اثار وصف احد نواب حركة فتح قوات الامن الفلسطينية العاملة في الضفة الغربية بـ 'الارانب' قبل ايام ازمة في صفوف الحركة التي ينتمي معظم افراد الاجهزة الامنية وقادتها اليها. وجاء وصف النائب عيسى قراقع رئيس لجنة الاسرى في المجلس التشريعي قوات الامن بـ 'الارانب' تعقيبا على اختفائها يوم الاحد الماضي عندما دخلت قوة عسكرية لمنطقة بيت لحم جنوب الضفة الغربية وحاصرت احد المنازل وهدمت اجزاء منه بذريعة البحث عن مطلوبين.
وكتب قراقع مقالا بعنوان 'اجتياح بهدوء ونوم امني في العسل' قال فيه: صباح الاحد 12/10/2008 حاصرت قوات الاحتلال الاسرائيلي منطقة واسعة في بيت لحم، وحسب الاشاعات: لاعتقال مطلوب، قوات كبيرة مدججة تقف في شوارعنا، تمنع التجوال، تحاصر الناس، تلقي القذائف على المنازل.... اللغة العبرية اقوى من لغة المتنبي... وفي هذا الصباح، كافة رجال الامن والشرطة اختفوا من شوارع بيت لحم، حتى لم يتواجدوا امام المقرات للحراسة كما اعتدنا ان نرى، الجميع في الداخل او في البيت.
واوضح مصدر امني فلسطيني لـ 'القدس العربي' امس بأن قوات الاحتلال تبلغ قوات الامن الفلسطينية بأنها ستدخل لاهداف محددة في المدن الفلسطينية وان تلك القوات عليها الالتزام في مقراتها طوال فترة تواجد قوات الاحتلال في المنطقة، مشيرا الى ان الابلاغ يكون من خلال مكاتب الارتباط والتنسيق ما بين السلطة واسرائيل.
واكد المصدر بأن قوات الامن الفلسطينية تختفي عن الانظار وتلتزم بمقراتها اثناء تنفيذ عمليات عسكرية اسرائيلية في المدن الفلسطينية بناء على تعليمات القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئاسة وحكومة تسيير الاعمال.
واضاف قراقع يقول في مقاله 'صباح الاحد، يسأل الناس العاديون (طبعا همسا) من اوصلنا الى هذا الحال المخيف... لا نحن سلطة حكم ذاتي ولا نحن تحت احتلال، واقعين ما بين بين، ممنوع ان نرتب حياتنا بما يقتضي مواجهة الاحتلال وممنوع ان نناقش مستقبلنا بما يعيد لنا فقط الكرامة والانسانية، الاحساس باننا بشرٌ ككل الناس... بيت لحم صباح الاحد هادئة، لان الاجتياح تركز في منطقة محددة... بقية الناس يمارسون حياتهم بشكل طبيعي... السائقون مرتاحون لأنه لا توجد شرطة في باب الزقاق، شعور بالعجز والذل والهبل، ربما نشعر بالقوة عندما نمارس اعتقالات ضد بعضنا، تتفتق لدينا كل اساليب وافانين الابداع في قهر بعضنا'.
واضاف قراقع متهكما على اجهزة الامن الفلسطينية: متى تنتهي المهمة الاسرائيلية... لقد بدأت منذ الفجر الباكر... اجهزة الامن ملت الحشر والانتظار تريد ان تخرج وتمارس دورها وتلبس لباسها العسكري، هي صورة متكررة مملة نازفة، ونحن لا نستحي ولا نخجل، هذا القرار السياسي من فوق او من تحت او من اي جهة، هذا هو النظام الجديد، الاحتلال النظيف، الديلوكس الذي يسمح لك ان تتشاطر على ابناء جلدتك، ان تأخذ تصريحا الى اي مكان، ان تتاجر وان تأكل وان تسرق وان تمارس هوايتك في كل شيء ماعدا ان تصرخ وتطالب بالكرامة السياسية والوطنية'.
وآثار مقال قراقع ردود فعل في صفوف حركة فتح التي ينتمي اليها وخاصة من قبل العاملين في الاجهزة الامنية من كوادر الحركة حيث رد عليه عبد الله ابو حديد قائلا: اين هي بيت لحم المليئة بالعمداء والعقداء؟ اخي وصديقي العزيز عيسى قراقع من حبر قلمك ادينك، ومن احرف كلمات مقالك اكتب.. واسطر عتبا وعتابا، وفي قلبي احفظ لك الحب والاحترام... فان نسيت انت؟... لن انسى يا عيسى المناضل روح الثائر ما زالت تسكن في اعماق جسدك، ولم يسحرك رغد الحياة!! والسيارة الحديثة من نوع جيب باجيروا ومكتبك الوثير.
واضاف ابو حديد في رده 'فجيش الاحتلال يطلق له العنان، يصول ويجول ويهدم ويحرق ويعتقل بتجهيز عسكري لا يفتقر الى عتاد، زودته امريكا الام لابنتها اسرائيل بحزمة من الطائرات المتطورة جدا، وتجهيزات الرادار وانواع الصواريخ المضادة والعابرة والمخترقة الى آخر منظومة التسلح الحديث. يقابلها سلطة وطنية محكومة اجهزتها الامنية، والتي لا يخفى عليك حالها، محكومة باتفاق 'اسمه اوسلو' قد وقع عليه مشرعو الشعب الفلسطيني، وانت كبرلماني منتخب ضمن هذة الاتفاقية، التي تحكمك كمشرع وتحكم اجهزة الامن كأجهزة تنفيذية'.
وتابع ابو حديد يقول 'فلا عجب يا مناضل عيسى ان يكون لدينا مجموعة من العمداء والعقداء في ثورة تجاوزت الاربعين عاما من عمرها ببضع سنوات، فهم غير مستوردون من الصين، ولا صنعوا في فرنسا، ولن يموتوا سوى اسودا، ويحشرون يوم القيامة ليس مع الارانب. انا لا اعرف ابطال المقاومة المحكومين باتفاق، بالتزامهم به يتحولون الى ارانب، الا في خيال الشعارات، فماذا يختلف الشرطي عن المواطن في المصير ومطرقة الاحتلال'.
وتواصلت الانتقادات الموجه للنائب قراقع لوصفه الاجهزة الامنية بالارانب حيث رد عليه الدكتور سمير قديح المختص في الشؤون الامنية بمقال عنوانه 'حين يتطاول الاقزام على اسيادهم' قال فيه 'نقول من العيب على عضو مجلس تشريعي فتحاوي ان يصف الاجهزة الامنية الفلسطينية بالارانب مهما كانت الملاحظات على ادائها ، نحن ننتقد السلبيات ولكن الاجهزة الامنية الفلسطينية جميعها لها تاريخ مشرف ولو تواجد احد قادة الاجهزة الامنية الفلسطينية في بيت لحم في احد المراكز الفلسطينية لحظة دخول قوات الاحتلال لقرر ان يبقى في مكتبه محاصرا من قوات الاحتلال مع جنوده وضباطه، واقول لك يا عيسى اين كنت في الانتفاضة عندما تصدى ابطال الاجهزة الامنية بصدورهم لدبابات واسلحة الاحتلال واستشهد من استشهد واعتقل من اعتقل وابعد الاخرون وانت مختبئ في غرفة نومك وتقضي فترة من العسل'.
واضاف قديح المقرب من الاجهزة الامنية ويعمل في احدها يقول 'ان تضحيات الاجهزة الامنية في مواجهة الاحتلال ليست بحاجة الى اثبات، فقد استهدفت بالاغتيالات والقصف والتدمير من قبل قوات الاحتلال، وبالتالي فان تضحيات الاجهزة الامنية محفورة في وجدان الشعب الفلسطيني ولكنها كلمة حق تقال لهؤلاء الرجال الذين سقط منهم مئات الشهداء خلال الانتفاضة الثانية دفاعا عن الارض والوطن والمقدسات وصمودهم الاسطوري في معركة جنين جنبا الى جنب مع كافة فصائل المقاومة'.
ولا بد من الذكر ان مواقع حركة حماس الاعلامية على شبكة الانترنت عملت على نشر مقال قراقع احد قادة حركة فتح الذي وصف فيه قوات الامن الفلسطينية بالارانب، ومشيرة الى ان اقوال قراقع دليل من وجهة نظرها على ان تلك الاجهزة اداة في يد اسرائيل وتسهر على تحقيق الامن لها من خلال ملاحقة نشطاء المقاومة.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/