عبدالرحمن الشلاش
قبل سنوات لم تكد تمضي بعيدا مازلنا نتذكرها
ونستحضرها بكل تفاصيلها قيل لنا عن القنوات الفضائية و(الدشوش) ما لم يقله
مالك في الخمر..فمازال قرع تلك الكلمات المحذرة يرن في آذاننا .. وربما
أشدها ذلك الحكم القاسي بأن من وضع (الدش) فوق سطح منزله فهو غاش لرعيته..
دون النظر إلى أن هذه الأجهزة آلات صماء تستقبل الغث والسمين وأن العبرة
في حسن استخدامها والاستفادة منها.
وبعد سنوات من هذا الكلام ماذا
تغير؟من رفضها بالأمس يستميت الآن في سبيل الحصول على فرص الظهور فيها
وجني الأموال والأرباح الكثيرة. وليس المهم توجه القناة فالأهم الظهور
والشهرة والمردود المادي الوفير؟
الذين رفضوا القنوات بالأمس يتسابقون
اليوم عليها لكسب الشهرة والمال والاستعراض بدعاوى مختلفة، منها أنهم
يهدفون من وراء ظهورهم المتكرر عبر القنوات للدعوة إلى الله..وهذا في نظري
شيء جميل ..لكن للأسف لا يوجد دليل واحد من الواقع المعاش يثبت صحة هذا
الهدف المعلن على إطلاقه.. فكل الأدلة تؤكد أن الأهداف قد تحولت لدى
الغالبية-حتى لا أعمم- إلى أهداف الربح والشهرة والظهور وهي مرام لا تليق
بمن يحملون هم الدعوة ولنا في مشايخنا الراحلين عليهم رحمة الله والباقين
منهم خير الشواهد على الورع والزهد والدعوة والفتوى والتدريس دون البحث عن
مقابل وإنما سعيا لكسب رضا الله سبحانه وتعالى .
لقد وصل التناحر بين
مشايخ الفضاء لدرجة أن مدير عام قناة الرسالة الدكتور طارق السويدان كان
قد صرح لصحيفة عكاظ بقوله" إن بعض المشايخ المتعاملين مع القنوات الفضائية
لا يحبون بعضهم البعض وبلغ بهم الأمر إلى الحسد مما اضطر القناة على حد
تعبيره إلى استبعاد أسماء معروفة ولها جمهورها العريض"
مشايخ الفضاء
اتجهوا دون ترشيد لكل القنوات وباتوا يقبلون أي عرض يقدم لهم ومن أي قناة
كانت ..وخلال شهر رمضان الحالي أطلوا علينا عبر قنوات كانوا يحاربونها
بضراوة..مثل روتانا وإل بي سي ووناسة فما الذي تغير؟ هل هي القنوات؟ أم
القناعات؟
ظهروا علينا في أكثر من قناة وفي برامج متنوعة ..وتركز طرحهم
في موضوعات تجذب المشاهد مثل الفتاوى وتعبير الرؤى وتفسير الأحلام..بل إن
البعض منهم لا تكاد تفتح قناة إلا ويطل عليك بوسامته وبشته المقصب وغترته
التي تحاكي الألماس في بريقها وساعته النفيسة في صور بهية تحكي روايات عن
مشايخ الألفية الثالثة.
لست ضد ظهور أي إنسان في أي قناة ولست متحاملا
على أحد.. ولكني ضد استغلال الدين لتحقيق الأهداف الشخصية والازدواجية بين
ما نسمع منهم من عذب الكلام وما نرى من واقع لا يليق
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/