هـــــــموم ...... بالجمـــــــــلة
في الاونه الأخيرة تتناقل الألسن والعقول والشركات والمؤسسات أفرادا أو جماعات قضيه خطيرة جدا.....
لدرجة
أن منظمات حقوق الإنسان وأعضاء المجلس التشريعي الموقرون وإذاعاتنا
الشعبية تتناول هذا القضية وبجديه.... وأنا أحد هؤلاء المتناولين
والمتحذلقين إن سمحتم لي, وقد قررت أن أدلو بدلوي في هذه القضية الخطيرة
والتي يتوجب أن ينعقد المجلس اللا تشريعي الفلسطيني ومجلس اللا أمن الدولي
من أجلها.... كيف لا؟ وهي قضية خدمة تؤثر علي الجيوب والقلوب والرقم
المحجوب وتدخل كل بيت وكل جيب ؟
لا
تتفاجا أخي ...... فالمصاب عظيم والجرم كبير,فهذه القضية العصية هي ....
إرسال شركة الإتصال ...... جوال والتي للمفارقة اسمها يصف الحال, فالغزى
أنا راح وكيفما فكر هو جوال ورحال...
و قد حلت جميع قضاياه وزالت كل همومه فباتت شوارعه مسفلته وأرصفته مبلطه وحاويات القمامة لديه تشكو
قله العمل, والكهرباء متوفرة لدرجة أننا وقعنا مع دوله العدو والصديق
اتفاقيات لبيع الفائض منها, وأن الله فجر ينابيع مياه زمزميه تحت أقدام
هذا الرحال.
وبلغت
القضية من الأهمية أن أعلن احد المنظرين المتأنقين في تصريح صحفي بأن
المواطن الغزى الذي يعيش في الشجاعيه او بالقرب من البركه في مخيم جباليا
أو غزة دي سي او هارلم الغفري بإمكانه مقاضاة شركة جوال علي سوء
الخدمة!!!!!!!
وهذا
يقودني للتساؤل؟؟؟؟ يا منظمات حقوق الإنسان والحيوان والمواطن والوطن
والضمير حاضرا منه أو غائبا كم من قضيه تناولت من القضايا الحقيقية
للمواطن فاقد الأرض والوطن وحتي الهويه ؟ وكم من مظلوم أنصفتم؟ وكم من
سجين أطلقتم؟ وكم من جريح عالجتم؟ وكم من أموال المانحين علي التوافه
أنفقتم وكم منه سرقتم؟؟؟؟؟
وأحد
أعضاء المجلس التشريعي الموقرون والمهتمون بقضايا المواطن وهمومه قد قام
بحل جميع معضلات الديموقراطيه في وطننا وفي مجلسنا الوقور المشلول وأصلح
ذات البين وانهي التشرذم والفرقة وطوابير المواطنين المنزعجين بباب بيته
صارخين لاعنين الحال والإرسال والاتصال فتفجرت قريحته عن شجب واستنكار
وانقطع الإرسال, بحيث أصبح يملك من فراغ الوقت الكثير ليقضيه بالثرثرة مع
أصدقائه لساعات علي هذا الجهاز اللعين.... آسف الثمين ولكن للأسف فإن هذه
الشركة فجأة....!!!! أصبحت رأسماليه وربحيه ولا يهمها المواطن,,,, مما
أزعج المزاج واثر علي المناسبات العاطفية والاجتماعية, المحليه والدولية
فحق العقاب علي مسبب هذا العذاب .....شركة جوال.
ولم
يتساءل احد..... أبدا أين يقع مسجد بلال؟ وبالأ قصي كيف الأحوال؟ وبالسجون
هل هناك رجال؟وهل هناك بالمستشفيات مرضي؟أو هل هناك في الوطن فقراء؟ أو هل
هناك أطفالا تمتهن التسول؟وهل ......؟وهل........؟ هل....
ولم
يتساءل احد كم فحصا مخبريا يجري للمواد الغذائية النفقية؟ وكم فحص صيانة
تم لقوافل الموت الصينية السائرة علي عجلتين؟ وكم تحليلا دوائيا يجري
للادويه الممنوحة دعما لنا؟ وكم مثله يجري للمهربة لنا؟وكم مسافر ومريض
وطالب وحاج ومعتمر عالق بين الحدود والقيود والخلافات ينتظر؟ وكم مصعوقا
في باطن الأرض قتل؟أو في باطن نار المولدات الكهربائيه انفجر؟ وان الغاز
أصبح مثل الذهب... والوابور رجع لتربع عرشه في البيوت .... وان الكهرباء
مثل الضيف تأتي بيوتنا...تمنحنا الفرحه سويعات ونشتاق إليها ساعات...
أخي .... هذا لا يعفي شركه جوال من مسؤولياتها ... ولا شركه الكهرباء من تقصيرها .. ولا المهرب من جرمه ... ولا السياسي من ظلمه...
أخي
.....هذا لا يعفي أي منا من مسؤولياته أمام نفسه وربه وشعبه فان الساكت عن
الحق شيطان اخرس.... وآن الأوان يا شياطيننا أن تتكلمي واصفه حالي كانسان
في ما قبل التاريخ يعيش وبالهم يقتات صابرا متصبرا صبورا حتى تغني بالصبر
واسمي أبنائه صابر وصابرين..فإن أردنا أن ننصف ذاتنا ونجعل من أنفسنا امة
تجد لها مكانا في التاريخ توجب علي كل منا أن يواجه نفسه بالمرآة بلا رتوش
أو مواد تجميل وبالحقيقة العارية وإن كانت مرة احيانا ... فنحن قد أغرقنا
ذاتنا ووطننا وشعبنا بقشور الواقع والوقائع المزيفة بحيث أن بوصلتنا
الوطنية لم تنحرف فقط بل ضلت الطريق.... يتوجب علينا أن نضع أيدينا علي
الخلل الحقيقي والذي هو واقعنا المر بمجمله وبآلامه وهمومه ,فإن الحقوق لا
تمنح بل تنتزع, وإن الاحترام لا يمنح بل يفرض, وإن الهم ليس مفردا بل هو
جمله إن أردت أن تزيله توجب عليك أن تواجه نفسك وتعاقبها أحيانا وتؤنبها
أحيانا كثيرة فإن نقد الذات يجنبها جلد الأعداء...
وللأسف
تكتشف أن الهم الغزى من النوعية المستعصية والمزمنة ومن أراد علاجه
وإزالته عن شعبنا فليبدأ بذاته ويقومها بدءا من محيطه الأسري وعلاقاته
فيها وعدالتها ومتانتها, ومن ثم جيرانه وأزقة حارته, ويقوم إعوجاج أفرادها
إن استطاع بيده أو بلسانه أو بقلبه وهذا اضعف الإيمان, وليبحث عن الحاجات
الحقيقية لمجتمعه والهموم الحقيقية له لا أن يدفن رأسه بالتراب مثل النعام
مدعيا انه لا يري هموما ..... لا أخي فهموم شعبنا بالجملة وأكثر من أن تعد
أو تحصي وحقيقية أكثر مما تتصور وحلولها أبسط إن تعرفنا عليها ,وبداية
حلها يبدأ بالاعتراف بوجودها وضرورة مواجهته وتقويم المعوج منه وإصلاح
العطب فيه وإزالة الضار, منه فالعدل أساس الملك, وان أساس الحقوق يبدأ
عندما تعرف أن هناك حدودا لحريتك وان القانون شاملا ككل وليس انتقائيا حسب
الشخص والحالة والمرحلة وان لكل المراحل نفس القيم وفي كل الأزمان فإن
الله واحد لا يتغير والعدل واحد لا يختصر والحق واحد لا يخفى, فمن أراد أن
يحل همومي فليبدأ بذاته...ويحاسب ذاته ويجعل منها قدوة. ومن لا يعرف
أولوياتي كمواطن لا يستطيع أن يزيل همومي ... ومن أراد ان يخدم هذا الشعب
فليبدأ بتوفير احتياجاته وحقوقه. وإزالة همومه تبدأ بزوال هذه الوجوه من
واجهته الحضاريه ومصارحتها بأنها هي هذه الوجوه همومه الكبرى وبلواه
العظمى وللأسف فلدينا الكثير من هذه الوجوه...... لذا فهمومنا ......
بالجمله......
بقلم: عبد الرازق حسين الوالي
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/