غلاء المعيشة غير عادات قديمة الزواج بالتقسيط بين الرفض والقبول في مجتمع تطحنه الأزمات ويغتاله الفقر
تزامن إطلاق المنظمات الدولية ومؤسسات الاحصاء المحلية في فلسطين تحذيرات حول الوضع الانساني والمعيشي في قطاع غزة , مع حالة الجدل في مجتمع تحكمه العادات والتقاليد ويعد محافظا في أسلوب حياته ومعيشته حول ظاهرة جديدة وهي 'تقسيط الزواج'.
الظاهرة التي بدأت تنتشر في قطاع غزة أدخلت العائلات والفتيات المقبلات على الزواج في حالة من الصراع بين عادات مجتمعية أصيلة وحاجة إلى الاستقرار وتكوين أسرة في منطقة ساحلية يعيشها أكثر من مليون ونصف نسمة.
بعض الفتيات رأين في هذا الزواج إهانة –حسب تعبيرهن- بالرغم من ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة, مما جعل الظاهرة محل نقاش الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي والشارع الغزي.
فتقول احدهن على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك معلقة على إضافة احد الشبان الذي كتب خلالها ' يا إخوان اللي ناوي يتزوج أو يجدد ياخد بنت غزاوية ( المهر بالتقسيط المريح), انه أمر مستفز جدا لما له من إهانة للفتيات في قطاع غزة مشيرة إلى أن الأهل في حقيقة الأمر يرفضون تلك الأفكار لأنها تؤثر عليهم خلال التحضير أو ما يمسى التجهيز.
أخرى رأت في تلك التعليق استفزاز وإهانة حقيقة لكل الفتيات في قطاع غزة مستغربة في الواقع ما يجري قائلة ' نعرف أن المهور باتت مرتفعة وأن الكثير من الشبان لا يعملون وأصبحوا على بند البطالة ينتظرون رحمة خالقهم ولكن للفتاة حقها في الحياة وكرامتها وهذا ما يجعلنا نرفض تلك الفكرة '.
هناء النونو قالت مستغربة ما يروج له ' المهور تصل في بعض الأحيان إلى 4000 دينار أردني وهذا أيضا ينهك كاهل الشاب المقبل على الزواج ولكن في حقيقة الأمر كل الأشياء ارتفعت وخاصة الذهب فعندما تنوي العروس تجهيز نفسها فإنها تدفع ما يقرب 3500 دينار من المبلغ للذهب كما هو متعارف عليه في العادات والتقاليد وباقي المبلغ على الملابس '.
وتضيف ' في اغلب الأحيان تقوم عائلة العروس بمساندة أبنتهم وشراء حاجياتها على نفقتهم لمساعدة زوجها '.
وتوضح النونو أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في حديثه ' اقلهن مهورا اكثرهن بركة', وهذا ما نرجو إليه للتخفيف من عبئ الحياة الزوجية على العرسان المقبلون على الزواج والمساعدة.
وتنتشر في قطاع غزة جمعيات خاصة تساعد الشبان في الزواج إذ تقدم لهم ما تيسر من اموال ومساعدة في تجهيز منازلهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة, ووفقا للمدير مؤسسة أكورد لتسيير الزواج، لؤي احمد أكد أن المؤسسة تعمل في القضايا التي تمس عدم قدرة الشاب الغزي على توفير وتلبية متطلبات الزواج حيث تستهدف جميع الفئات العمرية من خلال توفير جميع مستلزمات الفرح بحدود مبلغ 3000 دينار النصف الأول تتبرع به المؤسسة له والنصف الأخر يقوم بتسديده وبالتقسيط نظرا للظروف الاقتصادية التي يعيشها قطاع غزة.
هذا وتختلف وجهات النظر بالنسبة للفتيات في قطاع غزة بشان تقسيط المهور الظاهرة التي فرضت نفسها على الشارع الغزي في ظل الظروف المأساوية فتقول مروى الخضري الفتاة الجامعية إنها توافق على تلك الظاهرة لمساعدة الزوج وخاصة وأن الاوضاع لا تسمح للكثير من الشبان بالزواج نتيجة أوضاعهم.
وتضيف الخضري لـ' فلسطين برس' قائلة ' ما يجري في قطاع غزة ليس إهانة بالنسبة للفتيات وإنما مساعدة من قبلهن للشبان في ظل العزوف الكبير من قبل الشبان عن الزواج نتيجة الظروف المادية والبطالة '.
وتشير الخضري إلى أن شروط أهل العروس اليوم باتت واضحة أن يكون العريس مقتدر ولديه شقه للزواج وموظف وهذا الشرط لا يتوفر في الكثير من الأحيان مما يجعل الشبان للعزوف عن الزواج لحين تحسين أوضاعهم المالية واقتناء الأساسيات في منازلهم.
وتظهر إحصاءات أن نسبة الشباب في الأراضي الفلسطينية هم في سن (15-29) سنة، بلغت حوالي 30% من إجمالي السكان، إذ أن ثلاثة أفراد من كل عشرة في المجتمع الفلسطيني هم من الشباب.
وتشير تقارير إلى أن ثلث الشباب في الأرض الفلسطينية يعانون من البطالة خلال الربع الأول من العام الماضي, فيما تظهر الإحصاءات ان التفاوت لا يزال كبيراً في معدل البطالة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغ المعدل 28.4% في قطاع غزة مقابل 17.1% في الضفة الغربية، أما على مستوى الجنس فقد بلغ المعدل 18.8% للذكور مقابل 29.5% للإناث في الأرض الفلسطينية.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/