الحرائق صيفاً
ما نزرعه في عشرات السنين يمكن أن ينتهي وتلتهمه
النيران في دقائق معدودة لما تخلفه الحرائق من دمار حقيقي للإنسان والحيوان
والبيئة حيث أن أكثر الحرائق خلال فصل الصيف هي التي تأتي على الأعشاب والأشجار من
البيئة المحيطة ؛ المديرية العامة للدفاع المدني تتابع هذه الظاهرة كما في كل عام
وتحديداً في الصيف تبرز مشكلة الحرائق وفي مقدمتها حرائق الأعشاب والمزروعات
والأشجار فما أن تبدأ الأعشاب بالجفاف والتيبس حتى تأخذ أعداد حرائقها بالتزايد
يوماً بعد يوم لأسباب لا تخرج في معظمها عن نطاق الاستهانة بمتطلبات السلامة أو
الأخذ بالأسباب الاحترازية والوقائية الكفيلة بالحد من أعداد هذه الحوادث.
ولأن
الحرائق باتت قدراً محتوماً يحصد آلاف الأشجار سنوياً، إن الدفاع المدني وعلى مدار
الساعة في يتعامل مع هذه الحوادث وإطفاء الحرائق إلى جانب ما يقوم به من إرشاد
وتوعية للمواطنين بمخاطر الحوادث وكيفية تجنب وقوعها والتعامل معها فيما لو وقعت
ويعزى إلى أن أسباب نشوب الحرائق متعددة ومتنوعة ولها عديد الأشكال وفي مقدمتها
لجوء البعض إلى حرق الأعشاب وهي في مكانها للتخلص منها ، ما يؤدي في كثير من
الأحيان إلى امتداد النيران ووصولها إلى المواقع الحيوية المجاورة ، فضلاً عن قيام
البعض بإلقاء أعقاب السجائر وهي مشتعلة من نوافذ السيارات على جوانب الطرقات
المليئة بالأعشاب الجافة ، كما أن أحد الأسباب الرئيسية في حرائق الأعشاب والأشجار
والمزروعات وهو إشعال النيران أثناء رحلات التنزه بقصد الطهي والشواء ما يؤدي
أحيانا وفي حال عدم اتخاذ الاحتياطات الوقائية إلى نشوب الحرائق التي ربما تأتي
على غابة أو أحراج بأكملها إلى جانب تأثيراتها ونتائجها السلبية على البيئة
المحيطة وتلوثها بالغازات الضارة الناتجة عنها.
إن موضوع
حرائق الغابات والأحراج والمزروعات والأعشاب يشكل أرقاً بيئياً كبيراً إلى جانب ما
ينتج عنه من خسائر مادية في الأشجار والمزروعات التي قد يبذل فيها المزارعون قصارى
جهدهم ويكدحون هم وأسرهم للحصول على موسم خير معطاء من هذه المزروعات. لذا لا بد
من التركيز على حقيقة هامة وهي تفعيل دور كافة الجهات الرسمية والشعبية في مواجهة
هذه القضية المتكررة سنوياً كلّ ضمن إمكاناته وما أتيحت له من فرصة المشاركة
الفاعلة في هذا المجال ، كما تؤكد مقولة درهم وقاية خير من قنطار علاج في حال تقيد
كل شخص منا بالإجراءات الوقائية الرامية في المقام الأول إلى الحفاظ على سلامته
وعلى ممتلكاته فان ذلك سيحول دون وقوع مثل هذه الحرائق التي تستنزف جهد ووقت رجال
الدفاع المدني إلى جانب ما تحدثه من خسائر متنوعة على الصعيدين المادي والبشري،
ونشيد بجهود التوعوية التي تنفذها المديرية العامة للدفاع المدني في تعريف الأهالي بالخطوات والاشتراطات
الوقائية الواجب إتباعها وكيفية التصرف في حال وقوع أي نوع من الحرائق..
كما أن
الدور الأكبر في الحد من نشوب الحرائق وما تسببه سنوياً من امتداد لألسنة اللهب
للمزروعات والأشجار والغابات هو وعي المواطن أينما كان موقعه ، فطالب المدرسة
والطالب الجامعي والنوادي الشبابية والمراكز التطوعية والبلديات كلها طاقات بشرية
يمكن لنا من خلال تكامل جهودها أن نجد الحلول المناسبة للحد من حرائق الأعشاب
والغابات وما تسببه سنوياً من خسائر مادية وتلويث للبيئة وتشويه للطبيعة الجميلة.
كما لا
تقتصر الحرائق خلال فصل الصيف فقط على حرائق الأشجار والأعشاب والمزروعات فقط بل
تظهر أيضاً في المنازل والمركبات والمستودعات والمحلات التجارية وغيرها ؛ وتكثر
أسباب نشوبها منها التماس الكهربائي أو الحمل الزائد على التيار والتي يكون السبب
الرئيسي والأول في حدوثها ضعف الوعي من قبل الأهالي بالإجراءات الوقائية الواجب
إتباعها في مثل هذا الوقت من العام الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة.
أما فيما يتعلق بأسباب حرائق المنازل فإنها تعود
إلى ضعف الوعي من قبل ربات البيوت والخادمات من خلال عدم إحكامهن إغلاق اسطوانة
الغاز بعد كل استخدام وعدم التأكد من صلاحية أنبوب التوصيل الخاص بها وخلوه من
التشققات والتسريب ووضع الاسطوانة تحت أشعة الشمس المباشرة بالإضافة إلى سوء
التخزين في المستودعات والمخازن المنزلية ووضع مواد قابلة للاشتعال بجانب غيرها من
البضائع الأخرى إلى جانب الضغط المتزايد على خطوط وتمديدات الكهرباء واستخدام
نوعيات رديئة من المقابس والموزعات الكهربائة خاصة إذا كانت مركبة خلف قطع الكنب
أو الستائر.
ولا نحمل
المسؤولية لربات البيوت وسائقي المركبات حيث تبرز الحرائق الناجمة عن حدوث التماس
كهربائي الناجم عن الضغط الكبير على الأجهزة الكهربائية التي يتم تشغيلها بشكل
عشوائي إلى زيادة الحمل على التمديدات والخطوط الكهربائية مما يتسبب في اشتعالها
وتطور الحريق فيها بسرعة من خلال الانتشار السريع له عبر هذه التمديدات لتشمل جميع
مرافق المنزل أو المنشأة ، إلى جانب عدم التأكد من سلامة توصيلات وصلاحية اسطوانات
الغاز وعدم إغلاقها بعد الانتهاء من استخدامها، تقع حرائق المركبات نتيجة عدة
أسباب أبرزها ارتفاع درجة حرارتها وعدم إجراء الصيانة الدورية لها والفحص الدائم
لمحركها وإجراء تعديلات كهربائية على دورتها الخاصة إلى جانب سوء استخدام المركبة
عبر تحويلها إلى أداة للعبث والاستعراض والقيام بحركات خطيرة وارتفاع درجة حرارة
الإطارات وترك السيارة تعمل في حالة تشغيل لفترة طويلة أثناء توقفها، عدم الإنتباه
لنسبة المياه الواجب توافرها في مبرد السيارة والتي يؤدي نقصها إلى ارتفاع حرارة
المركبة وبالتالي اشتعالها .
يلاحظ من
خلال المتابعة المستمرة لوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة تزايد الحرائق خلال أشهر
الصيف إما بقصد وتعمد أو دونما قصد من المتسبب فيها مما يشكل استنزافا لجهود ووقت
رجال الإطفاء إلى جانب تهديده لممتلكات الأهالي وأرواحهم في حال الانتشار السريع
لألسنة النيران وعدم السيطرة عليها بسرعة وتلويثه للبيئة العامة ونظافتها ، ونلتفت
هنا إلى أهمية تعاون الأهالي مع الجهود المبذولة من قبل المديرية العامة للدفاع
المدني والخاصة بتوعية الجمهور بمبادئ وأساسيات الإجراءات الوقائية التي من شأنها
الحفاظ على سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم.
وفي الختام نؤكد أن الالتزام والتقيد الكامل من
قبل الجمهور بتطبيق الإجراءات والاشتراطات الوقائية في منازلهم ومحلاتهم التجارية
وحتى في مركباتهم وعدم الإستهانة بإضرام النيران بالمحاصيل الزراعية والأعشاب
والحذر أثناء إشعال النيران خلال التنزه والرحلات كفيل بالحيلولة دون التعرض
للحرائق بشكل عام .
نشكر تعاونكم
مع كل المحبة والتقدير والإحترام
مع تحيات إدارة العلاقات العامة والإنسانية
المديرية العامة للدفاع المدني
للإستفسار والمتابعة :
محمد يعقوب محمود
دائرة العلاقات العامة والإنسانية
رام الله – فلسطين
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/