قبور دورية حسب الاحتياج ...
لا يكتمل في غزة حلم يعتصر الطموح بلدا إلا و لاقى صعوبات تنهمر , و كلمات لا تحتمل للاستماع وقتا , هنالك عسر استيعاب , وعسر هضم , وعسر تركيز , سهولة تبديد للوقت , و قوة في الانشغال بأمور لا ضرورة لها , ركائز الحياة الاجتماعية مهددة بالانهيار , الانهماك بالخرافات و الشعوذات يكاد لا ينقطع حتى ممن يدعون الثقافة والعلم , و التنفيس له ملاذه في المواقع الالكترونية للمحادثات , وابداء وجهة النظر التي قد تقترب , وقد تبتعد عن صاحبها كثيرا ..
شزفرينيا الفكرة في احتواء نشاط الفرد تقسمه اثنين ما بين واجبه الديني , وطموحه في اعتلاء أقوى المناصب , و أمكن المراكز الاجتماعية , بحيث لا يوفق في احتواء وجهة نظر متكاملة ممن حوله في وصفه وصفا مفيدا لأنه في غمرة انشغاله لا يعكس فكرة بناءة ...
تتهاوى أحلام الشباب لتحمل أحلام كهل لا يملكون حقيقة الحلم , بين صعوبة اقتناء فرصة عمل , وصعوبة اختيار مثل يحتذى به , وصعوبة ايجاد بيئة تحتمل وجوده وتكترث لمشاكله .. يبني كل منهم شبه حلم خاص يبعده عن فوضى التجارب غير المجدية في رسم صورة الحدث , وصورة التاريخ حتى ولو كان غابرا..
لا تجد نصحا يحمي ابداعا ينضج ما بين شبابا حائرا غائرا , فالنصح أصبح بأثمان عالية لم يعد يريد الشباب دفعها لقاء بعثرات في الكلام و الأفعال... الاعتناء بدراية يلتفها وطن يحلق لم تعد غاية يكتبها الكبار ...
احباط العيش أرهق الاعناق , و أضعف الحوار , و رسم لنا زوايا كأنها الأركان المظلمة لتمرير الوقت و أحبار الزمان , حتى صورتنا في فضائيات الكرام لم تعد لنا هواية أو لها أي من الاحترام , والاعتبار لأخبارها آخر الاهتمام لأنها لا تمثل قسوة الاحتمال لعيش الانفصال ما بين الانسان و كرامة الانسان , إنها أفلام لأحداث لا تشبهنا , ولا تخبر عنا بأي من الاقوال .. ربما هي فرص عمل لمراسيلن أخبار , و للسان يخبرعن أحوال في ورق سخيف لن يكون له في ذكر التاريخ سؤال...
تتفكك الأسر بين صعوبة العيش و القدرة على لملمة افكار فتتها سخف يعتبره البعض ذروة , وعمار .. و من يعيش الحلم في وطن شامخ كبير رحيم يركن في زوايا تعتبره مفسدة للذروة و العمار...
هناك من يعملون , ويتقاضون ثمن جهدهم , ووقتهم , ولكنهم في قرارة أنفسهم يعلمون أنهم غير مؤثرون حتى و لو وهلة قليلة , أو لكذبة قصيرة .. لأنها لم تعد تنطوي لا على جاهل , ولا متعلم , ولا من هو بينهما ..
ذلك أن العمل ليس من انتاجنا , ولو نقلناه عن غيرنا , لم نعد صناعته صناعة محلية كي تحتك بالجذور , و تذر الرماد بالعيون ..
عندما يتهاتف المشتاقون , أو حتى يتزاورون .. أو حتى عبر الاتصال البريدي أو الالكتروني كل لا يعبر إلا عن همه و كربه و انطوائه ... حال مهترئة لا تعبر إلا عن اهتراء من فيها من سوء العيش ..
عادت ضربات اسرائيلية متباعدة تسمع لها سطوة الصوت في إخافة النائمين والمستيقظين .. أي لا استقرار لكم أيها الفلسطينيون عيشوا بخوفكم و لو بعد حين .. نحن هنا نساعد في مسلسل الارهاق و التنكيل إلى أن تقبلوا بالقليل ..
نتشبث نحن بما نحن عليه و لا للرحيل .. وإلا قلائل من يسعون إلى هجرة أو عملا أو دراسة خارج أسوار الاحرار وبعيدا عن المعتدين .. وهم كثر ولكن الخجل في الافصاح عن أحلام الضائعين ..
و الاطفال الصغار يتعلمون الشراء , والبيع في ألعابهم حتى ولو كانت في عيد.. إنهم نتاج مرحلة بددت ثقافة الاحتفاظ بالشيء , وسهلت لغة الاقتناء , و البيع السريع ..
الحسرة على وطن نراه يضيع أمام أعيننا كل يوم لحسابات واهية هي حسرة الجميع , في قناعتنا قد تصنع من نفسك الكثير و تمثل من الانسان في كل مكان الكثير والكثير و لكن دون مرجع عظيم يدوننا , نحن نعلم أنه لنا لن نكون قد فعلنا نحن الكثير , فستقل عظمة النفر ما بين ضعف النفير ...
للسمع نسمع أطراف الكلام , و أسطح المصطلحات , و في القراءة لا نقرأ الكثير , بانتقائية و تهكم و تكبر على جملة الكثير يتضح لنا أننا أهل للفهم والوعي والتفكير .. ولكننا أصفار تقترب من بعضها دون رقم كبير إلى جانبها يعطي لها قيمة أو تحليل .. والأسى أنه لا اعتراف منا بل نحن نفهم اكثرمن الكثير .. تيه وكبرياء ضيع من دمائنا خيرة الموجودين ..
الاعتراف بالخطأ بداية لوضع الحلول .. و الاعتراف بالضعف اتجاه للبحث عن مصادر القوة .. و الاحتمال له ظروف توصفه ... و إن كانت لا ظروف لوصفه فهي مكابرة السفهاء .. و رفاهية المتلذذين في النظر إلى هذا الحال المقيت ... قليل من حس الوطنية و الانسانية في التعبير عن أحلام شعبنا في غزة , والضفة , والخارج فألمنا واحد حتى لو تعددت أشكاله , وحصارنا واحد مازلت تمتد أسواره .. استيقظوا من سباتكم أهلكتم أمة كانت , ومازالت لوطنكم هي الحماية .. ولن تكون لها النهاية باستجداء حق لنا هو آخر كل بداية مهما تعددت انتفاضاتها , ومفاوضات الرواية ..
انهمكنا إلى أين ستصل صواريخنا , و من كم متر سينسحب أعداءنا .. و لكننا لم نعمل على ايصال اقدامنا حيثما وصلت صواريخنا .. فبقيت أراضينا هي حدود فاصلة ... و مفاوضاتنا تزخرف هذه الحدود , كرقع في ثوب مهترئ ... وعروات أزاره تتساقط لترسم خط هو الطريق لمصالح مادية ... وأهل الطريق يخسرون معنى الطريق في فهم حاجة الصديق , و لعنة هالتها لغز عتيق ... فالاصل ليس في تمكين حكم في أراض محصورة , و إنمافي امتلاك الحدود ما بين هذه الاراضي المنفصلة وكلها تحت حكم لليهود فهم لاسرائيليتهم لا يعترفون , ويريدون منا اعترافين في اسرائيل دولة وحدود , ولليهودية شعبا و قومية ... و لنا نحن لا اعتراف إلا بقبور دورية حسب الاحتياج ... و كم أفقدتنا ثقافة الموت حب الحياة , و لم نعد ندرك للفلسطينية معنى الفداء .. و لا جنة في آخرتنا إن لم نفهم جنة الارض..
نيروز قرموط
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/