قضية فداء دبلان قلب أم منزوعة الصلاحية
رغم أنها استطاعت تحقيق حلمها بان تصبح كاتبة ناجحة ، وتخترق عالم الصحافة بقوة، إلا أن علامات الحزن لم تكد تفارق وجهها ، وان حاولت إخفائها بابتسامة مصطنعة...تحاول غمر عقلها بالكتابة ، علها تنسى هم ثلج على صدرها، وأدمى عيناها، لكنها لم تستطع، فمصابها اكبر من أن تنسيه الكلمات ولا حتى عبارات المواساة التي يواصل من حولها إطلاقها أمامها.
فداء دبلان كاتبة وأم ، حرمت من حقها في حضانة أطفالها منذ أربع سنوات أو حتى رؤيتهم وضمهم إلى صدرها، لم يكن الاحتلال من حرمها منهم، لكن نتيجة أفعال كيدية من زوجها وعائلته.
حلمها أن تعيش بين أطفالها، تضمهم وترعاهم كأي أم، وتراهم يكبرون أمامها ومعهم أملها في غد أفضل ، وليت الأمر يقف عند هذا ، بل لا زال زوجها يمارس ضدها أبشع المعاملات في المحاكم ، ولا زالت هي أيضاً تدور مثل المكوك حول قضية أطفالها لتحصل على حق حضانتهم لها ورعايتهم بعد أن حرمت منهم عدة سنوات.. فهي تريد أن تشعر بأمومتها المسلوبة منها ظلماً وتجبراً.
لقد شهد العالم أجمع كله بأن المرأة الفلسطينية تاج عز ووقار على رؤوس نساء العالم أجمع ،، فكيف سمحت لنا ضمائرنا أن نبعد هذه الأم عن أطفالها ،، وأي قانون في هذه الدنيا يسمح بذلك ،، عفواً أيها القانون ؟؟ فمنذ متى كان القانون يقف بجانب الظالم ويترك المظلوم تائها في غياهب ظلم الحياة وغابة البشر ؟؟؟؟.
لماذا بعد كل هذه السنوات التي أخذتها قضية فداء دبلان في المحاكم والمناشدات ورسائل الاستغاثة .. لم يتمكن أي مسئول أو أي أحد كان من الذين يهمهم الأمر ويعنيهم أن يعيدوا لهذه المرأة الماجدة حقها في استعادة حضانة أطفالها التي لم تراهم من سنوات عديدة ، وأي طفل يتحمل الابتعاد عن حضن أمه ؟؟؟؟ ذلك الحضن الدافئ الحنون .. الذي لا شعور بالراحة والأمان إلا في حضن الأم وحنانها وعطفها .
هل انتزعت الرحمة والرأفة من قلوبنا أم ماذا جرى لنا ،، ألا يكفي فداء دبلان معاناتها حتى وصل الأمر بزوجها أن يتركها معلقة .. حتى حريتها باتت مقيدة ،، ولماذا كل هذا ؟؟؟أين العدالة .. ؟؟ أين القانون .؟؟ وأين إنصافه للمظلومين ؟؟؟ أم أننا نعيش في ظل قانون غاب..قانون سكسونيا... يعاقب من خلاله المظلوم فيما يعيث الظالم في الأرض فساداً وظلماً وتجبراً ، هل انقلبت الآية وتغيرت الموازين ؟؟؟ إنه لشيء عُجاب .
يا سادة ...لقد باتت الآن فداء دبلان ( الأم ) في حيرة كبيرة من أمرها ما بين بهدلة المحاكم وتعسف زوجها ، وما بين فراق أطفالها وبُعدها عنهم وعدم رؤيتهم ،، في الوقت الذي تعانى فيه والدتها من مرض مزمن ، وحاجتها إلى وقوف ابنتها إلى جانبها ، هل رأيتم مدى حاجة الأم إلى ابنتها في ظل احتياجها ..؟؟؟
رسالة موجهة لكل من يهمه الأمر ،، أعيدوا لهذه الأم الحزينة الفرحة والابتسامة على وجهها ،، فلديها ما يكفيها وزيادة ،،، أليس ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) ، ألا يكفي شعبنا ما يعانيه حتى تصل المعاناة إلى أم لا ترى أطفالها سنوات عديدة فيما لا يستغنى أحدنا عن أمه دقائق معدودة ، ارأفوا بحال هذه الأم وقلبها الطيب ، وامنحوها الفرصة أن تمنح حنانها لأطفالها .
هذا الحديث ليس من فراغ .. فلا يدرك لوعة الأم وفراق أطفالها عنها سواها ، قد يستوقفني الحديث هنا بذكر أمي أدامها الله لي ، فقد كانت لا تعرف للطعام رائحة دون أن أشاركها فيه ، ولو تأخرت لدقائق معدودة عن موعد عودتي إلى البيت كان هاتفي النقال لا يتوقف عن الرنين حتى أقوم بالرد عليها ليهدأ حينئذ بالها عندما تسمع صوتي وتقول لي 'لقد توقف قلبي لتأخيرك لدقائق ، واشعر بأني قد فقدت الكثير من وزني لمجرد الشعور بأن شيئا ما قد يصيبك ، حتى عندما أقوم بمغادرة المنزل بغرض التوجه لمكان عملي الصحفي كانت تراقبني حتى أغيب عن ناظريها.
تلك هي الأم ..هي الجوهرة المكنونة .. فلك منى يا أمي ولفداء دبلان ولكل الأمهات الفلسطينيات كل التحية ، ورجاءً لاتنسوا فداء دبلان تلك الأم العظيمة ..ولا تنسوا فراقها عن أطفالها ..دعوها تلملم شملها معهم كي يسر قلبها بالنظر إليهم وتكحل عيونها برؤيتهم ...اللهم يارب هذا الكون أعد لفداء دبلان...تلك الأم العظيمة أطفالها واجعلهم سنداً لها ولا تطيل معاناتها .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/