-زواج البدل يتسبب في تشريد أربع أسر في يوم واحد

-زواج البدل يتسبب في تشريد أربع أسر في يوم واحد


–عطية شعت


زواج البدل ليس ظاهرة جديدة على المجتمع الفلسطيني ، بل هو عادة متوارثة كان يلجأ إليها أجدادنا نتيجة الظروف المعيشية الصعبة وأيضا هو سمة من سمات المجتمع القبلي الذي يسود فلسطين و يعتبر من التقاليد الاجتماعية ، فهو يزيد العلاقات بين الأهل قوة ومتانة، وأيضاً يحفظ الثروة أو الميراث ضمن أجواء العائلة الواحدة.

وشهد زواج البدل تراجع ملحوظ في الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي نتيجة التحولات الذي شهدها المجتمع الفلسطيني إلا أن الظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن الحصار أعادت زواج البدل إلى الواجهة مرة أخرى

تعريف زواج البدل

فزواج البدل "الشغار" هو عبارة عن فتاة مقابل فتاة أخرى بدون شرط أو مهر، وحتى وإن كان بدون تراضي من الزوجين ، وقد راح ضحايا هذا الزواج عددا من الشباب والشابات في عدد من مناطق فلسطين وخاصة في المناطق المهشمة التي لا يزال جهل الآباء وأمية النساء فيه يلعبان الدور الكبير في تدمير حياة أطرافه ويقابل بصمت قطاع كبير من المجتمع .


أربعة حالات طلاق في يوم واحد

إحدى محافظات جنوب قطاع غزة كانت شاهدة على جريمة زواج البدل عندما هددت وشردت حياة أربع اسر وتعود القصة إلى ثمانينات القرن الماضي عندما قام احد أفراد عائلة معروفة بامتلاكها لمساحات شاسعة من الأرض بالزواج من ابنة عمه مقابل تزويج أخته لابن عمه وذلك للحفاظ على الأرض في يد العائلة ،ولم تكتفي العائلة بهذا الزواج فقد أقدم شقيق الأول الأصغر بعد سبع سنوات أيضا بالزواج من شقيقة زوجة أخيه "ابنة عمه "مقابل زواج أخته الصغرى لابن عمه أيضا .

الثروة تجمع وتفرق

ورغم أن الثروة والحفاظ على الأرض هي من أجبرتهم على زواج البدل هي نفسها من أجبرتهم على الطلاق ،فبعد سنوات من الزواج وبعد وفاة الآباء جاء الوقت لتقسيم الثروة فاختلافا على حصص الميراث وبدأ كل طرف يطالب بحصة زوجته وتفاجأ احدهم بقيام زوجته بالتنازل عن حصتها لأخيها فقام بتطليقها واجبر أخيه على طلاق أختها وكان من الطبيعي أن يقوما اولاد عمهما بنفس الفعل .


بيع وانتقاص لحقوق المرأة


ومن جانبها اعتبرت الناشطة الاجتماعية وداد الاسطل زواج البدل بمثابة بيعاً للمرأة وانتقاصاً من حقوقها الشرعية والقانونية، والتي كفلتها الشريعة الإسلامية، بحيث لا يمكن الانتقاص من تلك الحقوق المشروعة، ولا أحد يستطيع مصادرتها أبداً"

زواج بنت العم

محمد (25) عاما موظف في إحدى الشركات الخاصة احد ضحايا التقاليد والعادات البالية عندما اجبره والده من الزواج بابنة عمه ذات التعليم المحدود رغم محاولاته إقناع والده بأنها لاتناسبه وامام اصرار والده وافق.
ويقول: محمد بصوت حزين ملعون أبو الأرض فقد حكم على والدي بالإعدام ولم يكتفي بذلك فقد زوج اختى لابن عمى فارتبط مصيرها بمصيري
ويتابع فى كل مرة تحدث فيها مشكلة بيني وبين زوجتي وتذهب زعلانة لبيت أهلها يقومون بطرد اختى والعكس .



نظرة الإسلام

ورغم ضحايا ذلك الزواج المنهي عنه في الإسلام " لا شغار في الإٌسلام " إلا أن كثير من أولياء الأمور والذين لا يزالون يجهلون حق المرأة واعتقادا منهم بأن ذلك الزواج هو حفاظا على العلاقات والتماسك الأسري ، وعدم خروج الفتاة من إطار الأسرة حرصا على ما تملك من المال والتركة وخوفا بأن يحصل عليه شخص غريب حتى وأن كان من أبناء المنطقة نفسها.