الثورة الشعبيه لاتحتاج لمن يحركها بل تحتاج لمن ينظمها ويوجهها ...
معظم الثورات الشعيه التى إندلعت فى
العديد من الدول قامت وإندلعت وتفجرت بقرارا شعبيا خالصا إحساسا بالظلم
والطغيان ولم تكن تحتاج إلى من يعطيها أمرا لإشعالها فهى وإن ولدت تكون قد
خرجت من رحم المعاناة والظلم والإضطهاد والطغيان حيث أن معظم الثورات
الشعبيه التى شهدها العالم و كتب عنها التاريخ كانت ثورات شعبيه عفويه
تعبر عن مدى الظلم الذى يتعرض له هذا الشعب أوذاك وفى الغالب تكون الأسباب
هى نفسها التى تؤدى إلى حدوث غضب جماهيرى عارم من ممارسات وأعمال قهريه
ظالمه تكون عامل أساسى ورئيسى للإنفجار الشعبى فالضغط يولد الإنفجار ...
وقد قرأت الكثير من المقالات والتعليقات التى تدعوا جهة بعينها لتتولى هذه
المهمه وتقوم بتحريك الأوضاع الداخليه وصولا لإندلاع ثورة شعبيه عارمه وقد
يكون لهذا الإعتقاد أو هذا المطلب فيه نوع من الصوابيه لدى الكثير من
القراء أو المعلقين أو من عامــة الشعب الذين ينظرون إلى الأمور من منظار
واحد لكن الأغلبيه من الجماهير
والمراقبين ترى عكس هذه الرؤيه أو
هذه النظريه تماما معللين ذلك بأن الشعب هو وحده صاحب القرار فى هذا الشأن
وهو من يملكه بمفرده ولايستطيع أى كان تحريكه أورسم طريقه التى إختارها
بنفسه و بمحض إرادته دون الرجوع لأحد وأعتقد أن ثوره الحجاره الشعبيه عام
1987 كانت خير مثال على ذلك فقد إندلعت دون أن تستأذن من أحد ودون إنتظار
قرارا أو أمرا من هذا أو ذاك فامتدت وتوسعت وتصاعدت وتيرتها الأمر الذى
جعل القياده الفلسطينيه فى ذلك الوقت إحتضانها وتوجيهها وتنظيمها ووضع
البرامج النضاليه التى تتناسب والمرحله التى تمر بها وهذا ما حدث فعلا
حينما قامت منظمة التحرير الفلسطينيه وفتح بتوجيه الإنتفاضه الشعبيه من
خلال تشكيــل اللجان الشعبيه والمجموعات الضاربه وإنشاء قياده وطنيــه
موحده لها تسير أمورها على كافة الأصعده وهذا ما جعل الأخ الشهيد القائد
الرمز أبو عمار أن يعطيها زخما إضافيا و فريدا حينما قال أن الإنتفاضه
الشعبيه فى فلسطين ستمر بستة مراحل فأوكل يومهــا الشهيد القائد أبو جهاد
مهمة تسير أعمالها ووضع البرامج المناسبه لها وصولا إلى تحقيق أهدافها
التى إنطلقت من أجلها ... وهذ ماكان بالفعل إلا أنه وللاسف الشديد كان
رصاص العدو أسرع مما كان يتوقعه الجميع حينما أقدم على جريمته وقام
بإغتيال أمير الشهداء الشهيد الرمز خليل الوزير أبو جهاد فى تونس عام 1988
فى شهر إبريل فى اليوم السادس عشر منه فقد أصبح ابوجهاد يشكل خطرا حقيقيا
على أمن إسرائيل الأمر الذى عجل بوضع ملفه الخاص على مائدة النازيين
المصغر وكان ماكان فبإستشهاد أبو جهاد كان العدو يعتقد جازما أن الإنتفاضه
الشعبيه ستتوقف وتنتهى من الوجود إلا إنه تفاجئ بل وصدم حينما رأى أن
بإغتياله للرمز أبو جهاد إشتعلت الأنتفاضه الشعبيه من جديد وإزدادت
وتيرتها وإزداد لهيبها وتوسعت وأصبحت تأخذ أشكالا متنوعه ومختلفه من
النضال والكفاح الأمر الذى أربك و هز العالم بأسره هزة قويه وأصبح ينظر
إليها نظرة إعجاب وذهول وقد أصبحت نموذجا وطنيا حيا يقتضى فيه لكل أحرار
العالم ولكل المطالبين عن الحريه والإستقلال ...فالثورات الشعبيه ضد الظلم
والطغيان لاتحتاج لمن يحركها لإنها عادة ماتكون سيدة لنفسها
وبعدها ...... يكون لكل حدث حديث ... وفقكم الله وإنها لثورة حتى النصر
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/