مواطنو غزة يشككون بنجاح الحوار وأخرون غير مهتمين
تعود المواطن في قطاع غزة أن يعيش بحالة معقدة لم يسبق له
أن عاشها من قبل بسبب الانقسام والتناحر السياسي بين حركتي حماس وفتح التي
تحولت بعد حين الى انفصال او طلاق بين رام الله وغزة ، وسطرت لوائح
الاتهامات بكلا الطرفين ، عقوبات اسمتها الاتصال بالخصوم وفرضت على كل من
يضبط وهو يمارس اتصاله بطرف ' معادي' أي أن كان في غزة واتصل برام الله
فالقانون أقر بعقوبة تصل الى حد السجن سبع سنوات ، ولا يخرج إلا بكفالة
بعد أن يقضي عقوبة السجن الفعلي ليس أقل من ستين يوما ، هذا الوضع المعقد
الذي يعيشه مواطنو غزة اليوم ، غطى على أي سحابة تفاؤل ، ولم يعد يحرك
أملهم تصريح صحفي ولا حتى مهرجان دولي .
رغم
ذلك رصد ( أمد) بعد تصريحات رئيس المكتب السياسي خالد مشعل المتواجد في
القاهرة حول ' إختراق' قد حدث وأن المصالحة الوطنية باتت قاب قوسين الشهر
المقبل ، ووجه دعوة الى حركة فتح وفصائل العمل الوطني والاسلامي لتوقيع
اتفاق المصالحة ، رغم هذا كله ابن غزة له رأي :
رضا
وهو صحافي يمارس نشاطه المهني من منزله بعد أن استولت حركة حماس على مكتب
صحيفته ، ومنعتها من الصدور ، يقول لـ(أمد) :' التفائل مطلب في الحياة
ولكن الواقع المعقد الذي نعيشه ، سلبنا اهتمامنا بقضايا كثيرة ، ورغم
متابعتي للأخبار اليومية ، فلست من الذين يصدقون ' المارد' و ' فانوس' علي
بابا ، لا اجد في تصريحات مشعل جديد وهو طرف بالحوار وليس كل الاطراف ،
غدا سنسمع شروط جديدة ، وسندخل مدار الأخذ والرد فترة ليست بسيطة ،
وسننشغل في همومنا اليومية ، حتى تأتي لحظة علينا ننسى فيها حماس وفتح '.
حنان
وهي طالبة جامعية تحضر لدراسة مطولة عن القضية الفلسطينية ما بين عامي
1948 حتى 1967 كمشروع تخرج تقول لــ(أمد) :' اعتقد أن المصالحة ستفرض على
الطرفين ، وستؤجل الانتخابات الى منتصف العام القادم ، ولكن اجراءات حماس
على أرض الواقع لا تبشر بخير ، ففي كل مقدمة حوار تتخذ خطوة غريبة من
نوعها ، في جولة الحوار السابق قامت بحملة اعتقالات واسعة ومنعت اعضاء
حركة فتح من السفر الى رام الله للمشاركة بمؤتمرهم العام ، هذه المرة قامت
بتكليف مروان ابو راس لفتح مكتب للتشريعي في دمشق بحجة الحصار ، ولا اجد
جدية لدى حماس لإنهاء ملف الانقسام الداخلي ، وربط الانقسام بملف شاليط
تعقيد آخر ليس لصالح المصالحة الوطنية ، لست متفائلة من انجاح الحوار ،
والقادم من الزمن سيؤكد أن تكريس الانفصال بين غزة والضفة ، هو الذي سيحصل
فهناك اطراف بالضفة تعمل على دولة خارج قطاع غزة بدعم دولي ، وليس من
المفيد اعطاء شعبنا المزيد من أبر مسكنة بتصريحات في الهواء كتصريح مشعل
في الأمس '.
من
جهته توقع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل التوصل لاتفاق مصالحة
فلسطيني الشهر المقبل. وكان مدير جهاز المخابرات المصرية الوزير عمر
سليمان اجرى امس الاثنين محادثات مع وفد حركة حماس الفلسطينية برئاسة مشعل
حول الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية. ونقلت وكالة أنباء
الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن مصادر فلسطينية قولها إن حماس أعطت ردا
إيجابيا على الورقة المصرية وأبدت بعض الملاحظات عليها. وأشارت المصادر
الى أن مصر ستقوم خلال الأيام القادمة بجهودها واتصالاتها مع كافة الفصائل
والتنظيمات الفلسطينية لأجل إنهاء كل الجزئيات العالقة تمهيدا لعقد اللقاء
الشامل الذي سيتم الشهر المقبل.
وقال مسؤولون مصريون إن القاهرة تخطط للدعوة لجولة حوار أخيرة منتصف الشهر القادم تنتهي بالتوقيع على الاتفاق المقترح منها.
وعالجت
الورقة المصرية التي قدمت خلال جولات الحوار الفلسطيني التي بدأت في شهر
شباط (فبراير) الماضي بعض القضايا المختلف بشأنها، ومنها الانتخابات
وإعادة بناء القوى الأمنية الفلسطينية والمعتقلون لدى كلا الطرفين.
وكانت
حركة فتح سلمت ردها على الورقة المصرية مبدية موافقتها عليها وعلى إرجاء
موعد الانتخابات الفلسطينية 6 أشهر عن موعدها المقرر قبل 25 كانون الثاني
(يناير) المقبل، بما فيها إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس
الوطني الفلسطيني في النصف الأول من عام 2010، لكنها طلبت أن يتم تحديد
موعد نهائي حتى يستطيع الرئيس الفلسطيني أن يصدر مرسوما رئاسيا بالدعوة
للانتخابات قبل كانون الثاني (يناير) المقبل تفاديا للثغرات الدستورية.
الحاح
عثمان يقول لــ(أمد):' أكثر من اتفاق مكة شو بدو يصير ، بعدها قامت
القيامة عنا ، هدول جماعة مش مهتمين بمصلحة شعبهم ، بعد ما مات ابو عمار
والشيخ ياسين احنا صرنا زي الغنم بدون ساقية ، انا مش متفائل والجهتين
كذابين '.
الدكتور
رضوان وهو محاضر في احدى جامعات غزة يشدد على أن لامجال لغير المصالحة
وانجاح الحوار ، ولا بديل عن ذلك غير الحرب الأهلية بعد انفجار الوضع
الراهن ، فضخامة الازمات في القطاع والضفة تنذر بإنفجار شديد ، قد يأتي
على ما تبقى من انجازات وطنية ، وسنرجع الى ما قبل السلطة الوطنية ، لا بد
من انجاح الحوار وهذا هدف استراتيجي لكثير من الدول المجاورة والتي لها
حدود مع فلسطين ، مخافة أن تحدث هجرة جديدة من اراضي السلطة الى اراضيها ،
وتتفاقم مسئولياتها بعد ذلك ، فمصر معنية جدا بإنهاء هذا الوضع وتوحيد
الصف الفلسطيني ، رغم أن هناك قوى اقليمية وبعضها عربي غير معني بأي
مصالحة ، وما معنى أن توافق دمشق اليوم بالذات على فتح مكتب للمجلس
التشريعي في اراضيها بناء على رغبة حركة حماس ؟ من يريد أن ينجح الحوار
الوطني الفلسطيني يعمل على لملمته وليس بعثرته '.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/