بواب الزواج مغلقة في وجهه لأنه 'جارسون'
سألني ماذا تعمل فأجبته 'ويتر'، قال 'كلمني بالعربي'، فأوضحت له
أنني أعمل نادلاً 'غرسون' في مطعم، فرك رأسه بيده اليمنى وقال مستهجناً
له: 'يا عمي، ايش بتحكي إنت'؟!
هذا
ما حدث مع المواطن خالد الطيبي (30 عاما) من مدينة غزة، عندما تقدم لخطبة
إحدى الفتيات، فتم رفضه لأنه يعمل نادلاً، قبل أن يتمكن لاحقاً من الزواج.
وكثيرا
ما تعرض الطيبي لمواقف صعبة خلال فترة عمله التي تجاوزت 15 عاما، نتيجة
تردي وتراجع المفاهيم العملية لدى المجتمع في غزة، ويقول إن بعض زبائن
المطعم يعاملونه كخادم لهم، وينظرون له نظرة دونية، رغم أنه قد يكون أفضل
منهم، منوها إلى أن لديه شهادة 'ليسانس' في المحاسبة، وشهادة أخرى في تخصص
الفندقة.
التفت
الطيبي إلى أحد الزبائن الجدد باهتمام وتركيز، مضيفاً بإصرار: أنا أهوى
عملي وأستطيع أن أبدع فيه، وكان أبي يعمل في المهنة نفسها.
زبائن
المطعم الذي يعمل فيه الطيبي مختلفون، بأمزجة متفاوتة ومن فئات اجتماعية
متنوعة، ويدرك أن عليه أن يحاول قدر الإمكان أن يسعدهم ويلبي حاجاتهم،
لدفعهم إلى العودة مرة أخرى للمطعم ليستمر عمله هناك.
وعلى
وقع أغنية فيروزية قال: لدينا هنا مشرفون يراقبون مظهرنا وآلية تعاملنا مع
الزبائن، وقد تكون عملية الاشراف هذه غير موجودة في مهن أخرى.
تزوج
الطيبي قبل نحو سنتين من امرأة تعمل في مؤسسة مرموقة، رزقا بطفلة لا
يتجاوز عمرها سبعة أشهر، ترافق أمها دوما عندما تأتي لزيارة الأب في مكان
عمله.
ويلفت
إلى أنه وأسرته الصغيرة تجاوزوا مرحلة الحرب العصيبة، لكن الشعب الفلسطيني
بغزة لم يتجاوز بعد طريقة نظرته السطحية إلى طبيعة عمله وزملائه في المهنة
نفسها.
سارع
الطيبي بالوقوف عندما أدرك أن عليه متابعة عمله، وقال مرتكزا على مقعد
جلدي: أنا أحب المجتمع الذي أعيش فيه، لكن مجتمعي له نظرة خاصة إزاء طبيعة
عملي، ربما بسبب العادات والتقاليد أو الانغلاق الثقافي الذي يعيشه، ثم
أضاف مرتبكاً قبل أن يترك المكان: على مجتمعي أن يغير أفكاره.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/