رواية "جوع" لمحمد البساطي

رواية "جوع" لمحمد البساطي

في
سنة 1890, صدرت للكاتب النروجي كنوت هامسون (1859 ــ) 1952 رواية عنوانها
"الجوع" بطلها شخص واحد هو الكاتب نفسه. اختار هامسون موضوع الجوع لكي
يعرض، على نحو بالغ الدقة والاتقان، الحالة العقلية لإنسان متشرد ليس له،
في الحياة، من أحد سوى شخصه بالذات، قاده توارد الأفكار غير المتوقعة،
والاستيهامات الغريبة الى حافة الجنون، وبفضل هذه الرواية نال هامسون
جائزة نوبل سنة 1920.رواية "جوع" للروائي المصري محمد البساطي، وهي
الخامسة بعد ليال اخرى، بيوت وراﺀ الأشجار، الخالدية، دق الطبول، الصادرة
جميعها عن دار الآداب، بطلها أسرة مصرية بائسة تعيش في بلدة صغيرة في
الريف. تتألف الرواية من أربعة أفراد: الزوج زغلول، والزوجة سكينة
وابناهما زاهر ورجب و "ضيف" مقيم معهم أبداً، لا يحول ولا يزول هو الجوع.

يقدم
البساطي فــي مستهل الــروايــة عــرضــاً مــوجــزاً للواقع الاجتماعي،
الذي تعيش الأسرة في إطاره، حيث يسود التخلف على غير صعيد، وتنعدم فرص
العمل أمام رب الأسرة زغلول، لذلك يقضي معظم الوقت في المنزل، واذا أتيح
له القيام ببعض الخدمات وكسب منها بعض القروش، تسارع زوجته الى اعداد
الخبز فتسدد ما استعارته من أرغفة من الجيران، وتحاول ان يستمر ما بقي من
الأرغفة لأيام قليلة او الى ان يحظى زوجها بعمل ما "أخفت له (أي لزوجها)
رغيفين في هدمة قرب الفراش، سألها ان كان هناك غموس. وتقول: منين؟ طيب
بصلة ــ منين؟ ولا حبتين ملح؟ تعطيه الملح ويتجرع الماﺀ وينام (ص) 21 واذا
طال قعوده في البيت تعود مرة أخرى لاستعارة الأرغفة من الجيران او ينام
الأربعة بدون طعام بعد ان اعتادت مقعدهم على تحمل الجوع. وكلما شارك زغلول
بالخدمة في مجلس عزاﺀ يقام على روح أحد المتوفين من البلدة، ويعود في ساعة
متأخرة من المساﺀ تسأله زوجته عما كسبه مقابل خدمته، فيجيبها بحدة: ثواب
تقول: " والعيال حياكلو ثواب".ويسعى زغلول، على فقره، لاكتساب بعض
المعارف، فكان ينتظر عودة بعض الطلاب الجامعيين من المدينة، في نهاية كل
اسبوع فينزوي في ركن، في المقهى او في أي مكان يتواجدون، ليستمع، خفية،
الى حواراتهم والى المبتذل منها. وشاﺀ مرة ان يطرح على شيخ البلدة، بعد
الصلاة، بعض الأسئلة الدينية التي تحيره، نظر الشيخ إليه ساهياً في، البدﺀ
وعندما تابع زغلول قائلاً: "آه. خذني على قد عقلي وفهمني. ان كان سبحانه
عايز الناس يعبدوه، طيب، يبان بالشكل اللي عايزه ويقول انا خلقتكم
اعبدوني. وساعتها ما حدّش هايقول"... لأ.أفــاق الشيخ من سهوه
ووجــه رفسة الى صدر زغلول أطاحت به خطوات الى الوراﺀ (ص) 42، ولا يصعب
على القارئ ان يتبين المقارنة الذكية بين حياة الفقراﺀ وحياة، الأغنياﺀ من
خلال كلام الكاتب على بعض الأسر الميسورة في البلدة. لذلك نرى ان رواية
محمد البساطي تشمل مئات الملايين من الأســر الفقيرة في العالم، في حين
تذهب مئات المليارات من الدولارات، هباﺀ بسبب المضاربات المالية المشبوهة.

_________________
تحياتي:

العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..

والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..

والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..

مدونة /http://walisala7.wordpress.com/

شكرا لك على الع رض الرائع

العفووو نوسة واهلا وسهلا بك

_________________
تحياتي:

العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..

والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..

والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..

مدونة /http://walisala7.wordpress.com/