[size=18]كيف نقاوم الانقلابين ؟
بكر أبوبكر
لم تكن فتح لتضع على رأس أولوياتها إلا تحرير فلسطين وهو الشعار الذي طبقته وجمعت عليه كل ذوي الأردية الحزبية المختلفة ، أولئك الذين خلعوها كلها من رداء القوميين أو الشيوعيين أوالإخوان المسلمين ليلبسوا ثوب فلسطين ، ثوب فتح .
أن شعارات فلسطين أولا ، وفلسطين طريق الوحدة ، ومن لم تكن بوصلته فلسطين فهو ليس منا ، وكل البنادق باتجاه العدو هي سياسات حركة فتح في التعامل مع كافة الفصائل الفلسطينية.
تحرير فلسطين من الصهاينة والنضال بكافة أشكاله كان مبرر الإجماع الفتحوي ثم الإجماع الوطني العام ، لذلك كانت وتواصلت الحركة تدور حول نفس المحور الجامع منذ 50 عاما حتى الآن .
معارك عديدة خاضها رجال الفتح الميامين ضد الصهاينة ومثلها ضد أدعياء القومية أو أدعياء الحرص على المقاومة من أنظمة تلاعبت برؤوس البشر وقدمت مصالحها على مصلحة فلسطين، خاضتها حركة فتح مكرهة وقاومت محاولات تدميرها وتدمير الحركة الوطنية .
في هذه الأيام ومنذ الانقلاب الشائن في غزة تواجه الحركة عملا منظما يهدف لتحقيق الأهداف التالية :
1) تصفية القضية الوطنية والمقاومة عبر تصفية رموزها وكوادرها من حركة فتح وغيرها في قطاع غزة .
2) أحكام السيطرة على قطاع غزة بالفتاوى المشؤومة والقتل المخزي ، ومختلف الفظائع التي يندى لها الجبين تأسيسا لدولة الظلام وقمع الحريات وتغييراً لبيئة المجتمع من مجتمع ديمقراطي إلى مجتمع خيالي وهمي تحت دعاوى إسلامية باطلة.
3) تأمين حياة أطول للسياسات الإسرائيلية والحفاظ على الكيان الصهيوني وإتاحة المجال له لإنهاك المناضلين ، ومواصلة الاستيطان في الضفة وتكريس الاحتلال للضفة والقطاع عبر الهدنة المجانية مقابل الهواء ورؤوس قادة حماس .
4) الاستجابة للأماني الصهيونية بشق الصف الفلسطيني كليا وأحداث فراغ قيادي سواء من خلال الرئاسة أو الحكومة أو من تعددية التمثيل عبر شق منظمة التحرير الفلسطينية كما هدد رأس حماس في دمشق .
5) إدامة الحصار على غزة ( نعم فأحد كبارهم قال بالفم الملآن أن لا حصار على غزة ) تحقيقا للمشروع الاقتصادي لحركة حماس التي أثرت قياداتها من جيوب دول المنطقة ، ومن الإتاوات المفروضة على الشعب الفلسطيني وبيعا للقضية والجماهير في مزاد الدول الداعمة .
6) ضرب الديمقراطية ضربة قاضية ، والمطالبة اللفظية بتطبيقها دون رغبة حقيقية بذلك تؤدي لإنهاء حكم حماس الذي ظهر للناس واضحا جليا بظلمه وتجبره وأفعاله الشائنة اليائسة التي ولدت الثارات التي سترتد في نحر حماس لو انهزمت بأي انتخابات قادمة.
لقد قامت حماس بفعلتها عبر نشر الإشاعات والأكاذيب وعبر الفتاوى الباطلة مستغلة الناس ، وعبر تشتيت التركيز في غزة ، وعبر اتهامات غير مسندة أوقعت مقتلة عظيمة في غزة راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 700 مواطن وآلاف الجرحى والأسرى ، والإسرائيليون يضحكون ملء إشداقهم .
في ظل هذا الوضع هل نقاوم الانقلابيين؟ قتلا بقتل؟ بتشكيل مجموعات صغيرة أم بتجييش الناس ضدهم أم بالأساليب الخسيسة التي استخدموها من اغتيالات وقطع أرجل وتعذيب ورمي من أسطح البنايات وهدم للبيوت فوق رؤوس أصحابها وطرد عائلات وتهجيرها خارج القطاع وقتل للأطفال وسحل بالشوارع ما لم يقع مثله أبداً في كل تاريخ الثورة الفلسطينية؟ ام نلجأ للتنظيم وللجماهير؟
أن مقاومة الانقلابيين لا تأتي إلا من خلال المفاصل التالية :
1) توثيق جرائم الحرب التي ارتكبها ويرتكبها الإنقلابيون يوميا، وإثارة حملة عربية وعالمية إعلامية حولها .
2) المطالبة بمحاكمة رؤوس الفتنة والقتلة من أصحاب الإفتاء بالقتل أو مسؤولي القتلة أو المنفذين من خلال قضايا قانونية صلبة.
3) تمتين الانتماء التنظيمي لفلسطين عبر فتح عنوان الحركة الوطنية والفعل الوحدوي وتكريس الالتزام وبناء الشخصية الشجاعة التي تواجه ولا تهاب .
4) الاستمرار بالحوار مع الانقلابين – رغم كل شئ – تحقيقا للوحدة الوطنية ، وعلى قاعدة العودة عن الانقلاب والاعتراف بالشرعية ، لأننا أصحاب حق ولأننا وحدويين لا قتلة دمويين .
5) الاستمرار بدعم أهلنا في قطاع غزة ، الأهل الصامدين تحت الاحتلال المركب الاحتلال الإسرائيلي من جهة والاحتلال الانقلابي من جهة أخرى ودعم تحركاتهم الشعبية ضد مغتصبي السلطة ؟
أننا في فتح أمام خيارين فإما المواجهة للانقلابيين وأما الحوار ونحن اخترنا البديل الثاني حرصا منا -ما هو صفة فتحوية- على وحدة القضية ووحده الشعب ووحده التمثيل في وجه الانقلابين وقبلهم المنشقين والانفصاليين ، فإما ننجح في ذلك ، وإما سيقول الشعب كلمته لأن فتح حركة الجماهير التي لا تنكسر ما دامت أهدافها هي أهداف الشعب المستمد قيمه من الحضارة العربية الاسلامية لم تخرج عنها ولا تتحرك إلا وفقها .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/