: صُنِعَ في بيت لحم... فتح مرت من هنا!
كتب ابراهيم ملحم- في اليوم الثامن من المؤتمر السادس بعد العام
الرابع والاربعين .. وقف فتح ، وفركت عينيها ، وغسلت وجهها ، ومسدت شعرها،
وشدت ظهرها، الذي انقضه الاحتلال ،والاستيطان، وتعثر السلام، وسكين
الانقسام ....استوت على الجودي بعد صراع طويل في بحر لجي ، يغشاه موج من
فوقه موج من فوقه سحاب.
وقفت فتح واستوقفت .. وبكت واستبكت، فكرت
وقدرت... نهضت من بعد كبوتها ، وطفقت تسعى مشمرة عن سواعدها .. اختلست
نظرة الى الوراء واخرى الى الامام، غذت خطاها حاملة لامانة ابت الجبال ان
يحملنها .
وقفت فتح الصابرة ،الصارمة،الصاعدة، الصامدة ، المتجددة ، المتوهجة، المتوحدة ، المتمردة.
وقفت فتح الحاملة، والحامية للمشروع الوطني ،بعد ان عالجت الندوب، و قارعت الخطوب.
وقفت فتح بكوفيتها، وعقالها ،باشبالها وزهراتها، بشيبها وشبانها .
وقفت فتح بسلاحها الشخصي، وسلامها العبثي، تصالحت، وتصافحت، وتسامحت، وتسامت ،وعقدت العزم ان تواجهة الاستحقاقات،وتجابه التحديات .
وقفت فتح بكرها وفرها ، بحرها وقرها ، بمكرها ودهائها، بغضبها وهدوئها ،بابتسامتها وتكشيرتها .
وقفت فتح الشابة الشائبة، الواعدة المتوعدة .
فتح
مرت من هنا من بيت لحم ،من شوارع المدينة العتيقة... من ساحة كنيستها ...
وباحة مسجدها، ادت صلاة الفجر ،وشربت قهوة الصباح ، وشرقت بدمع العودة
وفرحة اللقاء .
فتح مرت من هنا ...بعد ان كسرت قيد مذلتها.
مرت فــتــح تهتفت لنفسها ،ولجيشها المقدام صانع عودتـها.
مرت فتح شاقة طريق عزتها وصانعة ثورة شعبها.
مرت فتح من هنا.... تحمل دفاترها العتيقة ،وكمبيوترها الشخصي، ورسائلها القصيرة .. ومسدسها ورشاشها .
مرت فتح بعنادها وواقعيتها .. بنزقها وجنونها ... بهدوئها .. وهديرها.
مرت فتح القائدة، والرائدة، اول الرصاص واول الحجارة .
مرت فتح، وخرجت من صناديق الاقتراع ، ببوحها الذي تجاوز حاجز الصوت ، بجدلها ،ومساجلاتها ،وبديموقراطيتها الزائدة..
مرت فتح الرشيقة الانيقة . المنتصرة، المتوهجة .
مرت
فتح بواقعيتها الصارمة ، قدمت النموذج والقدوة في ديموقراطيتها ..
وخياراتها واختياراتها ..في رايها ورؤيتها... في سعة صدرها ومضاء
عزيمتها...
مرت فتح من ضيق خياراتها .. وازدحام اختياراتها على ابواب صناديقها .
انتصرت
فتح بطموحها على اطماعها .. بواقعيتها على نزقها .. بهدوئها على عصبيتها .
قربت المسافات وجسرت الفجوات... ووصلت ما انقطع من حوارات واتصالات ..
ذهبت الى مؤسساتها بعد ان لم تعد تتكيء على رمزيتها...جددت دماءها وظلت
وفية لابائها المؤسيين وشهدائها وفي مقدمتهم زعيمها وصانع ثورتها الشهيد
الخالد ابو الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات.
هي فتح انتصار الحق على الباطل ، والوطن على الاحتلال ، والوحدة على الانقسام ، والحقائق الثابتة على عناصر الغطرسة.
صنع
هنا في بيت لحم 2009.. مجد الحركة ، ومنصات انطلاقها... وترشيق ادائها،
وتجديد دمائها ...صناعة تقبل التقليد والاحتذاء من كل الطامحين لتجديد
دمائهم وترشيق ادائهم وتوحيد صفوفهم.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/