قرية الرأس .. قصص تقتل الحياة ومعاناة لا حدود لها
مواطن فلسطني يجتاز احد الحواجز الاسرائيلية في الضفة الغربية |
كغيرها من القرى والبلدات الفلسطينية لم تختلف تفاصيل الألم والمعاناة
التي تعيشها قرية الرأس جنوب مدينة طولكرم جراء قيام سلطات الاحتلال
بالتوسع والاستيلاء على الأرض الزراعية مصدر رزق الأهالي ناهيك عن مواصلة
ارتكاب جرائم لا إنسانية كبناء الجدار الذي حول القرية إلى معزوله أشبه
بقفص محكم الإغلاق .
وتتعدد القصص و التي تقتل الحياة والتي تكشف حجم الكارثة الحقيقية التي
ألمت بالمواطنين الذين عزلت وصودرت أراضيهم ودمرت محاصيلهم الزراعية
والذين لم تنتهي معاناتهم وأوجاعهم بإزالة الجدار فقط وإنما بزوال
الاحتلال .
يقول عيد ياسين رئيس المجلس القروي في قرية الرأس للقدس نت أن ممارسات
الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى الاستيلاء على الأراضي الزراعية مؤكدا قيام
الاحتلال باقتلاع ما يزيد عن 1000 شجرة لصالح جدار الفصل العنصري .
وأشار ياسين إلى أن طول الجدار الممتد على أراضي القرية يبلغ حوالي
خمسة كيلو مترات وبعرض يتراوح ما بين (70ـ100) مضيفا أن الاحتلال صادر
وعزل ما يزيد عن سبعة آلاف دونما من أراضي القرية المزروعة بأشجار الزيتون
الرومي المثمر واللوزيات بالإضافة إلى التهام الجدار ل500 دونما تم بناء
الجدار عليها من مساحة إجمالية للقرية تقدر بحوالي عشرة آلاف دونما .
وأكد رئيس المجلس على أن جدار الفصل العنصري قد تم تغييره أكثر من مرة حسب
أهواء المساحين الإسرائيليين, مضيفا أن الجدار ألقى بظلاله المأساوية على
140 عائلة الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة في القرية إلى 90% بسبب
انقطاع معظم أهالي القرية عن مصدطر رزقهم الوحيد يذكر أن عدد سكان القرية
حوالي 600 نسمة .
المواطن برهان عودة الذي ألحق الجدار خسائر جمة بأراضه ومزرعته قال :"إن
الجدار التهم أكثر من 200 دونما مزروعة بالبرتقال واليمون والزيتون ناهيك
عن تدمير عددا من البيوت البلاستيكية المزروعة بالخيار والبندورة ", مضيفا
أن الجدار ألحق خسائ جمة تقدر بحوالي 6000 دينار بمزرعة دجاج تتسع لحوالي
5000 صوص .
وبدوره أكد المواطن ماجد عطا أنه كغيره من أبناء القرية الذين تضرروا جراء
بناء الجدار حيث فقد حوالي 15 دونما من أرضه الواقعة في خلة الخروب في
منطقة جبارة والمزروعة باللوز والتين والزيتون والزوعتر والجوافة بالإضافة
اللى تدمير البيت البلاستيكي والذي قدرت خسارته بحوالي 6000 دينار عدا عن
تدمير خط مواسير المياه بالكامل .
أما المواطن احسان أمين الذي لم يكن بأحسن حالا من غيره خاصة بعد استشهاد
أخيه وفقدانه أرضه يقول " أن الاحتلال ولغايات بناء الجدار فقد صادجر ما
يزيد عن 200 دونما من أرضه الواقعة من منطقة خلة الخروب وخلة سعود وبير
البيارة والعمارة الغربية التي أصبحت غرب الجدار ودمر 100 دونما تم بناء
الجدار عليها بالاضافة الى القطعة الشرقية والتي تقدر ب 50 دونما منعت من
الوصول اليها لان القرار الاسرائيلي الجائر يمنع التواجد في منطقة شرق
الجدار الا على بعد 300 متر منه .