يأس..أم إصرار على البقاء؟!!
بقلم- ريما سلمان
بعد اشتداد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أربعة أعوام, شهدت الساحة الغزاوية ظهور العديد من الأعمال الخطيرة, كالعمل بالأنفاق والحصمة, وذلك للحصول على مستلزمات الحياة التي حال الحصار دون توافرها, وللحد من ظاهرة البطالة المستشرية في المجتمع, فبحسب تقرير صادر عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" أونروا فإن 52 % من الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر, في حين وصلت معدلات البطالة إلى 45 % في بداية العام الجاري..
وحسب الإحصاءات الخاصة بمركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة فإن أعداد ضحايا الأنفاق وصلت منذ العام 2006 وحتى نهاية أغسطس 2010 قد وصلت إلى 181 قتيلاً, من بينهم 6 أطفال, و797جريحاً، من بينهم 18 طفلاً, و بينت ارتقاء 12 شهيداً من بينهم طفل نتيجة القصف الصهيوني للأنفاق, في حين لم تصدر أعداد محددة عن ضحايا العمل في الحصمة.
وبعد هذه الإحصاءات بقتلى وشهداء الأنفاق والحصمة, ومعرفة جميع أبناء الشعب الفلسطيني بأنها مهنة الموت, إلا أن الكثير من الشباب يلجئون لها, وتقول فيهم القيادات الفلسطينية والمسئولون أنهم يتحدون الحصار, ويصرون على الحياة رغم كل المعضلات, لكن هل تساءلوا ولو لبرهة من الوقت عما يدفع أشخاصاً بعمر الزهور للذهاب إلى الموت وهم بكامل قواهم العقلية والجسدية.
على من يقول أنهم مصرون على الحياة أن يدرك أنهم يذهبون للموت, وإن أحيوا عائلاتهم بما يجنوه من مبالغ مادية - ربما نصب عليهم أصحاب الأنفاق بمعظمها-, وأبناء الشعب بإدخالهم لبضائع منع الحصار دخولها للقطاع, والأجدر به أن يوفر فرص عمل لهؤلاء الشباب الذين بلغ اليأس من الحياة والعمل ذوته فيهم وأجبرهم على الذهاب للموت, فإما أن يتخلصوا من حياة لا كرامة فيها, وإما أن يعيشوا حياة يطاردهم فيها شبح الموت في كل الاوقات.
فمن يتحدث أمام شاشات التلفاز ويقول أن أبناء الشعب الفلسطيني يتحدون الحصار بالعمل في الأنفاق, عليه أن يقول هاقد وفرنا للعاطلين عن العمل فرص عمل تكفل لهم حياة كريمة, لأن الشعب فقد الكثير من طاقاته البشرية المعطاءة خلال الانتفاضتين والحرب الأخيرة على القطاع, فعلينا استغلال الباقين من هذه الطاقات, بدلاً من إهدارها والقذف بها في مستنقع الضياع بتركنا لها تذهب بأقدامها نحو الهلاك.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/