خَواطر في ظَواهر ..!
أحمد عبدالرحمن العرفج
حَدَّثني قَلبي عَن عَقلي قَال: يَا فَتى، لا تَكن كالدَّجاجة تَطير في العَجاجة، لأنَّ ذَاك فِعل يَدنو مِن السَّذاجة ويُشعل السَّماجة..!
وحَدَّثني قَلبي عَن عَقلي قَال: صَحيح إنَّ مِصر أم الدُّنيا، ولأنَّه يُقال في الحِجاز: اقلِب القَارورة عَلى فُمّها تطلع البنت لأمّها، فهَا هُم بَنات تِلك الأُم مِصر (اليَمن ولِيبيا وسوريا) طلعوا لأمّهم «أُم الدُّنيا» يُقلّدونها في التَّغيير، مِن خلال الثَّورات السّلميّة..!
وحَدَّثني قَلبي عَن عَقلي قَال: كَان العِلْم قَليلاً فكثّره الجُهلاء.. لذلك قَالوا: خَيرُ الكَلام مَا قَلَّ ودَلّ، لا مَا كَثُر وأضلّ..!
وحَدَّثني قَلبي عَن عَقلي قَال: حَاولتُ أن أجد في كُتُب التُّراث مَقولة مِثل: ومَا كَان هَذا الإنجَاز ليَتحقَّق لَولا دَعم سعادتكم يَحفظكم الله.. حَاولتُ فلَم أجد..!
وحَاولتُ أن أجد عِند الغَرب خِطاباً يَقول: مَا كَان هَذا ليُنجَز لَولا دَعم أحد المسؤولين في الإدارة الفلانية، فلَم أجد أبداً، حِينها صَرختُ مِن الفَرَح وقُلتُ: الحَمد لله أنَّ لَنا خصوصيّة..!
وحَدَّثني قَلبي عَن عَقلي قَال: إنَّ المَقولات يَجب أن لا تُؤخذ هَكذا مِن غَير فَحص، لأنَّ مَقولة رَسول كِسرى عِندما رَأى «عمر بن الخطاب» -رَضي الله عَنه- نَائماً في الصَّحراء قَال: (عَدَلْت فأمنت فنِمت)، هَكذا فَرضاً، ولَكن «عمر» لَم يُقتل في الصَّحراء، بَل قُتل في المَسجد وهو يُصلِّي أيضاً!! صَحيح إنَّ الشَّر لا حدود لَه، ولا مَكان ولا زَمان..!
وحَدَّثني قَلبي عَن عَقلي قَال: لَم يَذبح العَرب إلَّا العينات الثَّلاث، فهُم يَتردَّدون مِن عَزيمة إلى عُرس، ثُمَّ عَزاء.. وهَكذا مِن عين إلى عين، لذلك قِيل: «لأجل عين تُكرم مَدينة»، بَل دَولة..!
وحَدَّثني قَلبي عَن عَقلي قَال: إنَّ الدّول تَقوم عَلى الاقتصاد، ولَيسَ عَلى اللغة أو الدَّم، ومَن يُشكِّك في ذَلك فليَحرِم النَّاس مِن مَعيشتهم وطَرائق عَملهم ووَظائفهم، وسيَرى مَاذا يَجري لَهم.. مِن هُنا قَدَّم الله -جَلَّ وعَزّ- مَنافع النَّاس عَلى ذِكره سُبحانه وتَعالى في شَعيرة الحَج، ومَا ذَاك إلَّا لمَكانة الاقتصَاد، ومِن هُنا قَال: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ...)..!
حَسناً.. مَاذا بَقي..؟!
بَقي القَول: إنَّ فِكرة حَدَّثني قَلبي عَن عَقلي ستَكون فِكرة دَوريّة.. خَاصَّة إذا استقبلها القُرَّاء والقَارئات -طَبعاً- استقبالاً حَسناً.. وللأمَانة فإنَّ الفِكرة انبثقت إلى جُمجمتي الصَّغيرة مِن عبارة الحِجازيين الشَّهيرة عِندما يُحدِّثك أحدهم قَائلاً: (قَال لِي عَقلي: النِّظام العَربي قَوي.. أو قَال لِي عَقلي: إنَّ العَرفج كَاتِب مِن جَنبها، أو نِصف كَاتِب)..!.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/