مواقع الزواج .. حاول في وقت أخر!
شهرة واسعة حققتها مواقع التزويج على الانترنت حيث أصبحت المقصد
الرئيسي لعشرات الشباب الباحثين عن شريك الحياة وفى الوقت الذي يشكك البعض
في الدور الذي تقوم به هذه النوعية من المواقع فإن آخرين يؤكدون أنها تمكنت
بالفعل من مساعدة الكثير من الشباب.
الحقيقة المرة هي أن الكثير من الفتيات اليوم يشعرن بمرارة شديدة بعد أن
ضاعت حياتهن بسبب الانترنت و للأسف فإن السبب في الكثير من الحالات كان ما
يعرف بمواقع الزواج هذا ما يؤكده الدكتور عادل هندي خبير العلاقات
الأسرية.
فالواقع يؤكد أن الغالبية العظمى من هذه المواقع فاقدة للمصداقية ولو
نجحت بالفعل لكانت صورتها بادية وظاهرة ولكن وبحسب خبير العلاقات الأسرية
فإن التجارب أثبتت وجود مشاكل كثيرة لدى الفتيات اللاتي تعاملن مع هذه
النوعية من المواقع.
يذكر أن دراسة نشرت في أحد المواقع الإخبارية أكدت أن عدد الباحثين عن
شريك حياتهم بلغ حوالي 6.18 مليون مستخدم شهريا على مستوى العالم وذلك في
عام 2003.
تضييع الأهداف
لكن السبب الرئيسي للمشاكل التي تكتنف الكثير من هذه المواقع يعود بحسب
هندي إلى أن هناك أغراضا سيئة خلف تدشينها كتغييب الشباب وافتراس عقولهم
وتضييع الأهداف الحقيقة من الحياة خاصة أن القائمين على أمرها في كافة
الأحيان لا يهمهم في المرتبة الأولى سوى الربح المادي، حيث تساعدهم هذه
المواقع على الترويج لأشياء وسلع كثيرة وللأسف الشديد والكلام لخبير
العلاقات الأسرية فإنهم يستغلون الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يمر
بها المجتمع العربي والإسلامي.
وهذا الكلام تؤكده المعلومات التي تشير إلى أن مواقع الزواج من أكثر
المواقع التي تجني أرباحا سنوية مقابل السماح لزائريها من الشباب بالاشتراك
والتسجيل للحصول على خدماتها.
من يدفع الثمن؟
الخسائر التي تترتب على وجود هذه المواقع كثيرة حيث تؤدي إلى تضييع
طاقات الشباب وعدم استغلالها الاستغلال الأمثل في الإنتاج، غير أن الفتيات
يدفعن الثمن الأكثر فداحة حيث تصاب الفتاة في أحيان كثيرة بألم نفسي لا
يوصف نتيجة التلاعب بمشاعرها في واحدة من أهم قضايا حياتها على حد قول
هندي.
وما بين مواقع تشترط للتسجيل فيها أن تضع معلومات شخصية عن نفسك مثل لون
البشرة والطول والوزن والسن والمهنة والمؤهل الدراسي وصفات شريك الحياة
وأخرى تقدم بعض الخدمات كالإعلان والتعارف مجانا وثالثة لا توفر أي شيء
لمستخدميها دون مقابل مادي تتوزع قائمة كبيرة بمواقع الزواج باللغتين
العربية والانجليزية لاصطياد شباب العرب على الانترنت.
وطبقا لما يقوله خبير العلاقات الأسرية فإن الخسارة النفسية من التعامل
مع مثل هذه المواقع كبيرة للغاية، حيث تؤدي إلى تدهور المشاعر والعواطف
وإخراجها في غير موضعها الصحيح إضافة إلى أن هناك أثر تربوي سلبي للغاية
حيث يفقد الشاب أو الفتاة رقابة الأهل مما يجعله يقع فريسة للكثير من
السلوكيات السلبية.
ويطالب هندي بغلق وحجب هذه المواقع ومنعها تماماً حيث أن الإسلام أوضح
لنا الطرق الصحيحة للزواج كدخول البيوت من أبوابها ورؤية الفتاة رؤية شرعية
كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم " من خطب امرأة فلينظر إليها ".