جماهير غزة تحتفل بفوز مصر بكأس أفريقيا وتهتف 'بنحبك يا مصر'
سامي أبو سالم
أعلام
مصر رفرفت في سماء غزة تعانق أعلام فلسطين رفعها المواطنون، مساء اليوم،
في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة ومختلف شوارع المدينة، فيما نُظمت
(عشوائياً) حلقات للرقص والدبكة الشعبية الفلسطينية، وسط هتافات إشادة
واحتفالاً بفوز المنتخب المصري، مساء اليوم، ببطولة كأس الأمم الأفريقية
بعد تغلبها على غانا.
آلاف
المواطنين خرجوا في مختلف مدن قطاع غزة يهتفون 'بنحبك يا مصر... مبروك
لمصر' ويرقصون ابتهاجاً بفوز مصر فيما تكدست مجموعات من الشبان والفتية
رافعين الأعلام المصرية فوق سيارات خرجت تجوب شوارع المدينة وسط صخب من
'الزمامير' والهتافات.
وما أن أطلق حكم المباراة صافرة البداية حتى شُلّت الحركة في شوارع المدينة والتف المواطنون في بيوتهم حول شاشات التلفاز.
واكتظت
قاعات المقاهي والفنادق والأندية المحلية بعشرات من الشبان الذين حرصوا
على حجز أماكن شاغرة لهم للتغلب على أزمة انقطاع التيار الكهربائي في
القطاع.
وقال
أبو محمد، مدير مقهى ديليس في غزة، الذي نصب شاشة ضخمة لعرض المباراة، 'إن
المقهى يستنفر جميع العاملين في أي مباراة للمنتخب المصري'.
وأضاف أن المقهى يقع تحت ضغط شديد في العمل خلال المباريات التي يخوضها المنتخب المصري لأن الغالبية الساحقة في غزة يؤيدون مصر.
وحظي
حارس مرمى المنتخب المصري عصام الحضري الملقب بـ'السد العالي' بنصيب الأسد
من الهتافات. ومن شباك إحدى السيارات أخرج فتى برأسه وهتف 'يا عصام يا
حضري... إنت السد العالي'.
وقال
المحلل الرياضي خالد أبو زاهر لوكالة 'وفـا' إن الجماهير الغزية تشجع مصر
لارتباط القطاع ثقافيا وسياسيا ووجدانيا ورياضيا واجتماعياً بمصر الجوار.
وأشار
إلى أن القطاع عاش فترة زاهرة في فترة الخمسينيات حين كانت الحدود مفتوحة
إضافة إلى أنه منذ عقود خلت تشبع الشارع الغزي بالثقافة المصرية بسبب
متابعته للدوري المصري وللمحطات التلفزيونية المصرية قبل انتشار
الفضائيات، وانسحب الوضع حتى هذه الأيام.
وأضاف
أبو زاهر: 'إبان فترة الاحتلال وحتى تأسيس السلطة الوطنية اعتدنا في غزة
على تشجيع المنتخب المصري لأنه لم يكن لنا منتخب قومي فكنا نلجأ لتشجيع
مصر كنوع من التعويض النفسي فهي ملاذنا الدائم على أكثر من صعيد'.
وقال
المواطن محمد الشبراوي (32 عاماً) إن هذا اليوم بالنسبة له هو العيد
الثالث بعد عيدي الفطر والأضحى، فمصر بالنسبة له 'أم العرب وفوزها هو فوز
لكل العرب'.
أما
سائق التاكسي عبد الكريم سلامة فقال إنه 'سعيد جداً بفوز مصر بكأس الأمم
الأفريقية'، مشيراً إلى أن كل محاولات 'وسخة' لتشويه صورة مصر والنيل منها
'لن تثنينا عن تأييد حبيبتنا مصر والمنتخب المصري'.
ولفت إلى أنه تابع المباراة على إحدى المحطات المحلية في غزة التي بثتها بشكل مباشر.
وأولت
عدد من المحطات الإذاعية المحلية في غزة اهتماما خاصاً بالمباراة حيث
فُتحت خطوط الهاتف قُبيل المباراة للاستماع إلى التوقعات من الجمهور
والمهتمين الرياضيين.
وقال تامر أبو نقيرة (40 عاما) إنه يشجع مصر لأن نصف دمه مصري، 'أنا فلسطيني وأمي مصرية وولدت في مصر وأشجع مصر وأحب مصر.'
أما الفتى ضياء شرف فقال ببراءة الأطفال 'أؤيد مصر لأنني أحب مصر، وأحب مصر لأنها مصر.'
وكانت
مصر فازت بكأس أفريقيا للمرة الثالثة على التوالي بعد فوزها على غانا بهدف
نظيف سجله الهداف محمد ناجي (جدّو) في الدقائق الأخيرة من المباراة التي
أقيمت الليلة على استاد 11 نوفمبر في أنغولا.