الإعلام الفلسطيني مابين الواقع
والاضطهاد
بقلم : إكرام الزرو التميمي
تعتمد الشعوب والحكومات أو أي سلطة حاكمة بشتى أصقاع الأرض
إلى من يعكس الواقع الذي يشعر به الأغلبية الصامتة منهم قبل الأكثرية والشعوب قبل
متخذي القرار من ساسة أو صناع قرار , بمرآة تعكس مختلف أوجه وصور حياتهم وبكل
أشكالها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعقائدية بمصداقية وشفافية ونزاهة,
ودون حاجة إلى تزييف أو تجميل أو تغيير بالحقائق الملموسة والواقعة ببيئته ومحيطه
الذي يعيش فيه .
وقد يرمز الإعلام وبمختلف أنواعه المكتوبة والمرئية
والمسموعة إلى إستراتيجية مرنة وبنفس الوقت عالية الجودة بمستوى الفكر والكلمة
والسلاسة في تسليط الضوء وإثارة الرأي العام بصورة منظمة وغير عشوائية أو تبعية أو
انحياز لسلطة أو لفرد لدى أي دولة بمفهوم كيان الدولة المستقلة ومن
ضمنها الإعلام ,بل من المهم والواجب أن يكون الإعلام ملتزماً بميثاق شرف يتعهد
القيم الأخلاقية ولا يخرج من سياقه إلى الانحطاط أو الذم والتشهير بأحد. وأن يكون
هناك دوما وازع الضمير الحي والمتقد لدى الإعلام بمن قائم عليه, ليكون صورة مضيئة
تنير السبل وتنهض بفكر ووعي نير بتوسيع الآفاق وتغيير كل السلبيات إلى
إيجابيات.
ولكننا بواقعنا الفلسطيني القائم وبما أننا لم نصل بعد إلى
كامل الاستقلال كمفهوم الدولة الكاملة السيادة على الأرض وبكل مكونات الدولة
المستقلة إذن هناك من الواجب علينا الالتزام بنهج و بإستراتيجية خاصة بنا كشعب
فلسطيني
ولكي نشعر بالرضا الكامل عن مستوى إعلامنا الفلسطيني
المتأرجح مابين الواقع والاضطهاد الذي نعيش فيه كشعب ما زال يرزح تحت
قبضة الاحتلال وسطوة إعلامه الزائف الذي يحاول طمس معالم هويتنا الفلسطينية من خلال
تشويه وتدمير وحياكة كل الدسائس المحرضة لشعبنا وإعلامنا لتثنيه عن التصدي للعدوان
الإسرائيلي البشع , بنقد بعضنا البعض وبتأجيج كافة أشكال العنف بإعلامه المحلي
والعالمي مدعيا بنقله واقع الفلسطينيين والعرب والمسلمين كشعب إرهابي ! متعمداً عدم
قول الحقيقة بأنه هو الإرهاب
بعينه.
ويتأرجح الإعلام ما بين مد وجزر أحيانا حسب الأهواء والبعض
الآخر حسب النفوذ والسلطة ,وقد يكون هناك وعي فكري وثقافي لدى الكاتب الذي يحاول
وبكل ما أوتي من سبيل لإثارة الرأي العام بمقالته أو كلماته ليستحوذ إعجاب القراء
وقد يستفزهم بما يكتب محرضاً أو مرغما ًأو قد يكون غافلاً عن ردود البعض وما مدى
تقبل الآخرين وفهمهم لما يكون لديه من مدلولات ووقائع يوثق بها حدث ما أو قضية ذات
أهمية فيثير بها جدلا ً قد يكون عقيما ًأو غير مجدي وقد يكون كالمثل القائل "
قد أسمعت إذ ناديت حياً " ! فلا حياة لمن تنادي
.
تبقى هناك أمورا خافية مستترة لا يعرفها الكثير منا وقد
يكون عدم الإعلان والإفصاح عنها إعلامياً أجدى من كشفها لان هناك العديد من الأمور
وخاصة تلك التي تخص المفاوضات السرية والعلنية منها قد لا نستطيع الإطلاع على ما
تتضمنه تلك المفاوضات من إستراتيجيات معلنه بل تكون هي أجندة مخفية ومن الذكاء عدم
الإفصاح عن كل بنودها كيلا يستخدمها العدو أو المفاوض الخصم في أي صراع ضد الآخر
ولا ننسى حديث الرسول عليه السلام "واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان " وأيضاً
الحرب خدعة .إذن هناك أمور من الواجب والحرص على التكتم عليها دون الجمع تبقى من
ألأمور المؤجلة البوح عنها إلا ما بعد تحقيق الهدف وبأقل الخسائر ,ولا يعتبر هذا
شيء من السلبيات في أي مجتمع أو سلطة مهتمة ببلوغ أهدافها وتحقيق مصالحها ومن ثم
يتحين فرصة الإعلام عنها في حينه .
صور وأشكال متعددة للإعلام وبما أنها هي السلطة الرابعة(
الصحافة ) بمفهوم السلطات التي تؤثر وتتأثر بالشعوب وبمختلف مكوناتهم ,إذن فلن
نختلف بأنها هي النبض والحراك بمحتواه ولن يختلف العقلاء والحكماء بضرورة أن تكون
الكلمة الفصل بأي إعلام متسمة بجمال وكمال النص بمحتواه الأخلاقي ,كالفرق بين صانع
الخير وصانع الشر وزارع الشوك وزارع الحنطة وهي مغنم لكل زارع حسب ما
زرع يحصد , وكيف ما صنع يجد .
وكي نصل إلى مستوى عال من النزاهة والشفافية وجودة المعلومة
المتلقاة من الشعوب , والمتصلة ما بين الشعوب والسلطات من الضروري فصل الإعلام عن
السلطات وتحييده عن أي خلافات حزبية أو فئوية أو سياسية ليكون مجدياً ونافعاً في
الرقي والازدهار ويحقق العدالة والحرية التي نصبوا جميعا إليها كشعب
فلسطيني يتوق إلى إقامة دولته المستقلة ودون تبعية لأحد وبإعلام فلسطيني حر ومحققاً
المساواة والفخر للجميع .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/