اعتبر الحاج أبو عماد أحد مزاولي صناعة
الفخار أن ليس كل حديث هو الأفضل بل يوجد من تراثنا ما يجب أن يغطى على
مساوئ الحديث, فكان لا بد أن نشير في هذا التقرير إلى الأواني الفخارية
التي عادت لتحتل المكانة الأولى لدى المواطن الفلسطيني واعتماده عليها
بطهي الطعام في كافة المناسبات خاصة بعد الحصار الإسرائيلي المغدق وما
ترتب عليه من نقص في غاز الطهي.
وللاطلاع أكثر على التفاصيل كان لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء نسرين موسى وقفة بين الناس والمزاولين لهذه الحرفة لتتضح الصورة ولنتعرف على هذه المهنة التراثية التي عادت من جديد
طعم ومذاق خاص..
الحاجة عائشة قالت لمراسلتنا أنها تمارس وعائلتها تجارة الفخار منذ 5
سنوات, وعن كيفية طهي الطعام عليها قالت "للطعام الذي يطهى في أواني
الفخار والماء الذي يوضع في الأواني الفخارية طعم خاص لا يماثل أي آنية
غيرها إضافة لكونه صحيا أكثر", لكن أواني الفخار، لا سيما تلك التي تستخدم
للطهي، لا يمكن استخدامها سوى على أفران الحطب والكهرباء، فهي لا تقوى على
مقاومة أفران الغاز.
وعن طريقة صناعتها قالت" يشكل الطين وفق ما يرغب به الشخص بعد الضرب عليه
ويتركه يجف لفترة من الزمن، ثم تأتي مرحلة العمل اليدوي الدقيق, وواصلت
حديثها قائلة" نستخدم الآلة البسيطة التي تدار بالأرجل لتشكيل الطين
وتصميم الأشكال المطلوبة وبعد ذلك يتم تجفيف القطع الفخارية بالكامل
وبعضها يدخل إلى الفرن ليحرق على درجة حرارة تفوق الألف درجة، ليصبح
فخاراً كالذي نراه اليوم", وبالتالي يكون جاهزاً ليباع في الأسواق ويوزع
على قرى المنطقة.
العودة للتراث لأنه الأساس..
هذا ما قاله النائب عن كتلة فتح البرلمانية أشرف جمعة باعتباره مواطنا من
المواطنين ويحن للتراث, مضيفاً " أن الأكل بالأواني الفخارية يشعرنا
بالسعادة وله نكهة ومذاق خاص وذو مزاج رائق ونكهة مميزة, وواصل حديثه
قائلا" خاصة إن الإحساس بالطعام تم فقده والشعور بالقديم كذلك أصبحنا نحن
نشتاق إليه ونتمنى أن يعود خاصة في ظل هذه الظروف من الحصار الخانق الذي
أفقدنا الكثير من الأطعمة مثل اللحوم والأسماك, وأضاف جمعة.. " بالنسبة لي
أحب كل شيء تقليدي من المأكل وملبس "
بتمنى تعود أيام ستى..
وواصل النائب جمعة حديثه قائلا " بتمنى تعود أيام زمان أيام الدقة والزعتر على الإفطار وطبخ ستى على أواني الفخار ".
وأضاف" مما يزعجني هو عدم إقبال الناس بكثرة على الطبخ بهذه الأواني
الفخارية لأن الناس تبتعد عن كل قديم وبمجرد أن يأتيها ضيفا تهرول للمطاعم
لتحضر له الوجبات السريعة, بتمنى يعود كل شيء قديم لأنه تجسيد لتراثنا ولا
نريد أن ينقرض, وقال من "فات قديمه تاه", ويجب العودة للقديم وإحياءه".
ومن جانبه قال المواطن أبو حمزة من خانيونس أنه يحب الأكل على أواني
الفخار لان مذاق الطعام الذي يطهى على أواني الفخار فريد, ليقاطعه أبو
أحمد حديثه قائلا" بالنسبة لي، وجدت نفسي لدوافع اقتصادية، غارق في
"دباديب" الفخار، لأنه ارخص ثمنا.
ومن حي الأمل قالت فاتن الحسن" بالنسبة لي أشترى أواني الفخار لمجرد
الذكرى, فيما قالت المدرسة سماح "الكثير من الناس يستخدمون أواني الفخار
للطبخ في الهواء الطلق عند نهاية الأسبوع فذلك يرسم لوحة متناسقة مع
الطبيعة المحيطة".
ويؤكد الكثيرون أن الطهي على أواني الفخار يأخذ وقتا أطول مقارنة بأواني الألمنيوم أو النحاس، لكنه صحي أكثر.
منذ نعومة أظافري..
الحاج أبو عماد "65 عاما" قال إنه بدأ تعلم حرفة صناعة الفخار منذ نعومة
أظافره وتحديدا منذ كان عمره 7 سنوات، وأنه تعلم الحرفة من جده الذي كان
بدوره حرفيا مشهورا وقال " كنت مولعا بهذه المهنة منذ الصغر بينما كان
أصحابي يحبون اللعب، وكنت ملاصقا لجدي رحمه الله أراقب تفاصيل عمله وحفظت
المهنة بتفاصيلها".
وقال" مع الأسف لقد أوشكت هذه المهنة على الانقراض بسبب انصراف الأجيال الجديدة عنها !!!
الفخارة طبخة لذيذة..
هذا ما أضافته أم عماد وقالت "تتكون طبخة من الخضروات واللحم والتوابل
وتسوى على الحطب المشتعل,وتقدم عادة في الولائم والمناسبات, مشيرة إلى أن
طبخة الفخار هي أكلة فلسطينية وكثير محبوبة لدى الناس في مناسباتهم."
أتمتع وأنا أشم رائحة الدخان المتبخر من الفخار هذا ما قاله الموطن عيسى,
وأضاف "تشعر بسعادة عندما تكسر الفخارة وتخرج الرز واللحم منها وتشعر
بنكهة غير التي تشعر بها بالأواني الثانية, ومن هنا يجب أن نقول يا ستى يا
ختيارة بدنا طبخة بالفخارة.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/