هل يتنصر العرب على الانقسام ؟
حسن
عصفور / منذ أن بدأت عجلة اللقاءات الفلسطينية الفلسطينية في شهر مارس ( آذار)
تتحرك في القاهرة ، سواء كانت عامة بحضور الكل الوطني او ثنائية فتح وحماس ، كان
الحديث المرتبط بهذه اللقاءات أن ' الحل سيكون عندما يكون هناك توافق عربي جاد
وحقيقي ' نظرا لتشابك القضية الفلسطينية بمصالح اقليمية معقدة ، وزادت درجة التداخل
في الشأن الفلسطيني بقوة وبتاثير مضاعف منذ الانقلاب في قطاع غزة والذي أنتج
انقساما ألحق ضررا شاملا بالقضية الفلسطينية ، استغله العدو الاسرائيلي بقوة كما
استغلته بعض الأطراف لتزيد من تدخلها في الوضع الداخلي الفلسطيني ، لذلك ما كان
بالامكان أن تنجح مصر في جهودها للوصول الى حل توافقي فلسطيني وحدها ودون توافق
عربي عربي للوصول الى توافق فلسطيني فلسطيني .
ويشكل
هذا التوافق العربي ضرورة سياسية لا بد منها ، اذا ما اريد فعلا وضع نهاية للكارثة
التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ عامين بلا سبب حقيقي وجوهري ، سوى جشع السلطة
وامتيازاتها والبحث عن تكريس نموذج الحكم الأبدي كما اعلن بعض من فازوا في انتخابات
2006 تحت ' ستار ديني' ، اعتقادا منهم بحقهم ' الرباني بها' وهي تصريحات لا تزال
مسجلة صوتا وصورة لهؤلاء ، في حين اعتبر البعض الآخر أن السلطة كأنها طابو يتم
توارثه دون حساب على سلوك أو عمل خاطئ أو حتى اساءة لذات التنظيم ، وكأن الناس ليس
سوى حصالة أصوات عليها الاستجابة لرغباتهم سواء كانوا يستحقون أو لا يستحقون ،
ومنهم من مثل علامة سوداء في السنوات الأخيرة ولا زالوا .
ويبدو
أن التغيير الذي حدث عالميا منذ انتخاب الرئيس الأمريكي اوباما قد حرك المياه
العربية العربية للعمل من أجل الوصول الى حل فلسطيني فلسطيني ، بدأت بعض سماته
السياسية تتبلور في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من مستوى ، رغم ما يحدث من توتر متصاعد
داخل الساحة الفلسطينية من ملاحقات متبادلة وسقوط قتلى هنا وهناك ، ما يجعل المواطن
يشعر أن الأمل بالحل السياسي لم يعد له مكان في الزمن المنظور ، ورغم هذه المظاهر
السوداء فان الحركة العربية بثقلها سيكون لها فعل حاسم لوضع النهاية التي طالت ،
وهو ما يجيب على التساؤل المرتبط باصرار مصر غير المسبوق على تلك النهاية في يوم 7
يوليو ( تموز ) القادم .
ولعل
القمة الثلاثية بين قادة مصر وليبيا والجزائر في القاهرة مساء الاربعاء ، حيث جاءت
دون ترتيبات معلنة ، بل هي الاولى بين هذه الأطراف الثلاثة من زمن طويل وتأتي في
لحظة تختمر بها تحركات ' توافق عربي ' نحو أنهاء ملف التوترات التي كانت مسيطرة على
المشهد العام منذ حرب اسرائيل على غزة ومأ نتج عنها ، و' القمة الثلاثية ' ربما
تكون قاطرة لتنظيف مسار العلاقة المصرية – السورية والتي بها كثير من الشوائب يكشل
بقائها عقبة حقيقية لعودة الروح الى الحالة العربية وكذلك لمساهمة في تصحيح مسار
الوصع الفلسطيني ، خاصة ,ان الموقف السوري في الآونة الأخيرة قد أرسل مجموعة رسائل
ايجابية ، بل لكان له دور محمود في خروج نتائج الانتخابات اللبنانية بما خرجت عليه
جراء توافقه المسبق مع العربية السعودية وبعض الدول الغربية الأخرى ، وايضا ما يصل
من دمشق عن دورها الهام في تحفيز حركة حماس لصياغة موقفها السياسي بتقارب مع
الشرعية العربية والفلسطينية ، كما أن علاقة سوريا بالرئيس عباس تشكل رسالة ايجابية
هامة سيكون لها تاثير مفيد على تحسين مسار العلاقة المصرية السورية ، بوابة
الاتفاق الفلسطيني المنتظر في شهر تموز( يوليو) القادم .
ملاحظة:
الافراج عن بعض المعتقلين فعل ايجابي والأهم وقف ثقافة الحقد والكراهية أولا ..
تلك هي بداية ان كان البحث مصالحة وليس تصالح .
hasfour@amad.ps
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/