sala7 المدير
عدد الرسائل : 13062 العمل/الترفيه : معلم لغة عربية ، كتابة وقراءة نقاط : 32740 الشهرة : 6 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: الوعـي الناقـص... بقلم: فراس ياغي الخميس 20 نوفمبر - 15:55 | |
| الوعـي الناقـص...
بقلم: فراس ياغي/رام الله
يعتقد الكثير أن الفكرة التي يحملها هي الأساس لمنطلقه في الحياة، وهذا من حقه، ولكن يعتقد أيضا أنها يجب أن تكون منطلق غيره وهذا ليس من حقه، ولكن مع مرور الزمن، وترديد الفكرة باستمرار، فإنه ينتج عنها وعي مرتبط بها لا يمكن تغيره أو إختراقه بفكرة أخرى، وهذا في واقع الأمر هو غسيل دماغ بالمعنى الحقيقي للكلمة، فالتعبئة والتحريض المستمر والمتواصل سَيُوَلّد بالضرورة فكر شمولي وعقائدي لا يقبل غيره، ولا يمكن أن يتحمل وجود أفكار أخرى إلى جانبه، كما أن أي نظام سياسي تعددي له قانون يحكمه ويحدد طريقة عمله، وإحدى أهم ميزات هذا النظام، هو الفصل بين السلطات الثلاث الذي يحددها أي دستور ديمقراطي يحكم العلاقة بين الأحزاب المختلفة، وإذا إختلفت هذه الأحزاب فيما بينها في أي مجتمع متحضر، فالخلاف لا يمكن أن يعطل النظام السياسي أو يشقه، فهناك قانون يحكم الجميع، وهناك الشعب مصدر السلطات والذي يمنح الصلاحيات لبرنامج الحزب الذي يريد، وفي حالتنا الفلسطينية، عندما ظهر خلاف حاد وشرخ أفقي وعمودي في مجتمعنا ونظامنا السياسي، تم حل الخلاف باللجوء للقوة والسلاح والتحريض والتعبئة الحاقدة، ولم يفكر أحد بأن هناك حلول أخرى موجودة داخل نظامنا السياسي وأساسه "القانون الأساسي"، إضافة إلى وجود قائد وممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني تتمثل في "منظمة التحرير"، وبدل الهروب للام وحل المشكلة في حضنها وبين ثناياها (المنظمة)، تم التمسك بالابنة "العاقة" (السلطة) والتي سيطرت على ألام أيضا، وحدث صراع عنيف ودموي أدى إلى انقسام حاد وصراع على مفهوم الشرعية، لا زلنا نعاني منه، ويبدو أننا سنستمر بالمعاناة لحين تكون وعي وطني مرتبط بالمصلحة الوطنية لا الحزبية والفئوية.
إن الحديث عن الشرعيات المتعددة، والحديث المستمر عن نتائج الانتخابات التشريعية، والحديث الحالي عن فترة الرئاسة واستحقاق التاسع من يناير، ما هو إلا تعبير واضح عن تكون الوعي الناقص، الذي أصبح هو واقع الحال الفلسطيني وعنوان المرحلة التي يمر بها هذا الشعب العظيم، انه وعي ناقص لدى حركة وطنية وإسلامية تمسكت بطريقة فئوية أفقدت مفهوم الجمع الوطني والهوية الفلسطينية مضمونها، فالوعي المطروح مرتبط بالأساس بمواقف شرائح قيادية لدى الأحزاب سياسية المختلفة (لا استثني أحدا) مسيطرة على السلطة في جناحي الوطن بطريقة أو أخرى، ورغم أن المجتمع الفلسطيني وحركته التحررية قد طرأ عليها تغيرات كبيرة، إلا أن هذا لم يتم استغلاله بشكل ايجابي من الناحية البنيوية السياسية، للضغط باتجاه إحداث تركيبة جديدة إصلاحية في نطاق المؤسسة الواحدة، ولم يتم استغلاله للعمل على تجذير المواقف وعمل اصطفاف ايجابي يعمق الوحدة الداخلية ويؤسس لنقلة نوعية في طبيعة المؤسسات التي تمثل الشعب من منطلق الوعي بالمصلحة الوطنية الواحدة، وبدل كل ذلك، تم الاستناد إلى مفاهيم تعبر بالأساس عن رؤيا وأجندة فئوية محضة ومصالح شخصية وحزبية تم ربطها بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني والعربي، وشكلت وعي جديد لدى الشارع الفلسطيني، إن عبر عن شيء، فهو يعبر عن وعيٌ ناقصٌ إجتاح كل أطياف المجتمع الفلسطيني، وأوصلهم إلى يأس من واقع الحال ومن إمكانية التغيير، ولكنه في نفس الوقت أوجد نوع آخر من الوعي لدى الشريحة الحاكمة في كلا "الدويلتين" في "غزة" و "رام الله"، وعي يستند إلى نفي الآخر واتهامه بأقبح الأوصاف، من الظلام إلى العمالة..الخ، وعيٌ يتمسك به كل طرف ويحاول أن يفرضه بكل الوسائل المتاحة، الشرعية وغير الشرعية، على الشعب الفلسطيني باعتباره المُخَلِّص والمنقذ له من الطرف الآخر، وعيٌ وضع القضية الفلسطينية على مفترق طرق وعلى حافة الضياع، وأوجد مفاهيم وقيم تستند للأنانية والمصلحة الشخصية والحزبية، لها إرتباطات إقليمية ودولية، لا علاقة لها بالكل الفلسطيني ولا بمصالحه الوطنية الحقيقية.
إن تشكل "الوعي الناقص" في المؤسسات التي تمثل الشعب الفلسطيني، أدى إلى الانقسام الداخلي، والى تبريرات لهذا الواقع باسم مفاهيم، كالمساومة أو المقاومة، والعصرية أو الظلامية، والوطنية أو الإسلامية، والشرعية أو الانقلابية، مصطلحات تشكل واقع الحال الفلسطيني في "الضفة" المحتلة وفي "غزة" المحاصرة، وأدى هذا لوجود "هويتان" وممثلان، كلٌ ينطق باسم الشعب الفلسطيني ويدعي تمثيله، على الرغم من إجماع الطرفين على منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ولكن أي منظمة، الحالية أم المستقبلية التي سيتم إصلاحها، فالوعي مرتبط فقط بمصالح حزبية محضة، ومرتبط برؤى سياسية مختلفة، ولحين تشكل الوعي الحقيقي بالاتفاق على رؤيا سياسية واحدة بحدودها الدنيا، وببرنامج عمل فلسطيني واحد وأيضا بحدوده الدنيا، يبقى "الوعي الناقص" هو المسيطر على أجندة العمل الفلسطيني ككل، ويبقى الشعب الفلسطيني يعيش حالة من الضياع لرفضه هذا المفهوم الغريب من الوعي، فهو دائما وأبداً سيبقى مع الوعي الجمعي الذي يعبر عن آماله وطموحاته في التحرر والاستقلال، وبغير ذلك سيخسر أصحاب هذا الوعي الناقص، ولكن بعد فوات الأوان، وبعد ضياع الهوية مرة أخرى، مع بقاء الحق لأن الشعب لن يندثر ولن يفنى.
وأخيرا، هل سيعي الإخوة في حركة "حماس" أن التشكيك في "الرئيس" الفلسطيني المنتخب، وبالفترة الرئاسية واستحقاق التاسع من يناير؟! هو الشعرة الأخيرة في مدماك الوعي الفلسطيني الجمعي الوطني، وأن نقاش هذه المسألة لا يعبر إلا عن وعي ناقص لطبيعة الحالة الشاذة التي نعيشها ولطبيعة الصراع الوهمي القائم، وأن طرح هذه المسألة بهذه الحدة لا يقصد منها إلا الإساءة للشعب الفلسطيني ككل قبل غيره، فالرئيس لا يزال يشكل عنوان لجميع أفراد الشعب الفلسطيني وبغض النظر عن المواقف من سياسته، وأي حل لا يمكن أن يتم بدونه كعنوان وكرئيس، ولكن كما يبدو فإن البعض " لا يقرأ إلا وعيه الناقص..للزهرة والخنجر والأيام" كما يقول الشاعر العراقي الكبير "مظفر النواب _________________ تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/ | |
|
خرج ولم يعد المشرف المميز
عدد الرسائل : 3340 العمل/الترفيه : مدرس تربية فنية - الهوايات الفن التشكيلي والتصميم الجرافيكي - قراءة القصص والروايات - وسماع الاغاني المزاج : عالي والحمد لله - بس عيشة غزة عكرته نقاط : 7781 الشهرة : 0 تاريخ التسجيل : 24/09/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: رد: الوعـي الناقـص... بقلم: فراس ياغي الإثنين 24 نوفمبر - 6:02 | |
| الف شكر الك اخي ابو اسلام لاهتماماتك وموضوعاتك التواصلة وردود الحلوة ويعطيك الف عافية | |
|
Nousa العضو المميز
عدد الرسائل : 2022 العمل/الترفيه : Student at university / قراءة القصص والشعر والرسم والأشغال اليدوية..... المزاج : always diffirent نقاط : 7949 الشهرة : 9 تاريخ التسجيل : 06/11/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: رد: الوعـي الناقـص... بقلم: فراس ياغي الجمعة 17 يوليو - 16:03 | |
| مشكووووورين ..... على العرض الرائع والمميز *****************
تقبلوا تحياتي | |
|