الأطرش .. أول عالم طيور فلسطيني
نال الفلسطيني عماد الأطرش موافقة مجلس الطيور العالمي المجتمع في البرازيل قبل شهور، لتعيينه عالمًا دوليًا للطيور، لما عرف عنه من اهتمام بالبحث والتنقيب عن أصناف الطيور والحيوانات والنباتات التي تعيش بالبيئة الفلسطينية.
واهتم الأطرش منذ نعومة أظفاره بمراقبة ودراسة تطور الحياة البيئية في فلسطين، عندما كان عضوا في جمعية النادي الأرثوذكسي العربي في بيت ساحور، وكانت الرحالات الميدانية مشيًا على الأقدام التي كان ينظمها النادي
الأطرش يتفقد شبكة سحرية (صفا)
السبب في عشقه للبيئة ولطبيعة فلسطين والطيور. كما قال.
وحول سيرة حياته الخاصة بالطيور والمجال البيئي، بين الأطرش أنه بعدما تخرج من معهد خضوري في طولكرم وعمل بجامعة بيت لحم لمدة 13 عامًا في مجال الأحياء والبيئة والإنتاج الحيواني والنباتي وتخصص فرعي لبعض المواد، وبعد تركه للجامعة ونتيجة لاهتمامه بالأطفال وبالطبيعة تحول إلى مدرس ومشرف للتوعية البيئية.
الحياة البرية
وشارك الأطرش بتأسيس جمعية الحياة البرية في فلسطين عام 2000، التي بدأت عملها في تنفيذ عمليات المسح البيئي منذ تشكيلها وحتى اللحظة، متناولة جميع الكائنات التي تعيش بالبيئة الفلسطينية والمحلية منها، باعتبارها جزءًا أساسيا من المفاهيم الخاصة ودراسة وهجرة الطيور.
وأشار في حديثه لـ"صفا" إلى أن موقع فلسطين مميز، وهو عنق الزجاجة لهجرة الطيور الأوروبية من أوروبا إلى أفريقيا عبر فلسطين.
وكشف عن هجرة حوالي 5400 مليون طير سنويًا، خلال الهجرات الربيعية في الفترة
النسر الذهبي (صفا)
الواقعة ما بين 15/2/-15/4، بالإضافة إلى فترة الهجرات الخريفية من 15/8-15/11 وما قبل ذلك وما بعده.
وأشار إلى هجرات مختلفة للطيور إلى فلسطين، منها الهجرات للطيور المشردة التي تأتي لوحدها إلى المناطق الفلسطينية.
ولفت إلى فترات أخرى لهجرة قصيرة لبعض الطيور التي تأتي من أجل التكاثر في فلسطين، مثل طير العويسق المهدد بالانقراض، وهناك 530 نوعًا من الطيور تعيش في البيئة الفلسطينية منها 400 نوع من الطيور الأوربية المهاجرة أوروبية التي تقدم المنطقة.
اعتداءات الاحتلال
ولا تخلو البيئة الفلسطينية وحياة الطيور من اعتداءات الاحتلال التي يجملها الأطرش، في بناء جدار الفصل العنصري والحد من قدرة أصناف مختلفة من الحيوانات على التنقل،
ببغاء في حديقة حيوان برفح (صفا)
بالإضافة إلى تشييد المستوطنات في المناطق الطبيعية مثل جبل أبو غنيم بالقدس المحتلة.
وأضاف أن "إسرائيل" قتلت الحياة البرية من خلال شقها للطرق الالتفافية والسيطرة على مصادر المياه، عادًا تلك الإجراءات عقبات أساسية في طريق تطوير الحياة البرية الفلسطينية وتنوع النباتات والحيوانات بها.
وفسَّر غناء البيئة الفلسطينية بالطيور بأنه يعود لتوفر الغذاء خلال مختلف الفصول، وخصوصا فصل الربيع، أما في الخريف فتكون الهجرة أقل رغم وجود هجرات متتالية إلى جنوب أفريقيا.
ويدير الأطرش مع مجموعة أخرى من أعضاء جمعية الحياة البرية الحديقة النباتية لمراقبة الحياة البرية في فلسطين ومقرها أريحا، حيث تكثر فيها مختلف أنواع الطيور، ويستخدمها الأطرش في تحجيل الطيور.
ويقوم مع مجموعته بشكل شبه يومي بنصب شباك لصيد الطيور، التي يتم تحجيلها، باستخدام قطع من النحاس مكتوب عليها اسم فلسطين وتحمل رقما متسلسلا، وتطلق في الأجواء.
وبين أنه يقوم بوضع هذه الحلقات التي تشبه السوارة على رجل الطير، وقبيل إطلاقه يتم تسجيل اسمه ورقمه ونوعه ووزنه وعمره.
ويتلقى الأطرش بين الفينة والأخرى مراسلات من جمعيات مختلفة في العالم لحماية البرية في الدولة المجاورة ودول حوض البحر المتوسط وأوروبا وأصلها طيور فلسطينية تحمل علامة التحجيل الفلسطينية التي تنفذها جمعية حماية البيئة الفلسطينية.
التغيير المناخي
وحول المعيقات التي تعترض هجرة الطيور، أشار الأطرش إلى أنها تتمثل في التغير المناخي، قائلا: "وجدنا جزءًا من الطيور استمر وجودها في منطقة شمال الضفة لفترات استمرت عامًا ونصف بكمية أربعة آلاف طير نادرة، نتيجة للتغير المناخي".
وبين أن التغير المناخي فتح المجال أمام هجرات أخرى، وجعل الطيور تهاجر من مناطق حفرة الانهدام
طيور السنونو المهاجرة على شاطئ غزة (صفا)
إلى جبال البحر الأبيض المتوسط في بيت لحم ورام الله والخليل.
وحسب الأطرش، يعد النسر الذهبي أبرز الطيور المهددة بالانقراض في فلسطين والذي يشكل شعار السلطة الفلسطينية، مبينا بأن البيئة الفلسطينية تحوي عشرة أزواج من جنوب لبنان إلى خليج العقبة، ورصدت في مناطق واد القلط وواد الباذان وطمون وتقوع وغيرها.
ومن الطيور الأخرى المهددة، طير عقاب بوريلي الذي يتواجد بأعداد قليلة جدا بمساحة 16 كيلو متر مربع من فلسطين، مبينا أنه إذا اختفى من موقع فمن الصعب العودة إليه، ويعاني من صيد الفراخ وسرقة أعشاشه من قبل الفتية وبيعها، وهو ينتج بيضة واحدة كل عامين.
كما تعاني البيئة الفلسطينية من نقصان أعداد طير النسر الأسود الذي يضع بيضة واحدة كل عامين، وهذا يحرم الطير من التكاثر.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/