الذكرى الخامسة لاستشهاد الراحل الخالد ياسر عرفات
تحل
ذكرى استشهاد الراحل الخالد ياسر عرفات وشعبنا الفلسطيني يفتقد قائدا
وطنيا وقوميا التصق اسمه بالقضية الفلسطينية منذ بدايات انطلاقتها ، مؤسسا
وقائدا ومفجرا للثورة ردا على عجز الانظمة العربية وتهاون المجتمع الدولي
في ضياع فلسطين ، وقيام العصابات الصهيونية بارتكاب المذابح والمجازر ضد
شعبنا الفلسطيني وتدمير المدن والقرى بهدف اقتلاع وتهجير الشعب الفلسطيني
من ارضه ووطنه الى المنافي والشتات .
فقام ابو عمار برد الاعتبار الى القضية الفلسطينية بعد ما تم محاولة وصمها
بنها قضية لاجئين ومضى ممسكا بالبندقية من اجل تحريرها ، مجسدا وحدة
فلسطينية بين مكونات الشعب الفلسطيني واضعا برنامجا نضاليا وكفاحيا في
سبيل تحقيق الحرية وتقرير المصير وحق عودة اللاجئين وقيام الدولة
الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
ومما
لاشك فيه ان عقبات كثيرة وقفت امام نضال شعبنا ، استطاع الراحل ان يذلل كل
العقبات امام حقوق شعبنا واستمرار كفاحه ونضاله الوطني .
وكان
بحق فارس الثورة الفلسطينية ومهندس وحدتها في اطار منظمة التحرير
الفلسطينية ، الذي استطاع انتزاع الاعتراف العربي والدولي بها كممثل وحيد
للشعب الفلسطيني .
تمسك شهيدنا الراحل بالثوابت الوطنية الفلسطينية وعدم المساس بها ، في كامب ديفيد الثانية قال لا كبيرة لاي محاولة للمساس بثوابت شعبنا وخاصة حق العودة والقدس ، لتقوم الدوائر الامبرالية بفرض حصار عليه بعد انطلاق شرارة الانتفاضة الثانية ، انتفاضة الاقصى والاستقلال نتيجة لانغلاق الافق السياسي امام انحياز الادارة الامريكية للاحتلال والتنكر لحقوق شعبنا العادلة والمشروعة .
وصمد
الشهبد ابو عمار في حصاره متحديا كل الضغوطات والصعوبات مفضلا ان يكون
شهيدا في سبيل قضية شعبه الذي آمن ودافع عنها طوال سني حياته رافضا
التنازل او المساومة حتى جرى قتله بالسم ليجسد اسطورة الصمود والتحدي
الفلسطيني امام جبروت الاعداء .
تحل هذه الذكرى وما زال الاحتلال ممعنا في التنكر لحقوق شعبنا مواصلا
عدوانه وجرائمه في كل الاراضي الفلسطينية المحتلة سواء في الضفة
الفلسطينية التي يتواصل بناء الاستيطان وتوسيعه وفرض الحصار والحواجز
العسكرية وتكثيف سياسات تهويد القدس وطرد مواطنيها ومحاولة تغيير
معالمها التاريخية والدينية الاسلامية والمسيحية ، وما يتعرض له المسجد
الاقصى المبارك من اقتحامات وانفاق تهدد اساساته في محاولة لهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه او
ما يتعرض له شعبنا الصامد في قطاع غزة من احكام للحصار واغلاق للمعابر
وهذه المعاناة الانسانية التي يعيشها شعبنا ، والتي تنذر بحدوث كوارث جدية
على الصعيد الانساني والحياتي .
كذلك الانقسام الخطير في الوضع الفلسطيني وتعثر جهود المصالحة الهادفة الى انهاء الخلاف والانقسام واستعادة الوحدة وتعزيزها .
اضافة
الى تراجع الادارة الامريكية عن وعودها ووقوفها الى جانب الاحتلال في
انحياز سافر بعمل على تشجيعها للتهرب من الالتزام بالاستحقاقات الدولية ،
المستندة الى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ، وهذا الموقف يغطي
على جرائمها وحمايتها من مغبة المحاسبة على جرائمها وعدوانها المتواصل ضد
شعبنا وشعوب امتنا العربية .
هذا
الانسداد في الافق السياسي يترك حرية مواصلة كفاح ونضال شعبنا ضد الاحتلال
بكل السبل الممكنة ، الامر الذي يحتاج انهاء الانقسام والتوحد في ظل خطة
استراتيجية وطنية تؤكد على التمسك بالثوابت والحقوق وتمضي قدما بتعزيز
وتفعيل نضال شعبنا العادل حتى الوصول الى الحرية والاستقلال وحق العودة
واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس .
ان شعبنا يفتقد اليوم قائدا وطنيا كبيرا ترك مجموعه القيم والمبادئ التي
يحرص شعبنا على التمسك بها ومآثر انسانية عديده ، وفي هذه العجالة مهما
تحدثنا عن مناقبه وما تركه فينا لن نفيه حقه وشعبنا الذي يفتقد قائد نضاله
الوطني اليوم يؤكد ان الوفاء له هو المضي على ذات الدرب والمثل والقيم على
درب الشهداء الابرار .
د. واصل ابو يوسف
الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/