في استطلاع حول آثار الحرب على غزة: 91% من النساء أصبحن أكثر اقتناعآ بوجوب إحلال السلام

في استطلاع حول آثار الحرب على غزة: 91% من النساء أصبحن أكثر اقتناعآ بوجوب إحلال السلام

)
أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز معلومات وإعلام المرأة
الفلسطينية بغزة على عينة عشوائية من النساء حول تأثير الحرب العدوانية
التي شنها جيش الاحتلال الاسرائيلى على القطاع على الصحة النفسية والجسدية
للمرأة والطفل خلال الفترة من 1/8/2009 إلى 10/8/2009، أن 91 % من النساء
أصبحن أكثر اقتناعا بوجوب إحلال السلام.

وتم توزيع استمارات الاستطلاع على 1500 امرأة فى المحافظات الخمس في قطاع
غزة، وتم مراعاة تمثيل الفئات العمرية المختلفة للنساء، وقد تم تصميم
الاستمارة من قبل أساتذة متخصصين فى قياس الرأي العام وقد أوضح الاستطلاع
إن ما جرى في غزة من الفترة (27/12/2008-17/1/2009) ولمدة 23 يوما كان
عدوانا كارثيا على الشعب الفلسطيني في غزة لاتسامه بالعنف من حيث استخدام
أعتى الأسلحة البرية والجوية والبحرية بما فيها الأسلحة المحرمة دوليا ضد
شعب يعيش محاصرا في أرضه في منطقة صغيرة مساحتها لاتتجاوز 365 كم مربع
معروفه بكثافتها السكانية عالية (حوالي 3881 فرد في كم مربع).

ولقد عانت المرأة والأطفال والصغار بشكل خاص كثيرا خلال هذه الحرب الشرسة
على غزة شأنها شأن كافة أفراد المجتمع الغزي، فعدم الاستقرار وعدم الإحساس
بالأمان والتعرض الدائم للخطر وفقدان الأبناء والأحبة والزوج والأقرباء
والكوارث المجتمعية الناتجة من الاعتداءات الصهيونية المتكررة، ترك أثرا
سلبيا في كل جوانب حياة المرأة الفلسطينية من شخصية واسرية واجتماعية
واقتصادية وسياسية.

وأوضحت الدراسة أن58.0% من أفراد العينة لم تغير من نمط حياتهن وأن 83%
منهن أصبحن أكثر صمودا و تحديا، وأن ردة فعل المرأة الفلسطينية الآنية لما
يحدث حولها في الحرب كانت مليئة بصمودها وثباتها وتفهمها رغم بكاؤها
أحيانا الذي كان بكاء رحمة وعطف (وليس بكاء خوف وذعر)، ولم نشاهد امرأة
فلسطينية مثلاً تنهار أو تصرخ أو تتهور بكلام لا معنى له.

وأفادت 71.1% من المبحوثات أن الحرب الإسرائيلية التي وقعت على القطاع
وصلت إلى حد الصدمة، وأن 96.8 % من اللواتي أجبن بنعم قالت أن هذه الصدمة
هي صدمة الحرب كانت أكبر من أية صدمة مرت عليهن سابقا، وهذا يدلل على مدي
همجية هذه الحرب التي شنت على قطاع غزة، و التي كانت من بين أهدافها ترويع
السكان للنيل من إرادتهم.

وأظهرت النتائج أن 40.4% من المبحوثات استشهد أو أصيب أحد أفراد عائلاتهن
أثناء الحرب، بينما أجابت 59.6 % من أفراد العينة لم يفقدن أقارب لهن.

وأشارت 58.4% إلى تعرض بيوتهن للدمار أثناء الحرب، وهذا يوضح مدي شراسة
الحرب التي شنت على قطاع غزة والتي كانت تستهدف بيوت الآمنين من السكان
المدنيين بالدرجة الأولى. وأجابت الفئة التي تعرضت بيوتهن للضرر أن نسبة
الضرر كانت كبيرة جدآ حيث وصلت إلى ما نسبته 46،8% تدميرآ كليآ وأجابت
مانسبته 32،3% من أفراد العينة أن التدمير كان جزئيآ بينما أجابت 20،9% من
أفراد العينة بأن الأضرار كانت بسيطة.

وردا على سؤال: هل تراودك أحلام مزعجة وكوابيس خلال الحرب وبعدها، أجابت
91،9 % من أفراد العينة أنهن تراودهن أحلام مزعجة وكوابيس أثناء النوم،
وأن 35.1 % من أفراد العينة قالت أن هذه الأحلام والكوابيس كثيرة بينما
أجابت 56.8% من أفراد العينة بأنها قليلة.

وبين المركز في الدراسة أن المرأة تأثرت بشكل مباشر بالحرب التي شنت وأن
72.3% منهن يراودهن ذكريات أليمة لما شاهدنه أثناء و بعد الحرب.

وأوضحت النتائج أن 58% من أفراد العينة لم توثر الحرب على نمط الحياة
المعتادة عندهن، بينما 35.7% أثرت إلى حد ما على طريقة الحياة
اليومية.بينما أجابت 6،3% بأنها لم تتأثر

بينت نتائج الاستطلاع أن عدم الأمن والشعور بالقلق والخوف يعتبر من أهم
الآثار التي يخلفها أي عدوان على شعب يعيش على أرضه، فيما أفادت 52% من
المبحوثات أنهن شعرن بالخوف الشديد، و46.7% شعرن بالخوف إلى حد ما.

وأظهرت النتائج أن 75،6% من النساء شعرن بعدم مقدرتهن على حماية أنفسهن
أثناء الحرب لعدم توفر مكان واحد آمن في غزة، وهذا معناه شعور أفراد
المجتمع بالقلق والخوف، بينما أفادت 24.3% من أفراد العينة بأنه لم
يراودهن نفس الشعور.

وأظهرت النتائج أن 60.8% من أفراد العينة تأثرن بالحرب وأصبح نومهن متقطعآ
وغير منتظم أثناء الحرب وبعد الحرب، وأن 46.7% تأثرت إلى حد ما، وهذا
طبيعي نتيجة الخوف والقلق الذي يلازم الإنسان أثناء الحروب، بينما لم
تتأثر بصعوبات النوم 6،8% من المبحوثات.

وأشارت النتائج بشكل واضح إلى أن نسبة 98.9% من المبحوثات أجابت بأن الحرب
أثرت على الأطفال والصغار، وأنها كانت مؤثرة بشكل كبير جدا بنسبة 57.2%
،وأن 41.7 % من أفراد العينة أجابت بأنها كانت مؤثرة بشكل كبير.

كذلك أوضحت الدراسة أن نسبة 42.1% من هؤلاء الأطفال ما زالوا يعانون من
هذه الآثار وبشكل كبير، بينما أجابت 56.8% منهن أن أطفالهن يعانون بشكل
اقل حدة وأجابت 1،1% من النساء أن أطفالها لم يعانون من ذكريات الحرب.

وأشارت الدراسة إلى أن 61.1% من المبحوثات من النساء قالت أنه تم التواصل
معهن من جهات حكومية وغير حكومية لتجاوز هذه التأثيرات النفسية التي لحقت
بهن نتيجة الحرب المدمرة، بينما أظهرت النتائج أن 38.9% من أفراد العينة
لم يتواصلن مع هذه الجهات.

وأفادت 91.3 % من النساء المبحوثات أنهن أصبحن أكثر اقتناعا بوجوب إحلال
السلام على هذه الأرض ،وهذا نتيجة وعي المرأة الفلسطينية (الغزية) بأن
القوة لا تحل المشاكل بين الشعوب، وأن هذا العدوان يظهر عجز المحتل
(الاسرائيلى) وثقافته العدوانية اتجاه الآخرين وتهربه من استحقاقات السلام
في المنطقة، وأن المرأة تبقي رمز الصمود والوعي لما يجري من حولها
ومقدرتها على روية المستقبل، وإحساسها ووعيها لما يجري من حولها من تطورات
سياسية واجتماعية، وبحثها الدائم عن حياة أسرية مستقرة مثل باقي نساء
العالم بعيدا عن التوترات النفسية وبالرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها
المرأة في أثناء وبعد الحرب إلا أن توقعاتها وطموحاتها ما تزال عالية.

ك الي عرفن من يوم ما الله خلق الدنيا والناس بيطاللبوا بالسلام


مشكور ابو اسلام