الجلباب يفجّر معركة بين اليسار والإسلاميين في غزة
فجَّر القرار الذي أصدره مجلس القضاء الأعلى في حكومة 'حماس' التي تدير قطاع غزة، بفرض الحجاب والجلباب على المحاميات أمام المحاكم النظامية، معركة إعلامية غير مسبوقة، وفتح الباب أمام صراع ثقافي وفكري بين تيارات متناقضة في تعاملها مع المرأة، ما قد يؤثر سلباً على النسيج الاجتماعي.
وبينما يطالب 'الإسلاميون' في غزة، وفي مقدمتهم 'حماس'، المرأة بارتداء الجلباب وغطاء الرأس، ترفض تيارات يسارية وأخرى وطنية، تقييد الحريات الخاصة، وفرض الحجاب.
وتقول ناشطة يسارية لـ'الجريدة'، عبرت عن سخطها واستيائها من القرار: 'المرأة في غزة مناضلة، وحملت السلاح منذ عشرات السنين'، متسائلة باستغراب ودهشة 'هل بتنا الآن من الحريم ويجب فرض الحجاب علينا بالقوة؟'.
واعتبرت 'الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين'(يسار)، أن قرار مجلس القضاء الأعلى، 'مخالف للقانون، ويحدّ من الحريات الشخصية والعامة للمواطنين الفلسطينيين نساء ورجال'، مشددة على إنه 'جزء من تكريس حال الانقسام في الوطن ببعديها المؤسساتي والمجتمعي'.
وطالبت المنظمة اليسارية في بيان تلقت 'الجريدة' نسخة منه أمس، المجلس بالتراجع عن قراره، 'الذي يعكس توجها لفرض رؤية واحدة على المجتمع الفلسطيني'، خصوصا في ظل الحديث الرائج في الشارع عن توجهات لفرض الحجاب والجلباب على طالبات المرحلتين الإعدادية والثانوية في القطاع.
وذكرت 'الجبهة'، أن 'الشعب الفلسطيني مازال يخوض مرحلة التحرر الوطني التي تستوجب حشد كل الطاقات في مواجهة الاحتلال، وإن مثل هذه القرارات تحرف وتضعف من وحدة الجبهة الداخلية في هذه المواجهة'.
من ناحيتها، عبرت 7 مؤسسات حقوقية عن قلقها واستغرابها الشديد للقرار الصادر عن رئيس مجلس العدل الأعلى، ورئيس المحكمة العليا لحكومة 'حماس'، والمقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر القادم. وقالت هذه المؤسسات فى بيان صحافي، إن قرار مجلس العدل الأعلى 'انتهاك واضح للقانون الفلسطيني باعتباره مخالفا للأصول الدستورية والقانونية الفلسطينية، كونه اغتصب صلاحيات نقابة محامي فلسطين ونظامها الأساسي'.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/