كثرت الأقاويل حول الضغط على أبي مازن , الى درجة أن أبا مازن شخصيا ردد ذلك ووضحه
أمام الكتاب والصحفيين وأظهر مدى قلقه تجاه مباشرة المفاوضات المباشرة وحرصه على
توفير مستلزمات العيش الكريم لشرائح شعبه المتعددة, خاصة وأن من يستمع لهذه
التوضيحات يلمس دناءة أميركا في التهديد الموارب في وقف المساعدات المالية عن السلطة
الفلسطينية في حال لم تستأنف المفاوضات
والكل يعلم أن لأميركا مصلحة في قيام هذا النوع من المفاوضات , كما لفلسطين مصلحة فيها
وأن أختلفت مع المصلحة الأميركية .. ولا يوجد أي تأكيد أن حكومة أسرائيل راغبة فعلا في
حدوث المفاوضات المباشرة , لأنها تتهرب من تقبل أية أفكار تدعو أليها وهي بذلك كأنها تلوح
بمفاوضات فضفاضة لا مضمون لها ولا مرجعية تستند اليها , وهي تقصد بذلك دفع الجانب الرسمي
الفلسطيني الى التردد في قبول المفاوضات المباشرة فيظهر أمام أميركا والمجتمع الدولي أنه
لا يرغب بهذه المفاوضات .. كما أن هذا الموقف الأسرائيلي والذي لا نرى مقابله ألحاح أميركي
بضرورة أن تعطي أسرائيل موافقتها على القبول بمرجعية المفاوضات , يحرض الكتاب والمثقفين
العرب عموما والفلسطينيين خاصة على التشدد في عدم الذهاب لهذه المفاوضات , ويظهرون
أن الذهاب لها ليس مضيعة للوقت فقط وأنما خضوع للشروط الأسرائيلية وللطلب الأميركي
ولا شك أن كل هذا يؤدي الى الأرتباك في أتخاذ القرار الصائب الحازم لدى القيادة الفلسطينية
وهكذا نرى أن أبا مازن عوض أن يستجيب للتوجه الذي زودته به لجنة المتابعة الوزارية العربية
ويكون لديه فورا القرار المناسب لأعلانه عقب صدور هذا التوجه العربي, نرى أنه وضع نفسه في
حالة سياسية صعبة وقاسية , ولا نعرف كيف يتغلب عليها بعد التشدد الأسرائيلي والميوعة
الأميركية , والصرخات الفلسطينية والعربية غير الرسمية الرافضة.. وكأنه بذلك وقع في فخ اللجنة
حين أوحت له : أذهب أنت وربك فقاتلا أننا ها هنا قاعدون نتفرج كيف تنقذ نفسك من هذه الورطة
وزيادة في النكاية لن نقدم لك فلسا مما وعدنا وقررنا لصالح القدس في قمة سرت
حتما أنها ضغوطات سياسية ونفسية لا تؤثر على أبي مازن وحده وأنما لها تأثير مباشر على
شعبه في حياته اليومية وفي مسيرة حريته وأستقلاله .. كان على الرئيس الفلسطيني أن
يقدر ما ستؤول اليه مواقفه المبدئية وأن يكون له الحلول الأيجابية لها.. أم أنه دخل ذلك عن عمد
حتى لا يكون وحده المحرج - بفتح الراء - , ويرى بجواره أميركا وربما أسرائيل ليضطروا أن يجدوا
الحل معه بدل البهدلة العالمية المكشوفة .. ولكن السؤال هنا : هل ستهتم اسرائيل بأيجاد الحل
وهل يهمها أن تنقذ أميركا من البهدلة ؟ وهل تملك أميركا أوباما المقدرة على فرض أو أقتراح حل
تعرف أن أسرائيل ترفضه؟ وعندها يحق أن نسأل : من سيكون الرابح في هذه الحالة الورطة؟
وكيف الخروج منها مع الحفاظ على المسيرة الوطنية الفلسطينية من أي أهتزاز أو تصدع
زكريا عبد الرحيم
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/