غـجرية فـوق الرمال
اعتاد الناس مقابلة ومواجهه بعضهم وان اختلفت طبائعهم وأفكارهم وهويتهم أو حتى مبدئهم إلا إنهم ينتمون إلى عالم واحد . لكن أن تقابل يوماً بحياتك غير جنسك ونوعك فهذا هو الغريب والأغرب أن تكون غجرية وما أدراك ما غجرية إنها ببساطة جنية تخرج من أعماق بحورها لتستلقي على شط الطبيعة الإنسية وكأن لا يعنيها أحد ولا يهدد وجودها المثير احد ولا يثيرها احد تستلقي على ظهرها وبصرها يعلو السحاب فم يملك القدرة أن يقطع حبل أفكارها الممتد من بصرها حتى سحاب السماء ؟ تنظر ولا تتنهد تبتسم ولا يعلو وجهها فرحة
صدرها العاري المبلل والمقطر بسيول من عفة وقطرات من مياه بحورها ولا يجرؤ احد على الاقتراب منها أو حتى اختلاس النظر تتمدد بكل تفاصيلها بأنوثتها الكاملة جمالها هادىء صارم حازم وكأنها خرجت في إطار زجاجي يحجب اى اقتران أو اقتراب .
تأملتها فى أفكاري على البعد . أحسست رهبة وخوف من المصير المجهول خوفا من أن أكون لاشيء أحيانا تعتر ضنى روح المغامرة فأنا من لاشيء جئت . أخاف أن أتلاشى وأتوارى وأنا محب الحياة . ويرد مابداخلى ليس فينا مخلد وسقطت بين البشر عبارة إلى الأبد . الخطوات لابد أن تكون محسوبة فإني الى المجهول التقى ولا أتلاقى ولا أريد أن ألقى حتفي بين غياهب المجهولة القادمة من أعماق البحور ودار فى رأسي مليون سؤال وسؤال من هي ؟ ومن أي مكان أتت ؟ وعلى اى ارض تنوى الاستقرار ولماذا أتت ؟ أضاق بها عالم البحور والكون المسحور ؟أجاءت هاربة ؟ أم تتفقد عالم رأت بعض ملامحه تحت البحور ؟ تدق الأسئلة رأسي باحثة عن مليون جواب وجواب وأنا مازلت فى البعد القريب متأملا منها العيون المغرية الجريئة الجميلة . ابحث فيها عن مافيها يحكى ويفسر لى بعض ظنون وشكوك . أبحث فيها عن طرف خيط يحدد من اى أتت ؟ وعلى ماذا تنوى فعله ؟
أهي صورتها الطبيعية أم ستتحول إلى شيء غامض ؟
ليتها تظل ليتها
لا ليتها لا ترحل . كيف جذبتني ولماذا أطيل عليها وفيها النظر ؟ سبحان الله العلى العظيم .
ويمر الوقت وعيونها لاتقول شيئاً يهدى أو يدل . وبين شطحاتى فيمن تكون ، أوشك قرص الشمس على الاحمرار معلنا وقت الغروب واقترابه من سطح البحر ، مالت الغجرية على جانبها الأيمن
مالت وجرجرت شعرها الذي انتشر مغرورا كقوس مفروش رسم على الرمال خيط ونقوش مالت اعطتنى ظهرها وارتفع فى أخرها ذيلها السمكي ذو الرهبة الجمال وتهاوت به على آخر أمواج البحر وأول الشاطىء واستدارت تبحث عن من يراها .. وانكمشت فى مخبئي خوفا ورعبا ولكن بشوق لرؤيا المزيد جرفني بحرص حتى وجدتها تعتدل على بطنها ويغطى شعرها وجهها وتفرد ذراعيها وكأنها محترفة رقص باليه ولحظات وكان الرحيل أشبه بالانسحاب المنظم حيث قذفت بذيلها للبحر وغاب الذيل وتلاشى نصفها الأسفل الصدفي رويداً رويداً رحلت وتلاشت عن نظري وعيون العالمين .
جرفني حب الاستطلاع لرؤية مكانها .اقتربت والخوف والرهبة يعتصرني اقتربت ولا اعرف مصيري . على البعد وجدت بصمة جسدها على خدي الرمال ومجرى البحر ورأيت كنس شعورها للساحل ونقش أصابعها حيث مالت على الرمال مائلة على جنبها . يا لهول ما رأيت ولا أصدق نفسي كتبت بلغة أعرفها وأفهمها وليس نقش طلاسم ولا وشم عتيق . أنها كانت تحس بوجودي كانت تدرى انى أراها كانت تلاحظ نظراتي أكانت تترقب شجاعتي ؟
كتبت انتظرني ولا تبحث عنى ...
خانها تفكيرها وخانتني شجاعتي ...