"عبد الحكيم حسونة" .. العامل الذي صار ملكاً لطرقات غزة

"عبد الحكيم حسونة" .. العامل الذي صار ملكاً لطرقات غزة
غزة – الحياة الجديدة – حوار حسن دوحان
بدأ حياته مكافحاً باحثاً عن إثبات الذات ومساعدة والده في تربية إخوته، فأوصل الليل بالنهار ليحقق حلمه في أن يصبح احد رجال الأعمال العصاميين في قطاع غزة، ولينشأ عدة شركات للنقل وينتقل بعمله إلى مصر..
هذا رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة شركة دلتا للتجارة والاستيراد والتصدير "عبد الحكيم حسونة" الذي بدأ حياته في أسرة فقيرة، ولكن بجهد ومثابرة يتمكن من إنشاء شركته للنقل، ويحقق بإمكانيات ذاتية مكاسب كثيرة رغم تعرضه لخسائر فادحة نتيجة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة..
النشأة والأسرة:
نشأ رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة شركة دلتا للتجارة والاستيراد والتصدير "عبد الحكيم حسونة" في أسرة فقيرة في حي التفاح شمال مدينة غزة مكونة من الأب الذي كان يعمل موظفاً حكومياً وأمه "ربة بيت" وثلاثة أخوة وستة أخوات، وقد كان الابن الأوسط وسط أشقائه..
وبعد وفاة والده تولى شؤون أخواته وإخوانه ووالدته، ويقول "إن سر نجاحي يكمن في دعاء ورضى والدتي بعد رضى الله عز وجل".
وفي سن الخامسة عشر عمل "حسونة" في شركة كهرباء إسرائيلية بعد أن ترك دراسته بعد أن أتم المرحلة الإعدادية، واستمر عمله في تلك الشركة لمدة 5 سنوات كأمين مخازن، تعلم خلالها اللغة العبرية بطلاقة تحدث وقراءة وكتابة، والى جانب عمله بالشركة كان يعمل عملاً إضافياً بعد العصر في شركة نقل شاحنات، كما وكان يجد الوقت للتدرب ليلاً في نادي للكراتيه في تل أبيب، وبعد ذلك يذهب للعمل في مطعم في مدينة يافا، ولم يكن يبقى له سوى 4 ساعات للنوم ، وكانت تلك هي المرحلة الأولى من حياته والتي اعتمد فيها على نفسه للإعداد للزواج ولوازمه من أثاث ومهر بشكل عصامي كامل دون مساعدة أحد.
عمله وعلاقته بأسرته
وبدأ "حسونة" معترك الحياة عاملاً بسيطاً، ولم يكن لشركته أي علاقة بعائلته، فقد اعتمد على نفسه وأسس حياته وشركاته بشكل عصامي منذ كنت في سن الثالثة عشر، فقد عمل في عدة شركات ومصانع داخل الخط الأخضر خلال العطل المدرسية الصيفية كي يساعد والده في تربية إخوانه وأخواته، حيث أن وظيفة والده المتواضعة لم تكن تكفي لتلبية جميع طلبات واحتياجات العائلة، مما حدا به أن يعتمد على نفسه.
وفي عام 1979 تزوج، وأنجب ابنه البكر عام 1983م واسماه عصام لإيمانه بالعصامية والاعتماد على النفس.
من عامل في شركة إلى صاحب شركة نقل
كان لعمله في شركة النقل الإسرائيلية الحافز الأول الذي خلق في صدره أملاً بأن يمتلك يوماً من الأيام شركة مثلها، ويقول "حسونة" لقد كان ذلك حلماً صعب المنال ولكن الله حققه لي وأكرمني به، ففي عام 1979 حصلت على رخصة قيادة قاطرة درجة ( 4)، وذلك من إحدى مدارس تل أبيب وكانت الأولى من نوعها لفلسطيني يعيش في قطاع غزة والضفة الغربية حيث كان الأمر مقصوراً على عرب الداخل، وعمل في شركات إسرائيلية لنقل مواد التموين لوكالة الغوث للاجئين من ميناء أسدود إلى قطاع غزة على قاطرات إسرائيلية.
وفي عام 1982 بدأ يعمل على خط غزة – عمان كسائق لشاحنة يملكها شقيقه الأكبر لنقل الحمضيات من القطاع إلى الأردن وكذلك نقل الاسمنت من الداخل إلى قطاع غزة، وفي عام 1983 اشترى الشاحنة من شقيقه، وأصبحت ملكاً له وأصبح يعمل حراً مما مكنه من بناء بيته الخاص، وبعدها عمل كسائق قاطرة في قطاع غزة في عدة شركات لعدم توفر سائقين قاطرات ( جار ومجرور ).
من الشراكة إلى التملك الكامل
وفي عام 1987م ومع اندلاع الانتفاضة الأولى، انتفاضة الحجارة اشترى "حسونة" أول قاطرة حديث من طراز فولفو شراكة مع آخرين وعملت في نقل الحصمة ومواد البناء، وبعها بعامان اشترى أول قاطرة يملكها بشكل كامل من نوع " مان " وعمل ليلاً ونهاراً في النقل من والى داخل اسرائيلي وقطاع غزة لمواد البناء والحمضيات، وبعدها بعام اشترى مع شركاء من عائلة شراب قاطرتين أخريتين من خلال العمل والنقل وفي عامي 90و91 تم إنشاء شركة مشتركة باسم بغداد .
شركة دلتا للنقل
ويشير "حسونة" إلى انه توالى امتلاكه وشرائه للقاطرات، وفي عام 1993 تعاقد مع شركة تخليص في ميناء أسدود حتى اليوم، وفي عام 1994 بعد قدوم السلطة أصبح مسئولاً عن قوافل القاطرات التي تخرج من قطاع غزة إلى ميناء أسدود لغاية عام 1996م حيث حصل على تصريح خاص " إسرائيلي" للعمل بالشاحنة داخل الخط الأخضر دون قيود أو مصاحبة قافلة.
وفي عام 1999م أنشأ شركة دلتا العالمية للنقل كشركة لعائلته الخاصة وكانت تمتلك حينئذ 5 قاطرات كملك خالص للشركة، وقامت بالنقل من داخل الخط الأخضر إلى قطاع غزة والضفة الغربية .
ومع اندلاع الانتفاضة الثانية تعرض قطاع النقل لخسائر كبيرة بسبب إغلاق المعابر ومنع دخول القاطرات إلى إسرائيل، ولكنه يتمكن من تجاوز الصعاب ويتعاقد عام 2003 مع شركة يابانية لنقل المساعدات والحبوب إلى قطاع غزة، كما قام بعدة سفريات إلى ألمانيا وفرنسا وبلجيكا من أجل ترتيب نقل المساعدات إلى غزة ومصر.
وفي عام 2004م تعاقد مع برنامج الغذاء العالمي وأصبحت عدد قاطرات شركته 6 قاطرات حيث تمكن من إدخال 50 حاوية بشكل يومي محملة بالمواد الغذائية لمناطق السلطة الفلسطينية في غزة والضفة، كما وقام بإدخال المواد الخام لمشاريع البنى التحتية من المياه والصحة والكهرباء وغيرها من مواد البناء كما تمكنت الشركة من شحن جميع المواد الأساسية الخام لمدينة الشيخ زايد شمال القطاع وكذلك أجهزة ومعدات وصوامع وحبوب المطاحن الفلسطينية، كما نقلت الشركة المعرض الأردني الاقتصادي من عمان إلى غزة ونقل أيضا توربينات محطة توليد الكهرباء بغزة من مصر بدلاً من تلك التي قصفها الاحتلال عبر معبر رفح البري في مهمة كانت شبه مستحيلة.
التوسع في العمل
وتمكن "حسونة" من توسيع نطاق عمل شركة الدلتا الخاصة به إلى جمهورية مصر العربية، وأنشأ فرع للشركة في القاهرة وهي مسجلة لدى هيئة الإستثمار في القاهرة، وساعدت هذه الشركة بإدخال المساعدات إلى غزة لدى وصولها للموانئ البحرية والبرية المصرية، وقام بإستئجار مخازن معبر رفح لإدخال المساعدات والمعونات بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الجانب المصري.
إعتداءات إسرائيلية
وتعرضت شركة دلتا التي يملكها "حسونة" للخسائر نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية عام 2005 ، فقد دمر القصف الإسرائيلي إحدى القاطرات بسبب وقوفها قرب مدرسة دار الأرقم في حي التفاح بجوار منزله عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية المدرسة.
وفي عام 2006م حينما فازت حركة حماس في الانتخابات قطعت إسرائيل كل الاتصالات مع السلطة الفلسطينية، وتكدست المساعدات المصرية في معبر رفح ولم يسمح بدخولها إلى قطاع غزة ، وبتاريخ 25/4/2006 تحدث مع مدير الاعفاءات الجمركية الإسرائيلية بصفته رجل أعمال وتم تكليفه بتاريخ 5/5/2006م بإدخال المساعدات وعمل الإعفاءات الجمركية باسم شركة دلتا وتم إبلاغ السلطة الفلسطينية برام الله وحكومة غزة بهذا التكليف، ونجحت الشركة بإدخال أول شحنة لوزارة الصحة في شهر يونيو 2006م من المواد الطبية والغذائية مهداة من الجمعية الشرعية المصرية، وتم إدخال خلال عام 2006، 86 قاطرة مساعدات عن طريق الشركة من الهلال الأحمر المصري واتحاد الأطباء العرب والجمعية الشرعية عن طريق معبر رفح وكرم أبو سالم.
وعملت شركة دلتا للنقل على إدخال مساعدات لقطاع غزة في ظروف صعبة خاصة خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة..
ويتوقع "حسونة" الذي يرأس لجنة المعابر في تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة أن المرحلة القادمة تحسن في الوضع الاقتصادي مع رفع الحصار وإتمام المصالحة وفتح المعابر وذلك لأن القطاع مقبل على طفرة صناعية وإنشائية وتجارية ضخمة.
ويقول "حسونة" علاقاتي سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية أو داخل الخط الأخضر أو مصر أو الأردن أو تركيا أو اليابان وألمانيا وفرنسا وبلجيكا لم تأت إلا بجهد السنين وتراكم الخبرات ووصل الليل بالنهار والتعلم من مدرسة الحياة وهذه الشجرة الكبيرة المتواضعة أضعها لأبناء شعبي كي أتمكن من خدمتهم بأكبر قدر ممكن.

جوانب شخصية وإجتماعية:
v هل لك هوايات معينة تمارسها؟
رياضة الكراتيه وقيادة الدراجات النارية وقيادة السيارات.
v ما هي أجمل لحظة في حياتك؟
يوم إدخال مولدات محطة الكهرباء بغزة بعد جلبها من مصر بجهود حثيثة ومشاق صعبة لأن إدخال تلك المولدات يعني إنقاذ غزة من الظلام وإدخال الضوء في كل بيت .
v كيف تمضي وقتك بعيداً عن العمل؟
في حديقة منزلي بين أفراد عائلتي وأصدقائي وأقربائي فأنا أحب جمال الطبيعة الخضراء والأزهار وتغاريد العصافير وشلال المياه وهديرها كي أشكر الله على نعمه الكثيرة .
v ماذا كان حلمك عندما كنت صغيراً؟
كان حلمي دائما أن أقود شاحنة كبيرة وأن أحقق في أبنائي حلم التعليم والحياة السعيدة التي حرمتها في طفولتي .
v ما هو تعريفك للنجاح؟
أن تحقق حلمك وحلم عائلتك وتدخل البسمة على وجوه أبناء شعبك.
v ما هي نصيحتك للجيل الشاب؟
طاعة الوالدين والابتعاد عن الغرور وأن يلتزموا بعاداتنا وتقاليدنا وأن يتسلحوا بالأمل والطموح بعيدا عن اليأس والإحباط .
v ما هي اهتماماتك؟
المصالحة الفلسطينية ووحدة أبناء الشعب الفلسطيني، ومساعدة أبناء شعبي وخاصة الفقراء والمساكين وإصلاح ذات البين.
v هل لك اهتمامات رياضية؟
الكراتيه والمصارعة
v أي الفرق تشجع؟
الأهلي المصري خاصة النجم المحبوب محمد أبو تريكة وبرشلونة ( ميسي )
v ما هي رؤيتك للمرأة؟
المرأة هي المجتمع وليس نصفه ووراء كل رجل عظيم إمرأة.
v كيف تنتقي أصدقائك؟
هذه أصعب مهمة في حياتي لأنني اكتويت من نار الخيانة والغدر والخل الوفي عملة نادرة.
v ما هو شعارك في الحياة؟
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.
v ما هو أول شيء تفعله عندما تصحو من النوم؟
ذكر الله والصلاة والدعاء للوالدين.
v هل لك اهتمامات في القراءة؟
الصحف العربية والعبرية والكتب الدينية.


بطاقة شخصية:
· الاسم رباعي: عبد الحكيم عامر خليل سعيد حسونة
· مكان الميلاد: غزة
· البلد الأصلي: غزة
· تاريخ الميلاد: 16 /11/1960م.
· الحالة الاجتماعية: تزوجت برفيقة دربي الحاجة أم عصام وأنجبت لي 5 أبناء وابنة وحيدة ، أكبرهم هو عصام وسمية وعصام لأنني عشت حياتي عصامياً وهو متزوج ولم يرزق بالذرية بعد وابني الثاني فايز ورزقه الله حكيم ومنى وسماهما نسبة لوالديهما، والابن الثالث سامح متزوج ورزقه الله بالوليد، أما سامي الابن الرابع فيدرس بالجامعة، وهشام أخر العنقود والابن الخامس فيدرس في الصف الأول الثانوي بمدرسة فلسطين، أما ابنتي الوحيدة سماح فتزوجت بصهري فادي أبو حصيرة ورزقهما الله بنت جميلة سموها هند، وجميع أبنائي يعملون معي في الشركة.
· اسم الزوجة ومؤهلها: منى كامل حسونة.. ثانوية عامة.
· تاريخ الزواج: 10/5/1979

فعلا شي رائع
انسان رائع وطموح
وفعلا لايوجد شي اسمه مستحيل طالما احنا على قيد الحياة وطالما قادرين نحلم ونعمل
شكرا صلاح

اه والله ما في شيء مستحيل

لقد اسعدني مرورك وردك