الدميري تعانق الحياة بذراعيها وتحتفظ بسلاحها الخاص وهو العلم
"إن سلاح المرأة هو العلم، وعليها امتلاكه حتى تواجه عقبات الحياة، ولتمتلك القدرة على نزع الشوك من طريقها" عبارات رددتها ابتسام بكل ثقة وعزيمة أثناء المقابلة الخاصة مع قسم الإعلام / جامعة القدس المفتوحة.
ابتسام الدميري 45 عاما من القدس تعيل أسرتها المكونة من ثلاث طلائع، متحدية الظروف، معانقة أبواب العلم لتجعله طريق أسرتها، داعمة مشوار أشبالها نحو النور.
تزين نجاح الدميري بمنحة "كلنا قادرون" على مستوى الجامعات الفلسطينية، والتي نظمتها المؤسسات الداعمة للمشروع من خلال تقديم سلة التفوق والمليئة بطلبات من كافة المؤسسات الأكاديمية، لتحدد حسب رغبتها الخاصة مكان إكمال منحة الماجستير في الإدارة.
قدمت الدميري خريجة جامعة القدس المفتوحة / منطقة القدس التعليمية مشروع التخرج في البكالوريوس تحت عنوان "تقييم جودة الخدمات المصرفية في البنوك العربية في محافظة القدس من وجهة نظر العملاء"، ليتم اختيارها من الفائزين بالمنحة.
التحقت الدميري بجامعة القدس المفتوحة عام 2003 لإتمام مرحلة البكالوريوس، ولتتخطى مراحل الدراسات العليا بثقة عالية، وعيون تلمع بالاعتزاز والأمل والطموح، وبذوقها الرفيع الذي لمس من خلال ألوان ملابسها الأنيقة، وشعرها الأملس الأشقر رغم الظروف القاسية التي عانتها، قالت:"واجهت العديد من المشاكل والصعوبات أثناء اتخاذ القرار بإكمال التعليم لاسيما من المحيط حولي، ورغم ذلك عانقت الحياة بذراعي، واحتفظت بسلاح العلم، وقررت إكمال التعليم من المرحلة الثانوية حتى مرحلة الدراسات العليا".
وأكملت بعد صمت طويل "..... لقد تحملت عبء الدراسة والتربية والأسرة في آن واحد، إضافة إلى الضغوطات البيئية، ومع ذلك استطعت إنهاء مرحلة الثانوية والتوجه نحو درب العمل".
توجهت الدميري رغم الهموم التي تحملها معها في حقيبتها المغلقة مفضلة عدم فتحها إلى العمل في كلية أورط التكنولوجية كمديرة إدارية، لتقرر من بين الأوراق المبعثرة في مكتبها إكمال دراستها، وتحمل عبء آخر.
وبعد تصميم وإرادة توجهت إلى جامعة القدس المفتوحة لتعبر عن رغبتها بالالتحاق، موضحة أن الجامعة قدمت لها الفرصة الكاملة في التعليم والعمل وتربية الأطفال لاتباعها سياسة التعليم عن بعد، مما كان لها أثر على تحقيق حلمها.
وقالت: "لو تتبنى الجامعات كافة سياسة جامعة القدس المفتوحة لتفتح مجال التعلم أمام السيدات لتحقيق طموحهن وامالهن". وأكملت: "كنت أعاني من مشاكل في كافة المجالات دون تحديد، ولكن وجدت الحلول في جامعتي الأم الحاضنة، لما قدمته لي من أمان ودعم نفسي مستمر، سواء أكان من قبل البرنامج نفسه أو من المشرفين الأكاديميين".
وبعد تنهيدة طويلة تدل على الأيام التي أمضتها للوصول إلى تلك المرحلة، أكملت": بعد الانتهاء من مرحلة البكالوريوس في الوقت الذي ساهمت فيه بدعم أولادي لإنهائهم تعليمهم الجامعي، طلب مني المشرف الأكاديمي د. مروان درويش مدير منطقة القدس التعليمية تقديم مشروع التخرج في مسابقة "كلنا قادرون"، علما أن المسابقة قدم لها العديد من الخريجين من الجامعات الفلسطينية كافة، وبعد الدراسة، وبناء على توصيات اللجنة خرج القرار بفوزي بمنحة "كلنا قادرون"، والتي أسعى بعد الانتهاء منها إلى إكمال مرحلة الدكتوراة.
وبنبرات عالية أوضحت الدميري أن المرأة قادرة على تحدي وخوض معركتها ضد العادات والتقاليد والموروث الثقافي المساهم في اضطهادها بمنعها من ممارسة أبسط حقوقها، مؤكدة أن المرأة سلاحها العلم.