9 أعوام على ذكرى انتفاضة الأقصى ... والأقصى في خطر فهل من مغيث؟؟
متظاهرون فلسطينيون أثناء مسيرة مؤيدة لنصرة للقدس - أرشيف |
ءتمر اليوم الذكرى التاسعة لانتفاضة الأقصى المباركة، وعيوننا وقلوبنا ترحل
كل يوم صوب مسرى رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ، وكلنا شوق وحنين في
غزة أن نصل إليه ونصلى في القدس والمسجد الأقصى، ونستنشق عبق ورائحة هذا
المكان المقدس ومهبط الديانات السماوية الثلاثة..فهي أمنية وحلم كل
فلسطيني ولد على هذه الأرض المباركة ...عاش على أرضها وتنسم من عليل
هوائها وارتوى من مائها..وعشق بحرها ...بالأمس قامت عصابات الاحتلال
وجنوده باقتحام باحات المسجد الأقصى ..واليوم تصادف الذكرى التاسعة
لانتفاضة الأقصى المجيدة ...مراسل
وكالة قدس نت للأنباء" ناهض منصور " استطلع آراء بعض المواطنين الفلسطينيين على اختلاف
توجهاتهم ، للوقوف على ما تركته الانتفاضة المباركة من آثار على كافة
نواحي الحياة السياسية والوطنية والعادية .
بداية كان الحديث حول التقييم العسكري لفصائل المقاومة بعد مرور 9 سنوات
على هذه الذكرى ، حيث قال الناطق باسم كتائب المقاومة الوطنية" أبو سليم
": إنه منذ بدء الانتفاضة الثانية التي تأتي ذكراها هذه الأيام ، تمكنت
قوى وفصائل المقاومة الفلسطينية من إعادة بنيتها العسكرية والميدانية خلال
انتفاضة الاقصي وذلك من خلال صد الاجتياحات التي تعرضت لها مدن قطاع غزة "
، مؤكدا أن تنفيذ عمليات متنوعة ضد الاحتلال الإسرائيلي أعطت القوة
المعنوية لقوى المقاومة لمواصلة مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي .
وأضاف:" إن الاحتلال اعترف انه يواجه جيش منظم وإرادة وعزيمة صلبة تتمتع
بها قوى المقاومة "، موضحا أن مرور تسع سنوات على الانتفاضة كانت بمثابة
امتحان نجحت فيه المقاومة الفلسطينية بكافة أطيافها لتثبت للاحتلال أنها
قادرة على مواجهته ، وتلقينه دروس في الصمود والإرادة القوية .
وذكر الناطق باسم كتائب المقاومة الوطنية ، أن المقاومة الفلسطينية خلال
هذه الفترة فقدت الكثير من قادتها العسكرية والميدانية خلال عمليات
الاغتيال المتواصلة والعمليات العسكرية وغيرها ، إلا أن ذلك أعطاها قوة
تحت شعار " الضربة التي لا تميت تزيد قوة " ، مشيرا إلى أن فصائل المقاومة
الفلسطينية كان لها الدور الأبرز في عملية الانسحاب الإسرائيلي من قطاع
غزة ، بفعل الضربات المتتالية التي كان يتلقاها الاحتلال داخل مواقعه وفي
قلب تحصيناته العسكرية المدججة بالأسلحة .
بينما قال أبو النورالناطق الرسمي لكتائب شهادء الاقصي - القيادة المشتركة
" : إن المقاومة مع مرور 9 أعوام على انتفاضة الأقصى المباركة تجدد العهد
لدماء شهدائنا الأبطال الذين رسموا لنا خارطة الوطن بدمائهم الزكية ، وأكد
أن سير الفصائل المسلحة على علي نهج المقاومة والجهاد ، لأنهما اقصر الطرق
لتحرير فلسطين ، داعيا الإخوة المتحاورين في فتح وحماس في القاهرة إلى
الوحدة الوطنية باعتبارها السلاح الأمثل لمواجهة الاحتلال الغاصب.
من جهته أكد سليم الهندي ناشط مجتمعى في غزة " ، أن على هذه الأرض ما
يستحق الحياة، وقال:" نحن نتطلع في هذا اليوم إلى مزيد من الوحدة ورص
الصفوف داخل المجتمع الفلسطيني ، لأن شعبنا الفلسطيني قدم خلال الانتفاضة
خيرة قياداته وشبابه من اجل نيل حريته واستقلاله " ، معبرا عن أمله في أن
تتحقق الوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني ، وأن يتحرر المسجد الأقصى
المبارك، وفى هذا اليوم يجب أن تحترم الفصائل الفلسطينية دماء الشهداء
التى سقطت ومعناتهم فى السجون الإسرائيلية، وتعمل على إنهاء الإنقسام
وتشكيل حكومة فلسطينية تعمل على رفع الحصار وإنهاء معاناة شعبنا.
الصحفية سمر العرعير موظفة بوزارة الإعلام بغزة وتعمل محرره بالقسم
الإلكترونى للوزارة، كان لها رأيها بشأن التجربة الإعلامية للصحفي
الفلسطيني خلال انتفاضة الأقصى حيث قالت :" إن الشعب الفلسطيني لم يعش فقط
انتفاضة الأقصى بمفردها بل يعيش انتفاضة مستمرة دون انقطاع ، فمن اجتياح
لاقتحام ومن حرب لأخرى ، والتي كان آخرها الحرب على غزة نهاية العام
الماضي وراح ضحيتها قرابة ألف وخمسمائة شهيد وما يقارب من 5500 شهيد ".
وحسب اعتقادها فإن الصحفي الفلسطيني لم يدخر جهدا في سبيل إبراز الحقيقة
وكشف حقيقة المجازر والانتهاكات التي ترتكب يوما بعد الآخر، وكما حدث
بالأمس من عملية اقتحام جبانة لقطعان المستوطنين أسفرت عن إصابة 40 مصلي
مقدسي ، مؤكدة أن الصحفي الفلسطيني قدم روحه رخيصة في سبيل إظهار الحقيقة
أمام العالم ، وأشارت إلى أن العديد من الصحفيين سقطوا ضحية للاحتلال
ورصاصه دون اكتراث لطائرات الاحتلال أو دباباته.
بدوره قال الكاتب مصطفى إنشاصى :" إن الانتفاضة أو ثورة الأقصى استطاعت
إيصال رسالة حقيقية للشعب الفلسطيني ، لأنه للمرة الأولى بعد النكبة
الكبرى عام 1948 استطاع شعبنا أن يفجر عملاً ثورياً حقيقياً متكاملاً، أي
جمع بين الثورة الجماهيرية وبين العمل العسكري، وكلاهما كان ناجحا ومميزا
إلى حد أذهلت العالم، وهذا معناه أن ما كان ليس انتفاضة وإن كان مصطلح
انتفاضة أقوى في وعي الغرب، ولكنه في مفهوم حركات التحرر والشعوب المحتلة،
هو ثورة قل لها نظير ".
وأكد انشاصي في حديثه أن انتفاضة الأقصى المباركة أفشلت الكثير من مشاريع
التسوية ضد القضية المركزية للأمة العربية، وضد الأمة كلها مثل مشروع
(الشرق الأوسط الكبير أو الموسع) الذي أطلقه الرئيس الأمريكي جورج بوش
الابن، والتي أكرهت كثير من الأنظمة العربية على إغلاق مكاتب تجارية فيها
لكيان الاحتلال الإسرائيلي ، كما أوقفت مشاريع تطبيع كثيرة للبعض الآخر
كانت معدة للانطلاق، وجمدت كل مشاريع التسوية المطروحة لتصفية القضية
الفلسطينية .