بكاء غولدستون وصمت صواريخ حماس في غزة
/ تقرير إخباري / أُجل تقرير غولدستون وبقرار السلطة الوطنية تحت ضغوط
هائلة مارستها دول كبرى وأخرى عربية واسلامية ، وكل الذين مارسوا الضغوط
على الرئيس محمود عباس ، اليوم يتفرجون عليه ، وهو يواجه سهام كل من هب
ودبّ ، في الجرائد والاعلام المرئي والمسموع والمسموم، والنائم على ظهره ،
واصبح محمود عباس خائنا لدماء شهداء غزة وجرحاهم ومهندسا كبيرا لتدمير
منازلهم ، ومخربا أكبر لحياتهم !!!
وأن
كان تأجيل تقرير غولدستون يوم الجمعة الماضي قد شكل صدمة قوية للشعب
الفلسطيني ومحبيه ، وايقظ وحش الاستغراب من صدور الناس ، إلا ان ما حصل قد
حصل ، وقد حاول الرئيس عباس تبرير التأجيل وطالب وضع الأمر في ميزانه الذي
يستحق ، وعدم اتباع الهوى في تضخيم المسألة وكأن تقرير غولدستون كان قاب
قوسين او ادنى من تحرير كامل فلسطين وجاء محمود عباس ليضرم النار به ،
ويحيِّ الغزاة من جديد!!!
وليس
في وارد ذهن أي فلسطيني شريف وغير مرتبط بالمصالح الاسرائيلية بالخفاء او
العلن أن يغطي جريمة صغيرة من جرائم اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني على مدار
تاريخه الدموي الطويل ، بل الكل يجتهد من موقعه ومكانه حتى الطفل في بيته
يقول ' اكره اسرائيل ' واذا سؤل لماذا قال لأنهم قتلى الاطفال ، ومحمود
عباس الفلسطيني رئيسا وليس حارسا على بوابة أمن اسرائيلية ، ليس ساذجا
لدرجة البلاهة في خدمة عدوه ،ليغطي جريمة حرب كبرى كحرب غزة ، ولكن خصومه
السياسيين وخاصة حماس استغلوا هذه الغلطة ، وضخموها لدرجة لم يعد يتخيل
المرء حقيقة ما يجري ، فالتقرير عينه يدين حماس لتسببها بجرائم اسرائيل
واتخاذ الابرياء اثناء الحرب دروعا بشرية مما أدى الى قتلهم ، وهم خارج
دائرة الاستهداف ، وحماس بمقاومتها هي من استفزت ' المارد' الاجرامي وحرقت
الدم بعروق اسرائيل لتضرب بالفسفوري والتقليدي ابرياء يهربون الى حياة ولم
يجدوا غير دماءهم على الجدران ، هكذا يصف تقرير الافريقي غولدستون مقاومة
حماس اثناء الحرب ، حماس التي تسن اسنانها ، وتشغل كتّابها في المحيط
العربي والذين يتخذون من لندن عش الحمامة ، ويسرحون كثيرا في استنطاق
اللغة تشهيرا وقدحا ومسا صارخا بالقيادة الفلسطينية ، وليس لهم من هدف غير
هدف امريكا بتحطيم تمثال الرئيس الراحل صدام حسين وادخال العراق في عجة
الموت المتواصل ، مثل هؤلاء لا يشبعون فقيرا رغيف خبز في حرب اسرائيل
الطاحنة عليهم ، بل يشبعون الدنيا ضجيجا في مدار الغبار الرمادي ، ليصبح الفاهم والعارف جاهلا مكبوبا على مسار سمعه .
وتأجيل
التقرير يعني إمهال إسرائيل وإعطاءها فرصة لتحسين وجهها او إلهاء العالم
بأشياء اكثر حداثة ، فعامل الزمن عند اسرائيل سلاح قوي وفتاك ، من ينسى
تلك المحاكمة الصورية لشارون على جريمة صبرا وشاتيلا ، ونسيي بعدها العالم
دماء المئات والقبور الجماعية ، الم يكن وقتها محاكم
دولية وحقوق انسان لماذ اصيب لسان الدنيا بسرطان الصمت فسكت بينما الدم
الفلسطيني مازال ينزف ، وحماس التي لم تهدأ اعلاميا وسياسيا والتي تحرك
حجار شطرنجها بخطابات وبيانات مخادعة ، كل هدفها من ذلك ازاحة السلطة
الوطنية عن المشهد السياسي الوطني وترك الساحة لها وحدها ، بل هي كما
مارست وتمارس لا تشارك احدا في زوجها .
غولدستون
اذرف الدمع لحظة سماعه ابراهيم خريشة السفير الفلسطيني في جنيف وهو يطلب
من مجلس حقوق الانسان تأجيل عرض تقريره ، ومعه كل الحق وله كل الاحترام
الافريقي البشرة الفلسطيني القلب غولدستون ، والتي عيناه عبرت عن حزنها
الصادق على دماء المئات الذين قضوا نحبهم دون وجه حق في حرب شرسة وقاسية ،
دمرت وحرقت وقتلت وجرحت حتى النيام في سكونهم والاطفال في مهاجعهم ، ولكن
للدمع لوحة واحدة وللعقل تفسيرها ، فمتى سيبكي امثال غولدستون على الشعب
الفلسطيني في الضفة وغزة المرهون بمحجرين غليظين من قبل الاحتلال و بظل
سلطة وطنية لم تعد قادرة على رفع صوتها في وجه الجلاد او نقل افعاله
للعالم ، وقوة في قطاع غزة تمارس ضبط النفس حتى النخاع ، في ظل تهدئة غير
معلنة ، وفيها نامت صواريخ المقاومة في سريرها نومة أهل الكهف ، واذا ما
استنهض حدث او فعل معاد للاحتلال ردة فعل عادلة بإطلاق صاروخ او نصب كمين
لدورية اسرائيلية نشر أمن حماس رجاله كالرمل في قطاع غزة ليمارسوا دور
المطارد لكل ' مشاغب ' يريد أن يهدد أمن اسرائيل .
تأجيل
تقرير غولدستون ليس اقل جريمة من اسكات صواريخ المقاومة في غزة بظل أحداث
القدس والاقصى الشريف ، فأين الذين يقولون ويصرخون ويجرمون طرفا ويتغاضون
عن طرف آخر يلبس ثوب المقاومة ، ويحرس المعسكرات الاسرائيلية بسهر شبابه
تحت لواء ' المرابطة ' .
ابكي غولدستون فكم من امرأة فلسطينية ستدعوا الله لك وعلى غيرك بالفناء والخلاص منهم .. حياة.