عقبال عندك يا غزة

عقبال عندك

ياغزة..


　

　

" محمد الثائر " في تونس وليس وحدها , هاهو ينطلق بدماه الثورية ليضخ في شرايين الشعوب العربية معاني الثورة والحرية..رغيف الخبز في مصر يختمر غضباً هذه المرة لا جوعاً ... وفي اليمن و..قريباً غزة ..

محمد الذي انتفض لرجولته وشواربه من صفعة امرأة سلطوية , وحرك شوارب تونس كاملة..امتدت شواربه لتحرك شعوب الفراعنة دون أن يدري..

وفي غزة أو الضفة , الحال أسوأ , لكن الذي يبدو أن الانسان الفلسطسني الذي علم العالم أجمع فنون الثورة وأساليب القتال, بدا مهزوما وضعيفا ومستسلماً لظلم ذوي القربى رغم أنه أشد مراراة من ظلم العدو ..

ولأني من غزة وأهل غزة أدرى بشعابها , ولست من تركيا ولاسوريا ولا أي شعب عربي لأمجد غزة بحكومتها ولاحتى بناسها ,وأصورها كأنها ولاية إسلامية في عهد بن الخطاب أو الصديق ..

لأن الذي يجري في غزة غير مايراه العالم على شاشات التلفزة,ولأن كل الذي يجري في غزة كان بسبب الصمت الفاضح لأهل غزة على سياسات الحكومة .. نعم , خوفاً ورعباً من الأمن الداخلي الذي يتغلغل في مجتمعنا بالضبط "كالأمن المصري" ولاحاجة بي للتفسير هنا ..

عدة مؤسسات شبابية أغلقت بحجج تافهة لعينة , من ضمنها منتدى شارك الشبابي الذي يمول عدة مشاريع هامة للبلد ويساعد آلاف الأطفال المتضررين من ظلم العدو وعجرفته ,وللشباب عدة مشاريع تسعى للحد من غول البطالة, وانظروا معي سفاهة الحجة فداخلية غزة تدعي أن أمر الإغلاق بسبب "سوء الأخلاق والاختلاط" .. الأمر لم يقتصر عل شارك فهناك العديد من المؤسسات أغلقت بحجة الترخيص والأخلاق , بل وتعدى الأمر لإغلاق الأماكن الترفيهية التي لم يحلو للحكومة فقدان سيطرتها عليها..

كذلك حالة الفزع التى تُخرس الكتاب والنقاد والأدباء في غزة عن البوح بشجرها العاري بسبب عيون الأمن الداخلي التي قلمت أظافر كتابنا. وماأكثر الكتاب والأدباء الذين طوتهم الحكومة تحت لحافها فغدوا بغبغاوات تكرر المدائح لحكومة الله في الارض ..

منذ أن صحونا على زواجنا من الحكومة ونحن نعاني مرة من غلاء غاز الطهي وانقطاعه واحتكار تجار الحكومة له , ومانكاد نلقط أنفاسنا على قولة العجائز حتى يصيبنا غلاء الدقيق الفاضح وانقطاعه واحتكار تجار الحكومة له.. وحدث بلاخجل عن مملكة الطماطم التي تراقصنا أحياناً حتى صارت أغلى من ثمن الإنسان الغزاوي..

أذكر جيدا أن ثمن غاز الطهي كان قبل حماس نحو 40شيكل , واليوم 80 شيكل ,والكثير سيعارضني ليخبرني أن الحكومة تعاني من حصار عالمي ظالم يستهدفها وأنها مظلومة وتحاول العيش بكرامة , وانها تسعى لخدمة الشعب , لكن أهل غزة يدرون أن الحصار هو أكبر كذبة عاشوها وأُلصقت بهم ,فالمساعدات التي تنهمر على غزة كالغيث تُوزع حسب المزاج الأخضر ,وكفانا أن أهل السودان ومصر تمنوا من الله حصاراً كحصار غزة , فلماذا تمنى الفقراء هذا ؟؟ لأنهم بكل بساطة لم يصدقوا الكذبة..

قبل أسبوع أخبرني والدي بأن ثمن كيس السكر أصبح200شيكل أي مايعادل55$ ,أي ضعف ثمنه الأصلي..وفي نفسي اليوم اتصلت بي أمي لتقول لي " ديري بالك على الغاز ياما , الجرة وصلت 80شيكل "...

مافي شيء بيرخص بهالبلد , كلو طالع طالع , ووحدك ياشعبي نازل نازل"

تُفرض الضرائب على السولار والسجائر والحشيش من أجل سد رمق الحكومة اللامتناهي وطبعا الشعب الي بيأكلها وحده , فغلاء المواصلات على سبيل المثال يدفعها الشعب..

مابعد الحرب والكل رأى بنفسه, تكدست مخازن الحكومة بالمساعدات الهائلة التي وفدت لغزة جراء الحرب , ورأينا كميات الدقيق التي تكفي القطاع وتزيد , ولكن هل وصل الدقيق لكل البيوت الفقيرة ؟؟

أجزم بأنه قد يكون وصل 20%فقط للعائلات الفقيرة , فأين ذهب الباقي؟؟

هل ينكر أحد بأن هناك عائلات حزبية تطفح بالكابونات والعز على حساب عائلات مُعدمة ؟؟

هل ينكر أحد هذا؟؟

وهل ينكر أحد بأن معظم شباب الأنفاق هم خريجو جامعات , قتلهم غول البطالة فوقعوا عبيداً لتجار الأنفاق رفاق الحكومة في الخفاء؟؟

هل تستطيع الحكومة أن تنكر هذا أيضاً ؟؟

ألاتقدر الحكومة على إنشاء مصانع للشباب بدلاً من أن تضيع الأموال في افواه الإعلاميين الذي يحلقون شواربهم وينعمون ذقونهم وشغلهم الشاغل فقط هو إثبات أن حكومة رام الله عميلة وبنت كلب ..وكأن قضية حكومة غزة فقط هي إثبات هذا , وطز بالشعب , طز بالخريجين , طز بأهالي الشهداء , طز بالجرحى , وألف طز بأراضي 48.. المهم عند حكومة غزة إثبات أنها حكومة ملائكية نزلت علينا من السماء بينما حكومة رام الله سقطت بنا لقاع الجحيم..


وهل ينكر رئيس الحكومة حالات المراهقة المنحطة التي كشفت بين مسئولين كبار بالوزارات ؟؟

أحد الرجال الخضر الكبار أغوى فتاة تعمل لديه بالوزارة , فوقعت الطامة الكبرى وفقدت البنت عذريتها واكتشف الأهل الأمر وحاولوا منعًا للفضائح التحاور بكل ذل مع الرجل لسترة الفتاة ,ولكن الرجل الأخضر أنكر سفالته وراحت على البنت وأهلها ,وتداركت الحكومة الأمر بنقله لوزارة ثانية عشان يلعب على كيفه , وتفقد فتاة أخرى عذريتها مع رجل أقل مايقال عنه أنه قذر وسافل وعميل..

ولكن هل خرج أهل الفتاة ليقتلوا هذا الرجل ويطهروا شرفهم من هذا العار ؟؟

لا.. لم يخرج أحد.. ببساطة لأن سلطة الرجل الأخضر قادرة على تدمير عائلة الفتاة بأكملها لو فكروا مجرد تفكيربالانتقام..

هذه القصة لها أكثر من شهر ولكني رفضت الحديث عنها إلا بعد تأكدي بالأدلة الدامغة ..

السؤال الذي أردت طرحه بعد تأكدي من هذه الحالات , هل رجال الحكومة عانسون جنسياً ؟؟

أم أنهم يبحثون عن القوام الممشوق المتراقص والعيون السمراء بعيدا عن جو نسائهن الممل؟


فهل تحرك أحد من الشعب ليقول "لا" ؟؟

هل خرج شاب ليحرق نفسه احتجاجا على هذا الوضع ؟؟

هل سمعنا صراخ أحد الشباب الخريجين العاطلين ؟؟؟

"كفى أريد أن أعمل وأتزوج وأنجب ولداً يناديني يابابا""

هل خرجت أحدى أمهاتنا لتلعن الظلام ؟؟؟وتبصق على من جعلوا ابنها طريح الكرسي الكهربائي؟ ؟؟

مالذي يمنع زوجة "شادي أحمد" من الخروج هي وأطفالها لقذف مقر الأمن المظلم الذي يحتجز الرجل الثائر منذ الأحداث السوداء في حزيران حماس ؟؟

مالذي يمنعها من اقتحام المقر بكل قوتها مع بنوها لتحطيم زنزانة زوجها ؟؟

وما الذي يمنع أمهات المعتقلين السياسين في غزة و الضفة من تفجير مقرات الأمن حتى الإفراج عن بنوهم ؟؟ والاعتصام ليل نهار والإضراب عن الطعام ؟

للنساء قوة جبارة خفية تعرفها غزة جيداً..

فمتى نتحرك..؟؟

فأين أهل غزة مما يجري في تونس الحمراء ومصر واليمن؟؟

حين أغلق المنتدى قام اعتصام واحد فقط شبابي , وعلى الفور أغلقت فمه الحكومة , وانتهى الأمر بشارك كما أظن, لكن في تونس عاود الشعب جنونه المميز عند تشكيل حكومة"وحدة وطنية" "لفظاً " فرضت عليه ولذلك خرج للشارع مرة أخرى ليقول "لا "..

أما نحن فقد ارتضينا لحماس بأن تتزوجنا حراماً وبلا سنة ولاتشريع بعد انقضاء الأربع سنوات , وأن تنجب منا بالحرام ,لماذا ؟ هل لأن رجال الحكومة الأشاوش باتوا لنا "كأبو رجل مسلوخة" الذي كانت أمنا تخيفنا به..فكنا ننام باكرا ونسمع الكلام على مضض..

لا حماس ليست كذلك ,ليست بتلك القوة التي تزعمها ,صحيح أن المستضعفين في غزة يحسبون لها ألف حساب ويمشون جنب الحيط ويلا السلامة ياأخوي,لكن عود كبريت واحد من أي طفلٍ بالشعب قادر على إحراقها لو أراد, لكن المهم أن تكمن لدى الشعب الإرادة القوية للخروج وتغيير الوضع بيديه, فلا فتح ولا السلطة ولا حتى الأمم المتحدة ستقدر على تغيير الوضع مالم يتحرك الشعب بنفسه..

صحيح أن هذا الأمر جدُ صعب ومستحيل لأن دولة تونس ليست تنظيمية ولهذا نجح الأمر فيها برغبة جامحة من الشعب , لكن غزة كلها أحزاب , أي دولة تنظيمية, ولو حصل مثلا مثل تونس لقامت قيامة أبو حشيش ووزارته وخدمه للترويج لكذبة أن هذا انقلاب أصفر قامت به أجهزة فتح بالتعاون مع الموساد والاستخبارات الأمريكية للإيقاع بحكومة الله في الأرض..

ولكن كفانا شرف المحاولة وستنجح بإذن الله , فأهل غزة قادرون على أكثر من ذلك..


قد يظن الكثير أني أحرض على الثورة ,وماالذي يمنعني بالأصل أن أجهز لذلك ولو بعد حين ؟؟

فمحمد في تونس كانت حالة واحدة حركت العالم كله , وعلى غزة أيضأ أن تطلق جنون أحد بنوها لتتنشر العدوى في كل البلد..

تعلمنا درساً قاسياً من انتخابنا لحماس ...

تعلمنا كثيراً ..وجاء الوقت الذي علينا أن نقول فيه " كفى" نحن موجدون"...

هذه تونس وهذ مصر , وشوارب محمد تقترب ..

وعقبال عندك عن قريب ياغزة...

من غزة

سعاد شعت

27/1/2011