لك الله يا مساجد فلسطين بقلم / توفيق أبو شومر
ظللتُ أتخيل أن فلسطينيا قرر أن يحرق كنيسا يهوديا في الضفة الغربية، وأن يحرق خزنة لفائف التوراة في الكنيس، فكيف سيكون الحال، لو حدث ذلك لا سمح الله؟ أنا لا أدعو لحرق الكُنس ، وأعتبر من يحرق كنيسا يهوديا مثل من من يحرق مسجدا إسلاميا أو كنيسة مسيحية!
باختصار ستقوم الدنيا بأسرها تستنكر هذا الإجرام بحق الدين اليهودي، وسوف يشتعل المستوطنون ويقومون بتدمير القرى والممتلكات الفلسطينية ردا ، ولا يجرؤ أحدٌ على الاعتراض على أفعالهم، وسيُتهم الفلسطينيون باللاسامية والإرهاب والتطرف، وسوف تقوم الدول العربية بالتنديد بالحادث ويتصل المسؤولون بالقيادة الإسرائيلية للإعراب عن تضامنهم مع الكنيس اليهودي المحروق!
حاولت أن أتابع صحفا عربية وإسلامية عديدة عبر شبكة الإنترنت مستخدما نظام البحث الإلكتروني لأرى ردات الفعل على حرق المساجد الفلسطينية، فأصبتُ بالإحباط لأن خبر الإحراق لم يحظَ بما ينبغي له أن يحظى به من أولوية.
فأخبار الحرق ظلت في حالة ( الخبر الخام) ولم تتحول إلى تحليلات!
والغريب أن رد الفعل القوي جاء من إسرائيل، فقد نشرته هارتس في صفحتها الأولى يوم 4/10/2010 في مقال لآفي اسخاروف، حيث اتهم المقال مستوطني مجمعات غوش عتصيون القريبة من مسجد بيت فجار بالإحراق لغرض الإضرار بمفاوضات السلام.
كما أن المقال هو الوحيد الذي نشر شعار المستوطنين الديني الذي كُتب على المسجد: (( الحمد لله الذي لم يخلقني من ( الجنتل) أي غوييمي)) ونشرت صورة نجمة داود والإساءة للرسول.
حتى أن جمعية مكافحة التمييز اليهودية ومركزها أمريكا سارعت بإدانة الحادث واعتبرته يمس بالسلام!
ونشرت الخبر أيضا صحيفة يدعوت أحرونوت كخبر رئيس للصحفي في يدعوت علي واكد الذي ربط الحادث بحوادث أخرى" جرى نسيانها فلسطينيا" فقد حرق مسجد قرية ياسوف وقرية الُلُبَّن وحوارة.
ولم تبخل الإذاعة الإسرائيلية عن إبراز تنديد وزير الدفاع باراك بالحادث، ووصفه بأنه تخريب لجهود السلام، وأبرزت الإذاعات العبرية تصريح رئيس الوزراء نتنياهو ومطالبته الشرطة والأمن العام بالبحث عن مرتكبي الحرق وسجنهم.
وظلَّت الناطقون الرسميون الفلسطينيون وبعض الصحف العربية تصف الخبر بأنه اعتداءٌ (صارخ) ، وكتبتْ صحيفة عربية بأنه اعتداء (غير مُبرَّر) وقالت وسيلة إعلام عربية أيضا : أقدمت (قطعان) المستوطنين على إحرام مسجد بيت فجار، وهكذا استغنى الإعلام العربي والفلسطيني عن استثمار هذا الإحراق إعلاميا باستخدام الكلمات العربية الفخمة التي وردت بين الأقواس!
ولم تتوجه وسائل الإعلام الفلسطينية إلى الجمعيات الحقوقية العربية والعالمية تطالبها بإعلان المستوطنين من أكبر أعداء الإنسانية في الألفية الثالثة .
ها هي بريطانيا وأسبانيا، وهما ليستا دولتين مسلمتين ولا عربيتين قررتا مقاطعة مؤتمر السياحة العالمي الذي سيعقد في القدس، لأنه سيعقد في القدس المتنازع عليها. هارتس 5/10/2010 .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/