الشاعر دويدار : ( أعيريني عيني ) صوت القدس من قلب الحصار
يختلف الشاعر محمد دويدار في أسلوبه الخاص في
الكتابة الشعرية وأنا هنا لا أقصد الأسلوب في اختيار الكلمات والمفردات
رغم وجود الطابع الخاص به , وإنما أقصد في أسلوبه الأدوات التي يستخدمها
محمد بالكتابة رغم أنه لا يحتاج إلا لقلم وبعض الأوراق .
فالاختلاف عند محمد هو أن الكتابة الشعرية تمر في ثلاث مراحل الأول أستخدم
فيها ( الجوال ) أي انه وظف التطور العلمي والتكنولوجي حيث أكد خلال حديث
خاص لــ أسوار
أنه يكتب الشعر في وقت متأخر من الليل لأنه يعتبر ذلك أنيس الشاعر والكاتب
فيستخدم جهاز الجوال ويسجل عليه كل ما يدور في باله من كلمات وثم في
الصباح الباكر يقوم بنقل ما كتبه على الورق , ومن ثم يدقق ما كتبه على
الورق وعرضه على أهل الاختصاص وبعدها ينقله على الحاسوب الخاص ويكون جاهز
ليرفق في ديوانه .
( أعيريني عيني )
قال دويدار :" إن أردت أن أتحدث عن ديوان أعيريني عيني يلزمني أنهار من
الدموع , فكل صفحة في هذا الديوان تجسد معاناةً أرقت قلبي وكبدي , فهو
النسيج المنسوج بإحساسي الدافئ .
واضاف : " أجل نسجت آهاتي بأبياتٍ دامية ٍ ففي كل حرفٍ فيه مكتوب ٌ بقطرات دمي , تبث فيه الحياة َ بنبضات جرحي وجرح الوطن فلسطين ".
وأشار الشاعر دويدار أن الفترة التي كتب فيها الديوان كانت ما بين 2007
حتى بداية 2010 ويشمل 25 قصيدة تنوعت ما بين الوطنية والعاطفية الحزينة
وبعض القصائد العامة , موضحاً أن المقصود في (أعيريني عيني) هو أنه يطلب
من القدس أن تعيره عيناها لكي يشاهد تفاصيل الوطن والمدن بعيداً عن ما
تنقله الكاميرات لان العين هي من ترى الحقيقة .
وأستدرك دويدار خلال حديثه لــ أسوار
برس قائلاً : أنا لا أنكر مدى الصعوبات التي واجهتني قبل أن يخرج هذا
الديوان للنور , وفي نفس الوقت أذكر جيداً كم يد مسكت بيدي لتدفعني إلي
الأمام وكم أنا مدين لهم بما وصلت له اليوم .
وحول الرسومات المصاحبة للقصائد قال : " لقد كان للفنان الصديق سمير ظاهر
وقفة كبيرة بجانبي قام بتصميم وتشكيل الغلاف لديواني السابق أسير في ضلوع
حسناء وتشكيل رسوماته ولوحاته الداخلية , وأيضا قام بنفس التصميم لديواني
الجديد .
الأسلوب هو الإنسان
ومن جانبه أكد عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين محمد نصار أن الشاعر محمد
دويدار أستطاع أن يرسم خط مستقيم في شعره وأنا يجعل له أسلوبه الخاص, الذي
أصبح معروفاً في الوسط عند العديد من الشعراء والنقاد الفلسطينيين من خلال
جمعه ما بين الأصالة والحداثة في شعره .
وأوضح نصار أن أسلوب دويدار في ديوانه الأخير (أعيريني عيني ) شهد تقدم
واضح في انتقاء الكلمات الدالة عن تعبيرات الشاعر, مطالبا دويدار أن يستمر
على هذا المنهج ويعمل جاهر على تطوير نفسه .
نقد بناء
وبدوها قالت الناقدة والكاتبة الفلسطينية أمل عبيد : "أن الشاعر دويدار
يشاركنا احتضار الصبر على حدود الوطن الأصغر "يبنا " وحدود الوطن الكبير
"فلسطين" في ذات النزوع ينتقل الشاعر من قيد الهجرة ليباغتنا برغم
المسافات بومضات الحسن التي تكبله بلا قيود بات على حواف العشق يرى بأعينه
ما لا ينطبق به الواقع , لينقلنا إلي حدود طغيان الشعور وهو يجدل من سنابل
قمح ذاكرته .
وبينت عبيد : "الشاعر في ديوانه الأخر ( أعيريني عيني ) كان مفعم الحس وهو
يتحسس تضاريس شعوره بالبلدة الأصلية " يبنا " حتى بات يستشعر قواه وقد
أوشكت على امتلاك دافع حي (….) ولا يغفلنا الشاعر منطقة التوازي مع الفعل
السياسي وكشفه الغطاء أو الستار رغم ما يحققه رونق الزيف من سلطان يغشى
الصواب " .
وأكدت عبيد أن دويدار يأخذنا عبر سيولة الوعي التي تتحول عبر آلية اللغة
التخيلية , إلي تجسيد تشابه بفعل الخيال المبصر حتى أصبحت هذه التشبيهات
وكأنه لغة كشف لما هو موجود بالفعل (…) , لتصبح أيضا وصفا خالصا الإحساس
والوعي القافز على ذاته إلي محيطات إدراك تشغيلنا بحضورها الساكن عمق
الشاعر دويدار وعمقنا أيضا , ذاك المشترك بيننا .
الشاعر في سطور
الشاعر محمد فوزي دويدار , من بلدة يبنا المحتلة من مواليد مخيم جبالبا
للاجئين – في قطاع غزة – بتاريخ 21-3-1986 , تخرج من كلية الحقوق في جامعة
الأزهر وكان قد حصل على لقب شاعر الجامعة في العام 2007 , أصدر ديواناً
شعرياً في 2006 بعنوان (صريع الأشواق) وفي العام 2007 أصدر ديواناً أخر
بعنوان (أسير في ضلوع حسناء) وفى 2010 أصدر أخر ديوان الجديد (أعيريني
عيني ) , شارك في العديد من الأمسيات الشعرية وحصل على المركز الأول فى
عدد من المسابقات الشعرية وكتب عدد من الأوبريتات منها ( أوبريت كبرياء
غزة وأغضب ) (….) .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/