات المجتمع المدني وخاصة المؤسسات الثقافية واحتضان الشباب العربي داخل مناطق 48 .
5.
عدم القبول بالحلول السلمية والتي تهدف لإخراج المواطن العربي خارج الخط
الأخضر بما يعرف بتبادل الأراضي والذي يهدف إلى إضعاف التواجد العربي في
فلسطين التاريخية .
هذه
الخطوات الممكنة ستعزز صمود الفلسطيني في أرضه وستفشل مخططات إسرائيل التي
زاد توعدها من خلال الهجوم الإعلامي والذي يصف العرب بالخطر الإستراتيجي
على وجود إسرائيل ، هذا الاتجاه في الخطاب يحتم على السادة الآمرين في
حلبة السياسة الفلسطينية إضافة عنوان جديد لأولوياتهم الواجب نصرتها هذه الأيام .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/