هروب مصرية - 12 عاما - من منزل أسرتها وانضمامها من خلال محادثات
الشات على الإنترنت لمجموعة تدعى "الإيموز" تنادي بالتحرر من القيود قضية
أثارت القلق وألقت الضوء على ظاهرة غربية بين المراهقين يخشى انتقالها إلى
العالم العربي.
والإيمو "emo" مصطلح يطلق على الشخصية الحساسة بشكل عام، وهي اختصار لـ"emotional" أي حساس أو عاطفي صاحب مشاعر مرهفة.
وظهرت هذه الدعوة في الثلث الأخير من القرن العشرين في كل من أمريكا
والمملكة المتحدة كتيار موسيقي في موسيقى (الهارد رووك)، فكانوا عبارة عن
مجموعات من المراهقين يتجولون فى الشوارع ليلاً بملابسهم القاتمة وهيئتهم
اللافتة، ويعمل أغلبهم في العزف بالجيتار والدرامز بالملاهي الليلية
كوسيلة لجني المال، ويتهم البعض أفراد الإيموز بممارسة الشذوذ الجنسي
والطقوس الغريبة الشاذة من خلال التلفظ ببعض العبارات والألفاظ التي لا
معنى لها في حالة التقائهم بعضهم ببعض!
أول ما يلفت نظر المجتمع لهؤلاء هو المظهر الغريب الشاذ الذي يجمع بين
الجنسين، فلا فرق بين ذكر وأنثى، بل يصعب التفريق بين الإيمو الفتاة
والإيمو الصبي. فكلهم Emo-kids ولا يفرقون بين الجنسين، وهم يتميزون كذلك
باللونين الأسود والزهري، وتخطيط أسود حول العيون، لتظهر كبيرة، والشعر
الأسود الذي ينساب على العين فلا تكاد تراها، ومن الخلف غالبًا ما يُثبّت
في الهواء ، وقد يحتوي على خصلات زهرية.
أما لباسهم فهو الجينز الضيّق، والقميص الضيّق الذي يحمل علامة الإيمو،
أو أحد شعارات فرق الروك-إيمو، وغالبا ما يرسم عليها أشكالاً مخيفة لا
معنى لها، وجماجم بشرية أحيانًا، وقلوب متكسرة، أو صور لمصاصي الدماء
(الدراكولا).
إضافة إلى وضع الحلقات في أنحاء متفرقة من الوجه كالأذنين والأنف
والشفاه، إلى جانب الكثير من الأساور والأطواق والسلاسل التي تتدلى على
صدره ومعصمه، والتي يكون معلقًا بها جماجم أو ما شابه، إلى جانب لبس
النظارة ذات الأطراف العريضة السوداء ، ولا يخلو الأمر من الوشم على الوجه
والذراعين والبطن… الخ.
الظاهرة عربيا
بدأت هذه الظاهرة في التواجد والنمو في العالم العربي منذ مطالع
الألفية الجديدة، ولكنها بدأت في الاستفحال؛ لأن أصحاب هذه الدعوة أخذوا
يعلنون عن أنفسهم عن طريق الشبكة العنكبوتية في المنتديات والفيس بوك،
وكذا عن طريق الظهور بمظهرهم الغريب الشاذ في المجتمعات التي يعيشون فيها
على هيئة مجموعات، ويكثر وجودهم في الأسواق الكبيرة (المولات)، حتى وصل
بهم الأمر إلى إغراق شوارع بعض المناطق بعاصمة عربية كبرى بشعارات لهم،
وكانت عبارة عن "رسومات باللونين الأسود والأخضر لرجل بلا رأس يمسك في يده
مكنسة"، وكان دافعهم لذلك كما صرح عدد من شبابهم هو اعتراضهم على ملاحقتهم
أمنيًّا.
أما في مصر وبعض الدول العربية، فقد ظهرت جماعات تحاول استغلال فكرة
الإيمو في التغرير بالأطفال والشباب المستخدمين لشبكة الإنترنت وجرهم إلى
تصرفات لا تليق بالمجتمعات الشرقية والديانات السماوية والأخلاق الحميدة.
جماعة الإيموز التي كشفت في مصر هي مجموعة تأثرت أفكارها بالإيمو
العالمية، وتحمل أفكارا ومبادئ تنادي بالحرية في كل شيء، وتدعو إلى إظهار
العاطفة بشكل كبير تحت شعار "العاطفة قوة لا تخجلوا منها". وتم اتهام
الجماعة بالدعوة إلى الشذوذ الجنسي والإلحاد والألم الجسدي.
ويرى علماء النفس أن أفكار هؤلاء الجماعات ينطبق مع فكر الماسوشية
الذين يهربون من الألم النفسي بإيذاء الجسد، وقد حذر علماء النفس منذ
بداية ظهور هذه الحركة من الضرر النفسي أو الجسدي الذي قد يلحق بهؤلاء
المراهقين نتيجة اكتئابهم الدائم والخشية من ميلهم للانتحار، بينما يصف
الإيموز أنفسهم بأنهم طيبون من الداخل، لا يميلون إلى العنف، ويبتسمون
كثيرا بابتسامتهم الحزينة تلك.
ويعتبر علماء الاجتماع أنهم تطور طبيعي لجماعات البانكسpunk الشبه
منقرضة، وتعرف جماعات " الايمو " في العالم بالتوظيف الخاطئ للعاطفة ،
والدعوة إلى الشذوذ الجنسي والإلحاد ، والألم الجسدي بمعنى إذا أصابك ألم
نفسي فتنساه بالألم الجسدي وإيذاء الجسد وتعذيبه.
و طالب الخبراء القنوات الفضائية المخصصة للأطفال من توخي الحذر لوجود
أعمال من الرسوم المتحركة يظهر بها الإيموز، محذرين من خطورة ذلك على
الأطفال والمراهقين.
جناة أم ضحايا ؟
أغلب الظن أن هؤلاء الشباب ضحايا دعايا مغرضة تستهدف قيم المجتمعات
الإسلامية، وتعمل على تسطيح فكر الشباب وتركيز اهتمامه على المظاهر
والشكليات، إلى جانب غياب العامل التربوي السليم في المؤسسات التعليمية،
ووسائل الإعلام التي لا تعبأ في الغالب إلا بمجاراة الغرب في عاداته وقيمه
صحيحها وسقيمها، بل نقل السقيم والتركيز عليه من مظاهر اجتماعية خادعة،
وإظهارها كأنها دليل التحضر والتقدم، والتغافل عن العوامل الحقيقية في
نهضة الأمم من قيم العمل والجهد والكفاح والعدل والمساواة… الخ.
إلى جانب أن تعامل بعض الأنظمة مع هذه المشكلة يتم علاجه من خلال
الجانب الأمني بالقبض على هؤلاء الفتية، واتهامهم بإنشاء تنظيمات وخلايا
تعمل على هدم قيم المجتمع ونشر الرذيلة والفساد!
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/