صرخاتهم تتناقلها نظرات عيونهم رفض من
قبل الجميع وحتى من يتقبلهم يخجل من أن يواجه الناس ويقول أعرف هذا الشخص
ابن العميل فلان الفلانى.
بالجامعة ينطوون على ذواتهم . بالأسواق يرغبون بلبس طاقية الإخفاء ليتخفون
من نظرات عيون الناس المحقرة لهم,لا يجدون فرصة للعمل في أي مؤسسة والسبب
الحرص من قبل المسئول على سمعة مؤسسته.
المجتمع لا ينصفهم ويتهمهم بذنب لم يرتكبوه بل كل ذنبهم أنهم انتسبوا
لآبائهم، ورغم إعلان تبرئتهم من أفعال آباءهم والتخلي عنهم الا أن المجتمع
ما زال يعلن براءته منهم وما زالوا يدفعون الثمن وحملوا اسما لا ذنب لهم
فيه فأصبحوا هكذا أبناء العملاء.
الثمن كان استقالتي هكذا بدأ حديثه المواطن أشرف من دير البلح قال كنت
حديث العمل في مؤسسة خاصة ولم أكن أعرف شيئا عن والدي فكان يبدو بالبيت
ملتزما ولا تظهر عليه أية علامات تدل أنه سيئ السير والسمعة.
ومع مرور الوقت والأيام وكان بشهر رمضان وكنا وقت الفجر تفاجأنا بمداهمة
البيت من قبل ملثمين وينتمون لإحدى الكتائب المقاومة وأخذ والدي من بيننا
وأجريت التحقيقات وتبين أن والدي عميلا للجيش الاسرائيلى منذ سنوات وتم
قتله وقامت العائلة بالتبرئة منه وبعد مرور عدة أشهر بعد مكوثي ببيتي خجلا
من مواجهة الناس خرجت للعمل ولكن كانت الصدمة قوية حيث كل من كان زميلي
أصبح ينفر ويبتعد عنى ولم أستطع التحمل فقدمت استقالتي رغم اننى لم اخطأ
بحياتي وذنبي فقط اننى انتسب لوالدي.
أما المواطنة ((س_ع) من خانيونس قالت"لمراسلة قدس نت كنت افخر دوما اننى
انتمى لعائلتي وان أخي كان مناضلا ويدافع عن وطنه وامشي وأنا رافعة رأسي
من التباهي به".
وتمت خطبتي من شاب جاء على حسن سمعة أهلي وعشت باستقرار إلى أن جاء الخبر
لبيتنا انه تم خطف أخي وتمت التحريات وأبلغنا انه تحت التحقيق بخصوص
العمالة.واكتشف التنظيم الخاطف له انه عميلا خطيرا وكان متخفيا بالعمل
النضالي وأنه سبب بإيقاع واستشهاد العديد من المقاومين.
وتم قتله أمام الجميع وعلى الفور قام والدي بإعلان التبرئة منه على صفحات
الجرائد وكافة الوسائل لكن ما فاجئني هو تقدم أهل خطيبى بفك الخطبة وعندما
سألت خطيبي قال لا ذنب لي فوالدي يرفض النسب، وأنا لا أستطيع الوقوف بوجهه
لان المسألة حساسة وأعرف انه ليس لكي ذنب بذلك لكن المجتمع لا يرحموللان
أنا على ما كنت عليه واكتئبت ولم اعمل بأي شيء بسبب نظرة الناس مع أنني لم
اقترف اى ذنب " .
النتيجة هروب ابنى....
هكذا قالت أم احمد من "النتيجة كانت هروب ابنى بعد اكتشاف أمر زوجي انه
عميلا للجيش الاسرائيلى منذ سنوات وكان ابنى يدرس بالجامعة وقتها لكن هذا
الأمر جعل أصدقائه والناس كلهم ينبذونه مما جعله يجلس بالبيت لكنه لم يطيق
ذلك فترك الدراسة وترك البيت ولم أعرف عنوانه".
وأضافت" ومرضت بعد هذا لاننى تخوفت أن يسير بنفس طريق والده مع انه كان لا يفوت أي فريضة لكن الناس ظلموه حسبي الله ونعم الوكيل".
هذه كانت أقوال أبناء العملاء ولتتضح الصورة كان لا بد أن نقف على رأى الآخرين من الذين حاكموهم لذنب لم يقترفوه
نجوى طالبة من جامعة الأقصى عند سؤالها هل تتقبلي أن تكون صديقتك ابنة
عميل قالت صحيح أنهم لا علاقة بما اقترفه آبائهم لكن أنا شخصيا لا أتجرأ
على ذلك خوفا من نظرة الناس فلا بد من إصلاح نظرة المجتمع حتى أتقبل ذلك
وان تقبلت أنا فالناس ترفض مع أنى اعترف أنهم لا ذنب لهم في ذلك .
وعارضتها دعاء الباز من جامعة الأقصى طالبة إعلام مستوى ثالث قائلة
بالنسبة لي لو اكتشفت أن والد صديقتي عميلا لن أغير نظرتي لها ولكن هذا
على حسب تقبلها أو رفضها للموضوع فإذا تخلت عن والدها سأقف بجانبها
وأساعدها أما إذا أيدت والدها فالطبيعي أن اتركها لحال سبيلها.
"لا أقبل أن يكون جد اولادى عميل هكذا قالت سماهر من مخيم البريج عند
سؤالها هل تقبلي أن تتزوجى شخصا والده عميل وأضافت أن هذا سيؤثر على نظرة
الناس اولادى فانا ارفض بشدة مع اعترافي أنهم لا ذنب لهم لكن المجتمع لا
يرحم".
لن أشارك بانحدارهم.....
هكذا قال أحد المناضلين بإحدى الكتائب المقاومة" "أنه مستعد أن يتعامل مع
أبناء العملاء ويتزوج منهم ويزوجهم لأنهم لم يقترفوا اى ذنب ولا أؤيد من
يرفض التعامل معهم لأنه يساعدهم بالانحدار لنفس طريق آبائهم فيوجد من قتل
والده بسبب العمالة وبنفس الوقت استشهد الابن وهو يدافع عن الوطن أقصد من
كلامي أن لا احد يحمل ذنب غيره فلا داعي لان نظلمهم ونزج بهم بنفس
الطريق.وقول الله تعالى "وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا
كُنَّا مُعَذِّبِينَ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً".
وللوقوف والتعرف على الآثار التى تقع على أبناء العملاء نتيجة نبذ المجتمع
لهم لكان لنا لقاء مع الأخصائية الاجتماعية سهيلة سرحان والتي قالت "إن
ظاهرة العملاء موجودة منذ بدء مجتمعاتنا من خلال الانقسام إلي طبقات
متصارعة ومنذ الاستعمار في غزو الشعوب حيث أن كل مستعمر يسعي لتجنيد
العملاء له للمساهمة في محاربة خصمه و من خلال الشعوب المناضلة أو عن طريق
الاستغلال الاقتصادي فهده الظاهرة كونها ظاهرة مشينة و منبوذة وخيانة تسيء
إلي شعبنا وأبنائه وتوقع بهم في شباك العدو لذلك يكون الأمر خطير ومؤلم
لأسرته ولعائلته ولكافة المقربين للعميل وللأسف هناك من سيكونون في عمق
المأساة ( الأبناء ) ونتاجا لما بتضرره المجتمع من العملاء يصبون غضبهم
وكراهيتهم الشديد ضد العملاء وعائلاتهم ومما يتعلق بهم لأنهم في الأول
والأخير خونا باعو أنفسهم للعدو".
وأضافت "أن هذا يترتب عليه أثار نفسية واجتماعية لأبنائهم ،فأصبحت
علاقاتهم محصورة ومنغلقة علي أنفسهم خجلا من السمعة السيئة ونظرات العار
تلاحقهم فينعكس علي نفسيتهم وتتحطم معنوياتهم ويشعرون بالتوتر والغضب
والخوف والخجل ويكرهون العالم ويكرهون أسرهم ".
فمثلا الإناث يرفض المجتمع الزواج منها لأنهم يعتقدون أن العرق دساس
فالمجتمع ينظر نظرة قاسية لهم السبب ( لأنهم أبناء عملاء ) وحتى لو كانت
الفتاة متزوجة سوف تضل مكسورة الخاطر وستتعرض للمعايرة والشتم وهذا يؤدي
إلي ضعف شخصيتها وإدلالها وعدم قدرتها لدفاع عن نفسها وكذلك علي وضعها
الاجتماعي ونتاجا لدلك نجد أن من أبناء العملاء قد يسلكون حد المسلكين
الاجتماعيين منه السلوك الإنحرافي لعدم قدرته علي مواجهة هدا الواقع الذي
ظلمه فيها آباءه وظلمه المجتمع وسلوك آخر ايجابي للذين يدركون خطورة ما
ارتكبوه آباءهم فيعملون علي تغيير الصورة السيئة واستبدالها بصورة حسنة
وذلك من خلال انخراطهم في العمل الوطني وتقديم ارواحم فداء للوطن ومحو
العار عنهم وآخرين ينجزون في تطورهم العلمي وتحسين أوضاعهم الاجتماعية.
وقالت سرحان " لذلك نوصي بضرورة الكف عن النظرة السلبية لهم ومعاملتهم
بشكل مزري و رفع الوعي لدي المجتمع ولأبناء العملاء خوفا إلي الانجراف إلي
المزيد و توفير لهم ملاذا آمنا لنقيهم من العار والانجراف و الكف عن حفر
القبور لهم ودفنهم بصمت الذي لا نملك لهم سوا عبارات الأسي ونضرات الشفقة".
ويبقى السؤال على لسان كل من أخذ حكم المجتمع بإطلاق مسمى ابن العميل إلى متى سنحاكم ونقتل باليوم ألف مرة لذنب لم نقترفه ؟.؟؟؟؟؟
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/