هوامش: مسرحية جسدت الواقع المأساوي لشباب غزة
خانيونس –عطية شعت
فرضت الأوضاع المأساوية الذي يعيشها سكان غزة نفسها على العرض المسرحي "هوامش" والتي ناقشت هموم الشباب بعيداً عن الرمزية من خلال إثارة العديد من القضايا عبر اسكتشات منفصلة متصلة تتناول كل قضية على حدة لتنتقل إلى الأخرى بنوع من الفنتازيا المسرحية ودون التقيد بالقواعد التقليدية للعرض المسرحي .
وتنتمي "هوامش" للمسرح التجريبي وهو المسرح الذي يجمع بين مسرح الشارع من حيث عدم الاعتماد على التقنيات العالية ومسرح المضطهدين من حيث مشاركة الجمهور بقصصهم وأرائهم .
السوداوية في الطرح
هوامش والتي عرضت على مسرح مركز ثقافة الطفل الفلسطيني التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر بخان يونس عالجت عدة قضايا مختلفة في أن واحد بأسلوب الكوميديا السوداء ، مثل بطالة الشباب وانعكاسها السلبي على تحقيق أحلامهم المختلفة، والفساد والمحسوبية وما أنتجته من أثار نفسية وشعور بالظلم والقهر الاجتماعي والغربة الداخلية لدى الشباب وانعكاساتها السلبية على قضية الانتماء ، وحلم الهجرة الذي أصبح يراود الشباب للهروب من الواقع المرير، كما رصدت "هوامش" بلغة فنية رائعة التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي أنتجها الحصار والانقسام، من خلال ثلاث ممثلين (أحمد جحجوح، عبد الفتاح شحادة، محمود أبو مصطفى، ومصممة الديكور سلوى السباخي) أجادوا جميعهم لحدٍّ بعيد في التعبير عن هموم وأحلام جيلهم.
ويرى كاتب ومخرج العمل محمود ماضي أن الواقع المرير وتجارب الشباب المأساوية هي من فرضت تلك السوداوية وخاصة أن العمل ينتمي للمسرح التجريبي، ويؤكد أن هذه النماذج سعت جاهدة لتحقيق أحلامها ولكنها اصطدمت بالواقع.
ويضيف ماضي أن الفكرة ولدت عندما حاولنا تسويق تجاربنا الشخصية ومعاناتنا فى قالب فنى كنموذج لمعاناة الشباب الغزى، وقدمنا الفكرة لبرنامج المسرح في مركز ثقافة الطفل الفلسطيني، حيث تشجع القائمون للفكرة ووافقوا على تبنيها .
ويضيف مخرج المسرحية أنهم قاموا بتطوير النص من خلال مشاركات الجمهور حيث تم إضافة تجارب بعضهم إلى النص، خلال أربع عروض تجريبية مع جمهور مختلف في كل مرة .
ونوه ماضي إلى أن العرض الختامي الذي من المفترض أن يعرض في أواخر شهر يوليو الجاري سيكون مختلفا تماما عن العروض التجريبية حيث يعكف فريق العمل حاليا على إعادة كتابة النص مستفيدين من تجارب الجمهور، وأرائهم في العروض السابقة.
وثمن المخرج دور جمعية الثقافة والفكر الحر فى تنمية قدرات الشباب, ودعمهما المستمر لإبداعات وأفكار الشباب وتجسيدها على ارض الواقع .
ويؤكد يوسف القدرة منسق الأنشطة الثقافية لثقافة الطفل "أن برنامج المسرح يسعي إلي تدريب وتمليك الشباب أدوات العمل المسرحي للتعبير عن قضاياهم بأسلوب فني وحضاري ".
وأوضح القدرة أن برنامج مسرح ينتج خلال السنة أكثر من عملٍ مسرحيّ من ابداع وإنتاج الشباب. ويتم عرض الفكرة بمشروع يتقدم له مجموعة من الشباب إلي برنامج مسرح ويقوم طاقم متخصص في دراسة جميع المشاريع التي تقدم وتختار الأفضل.
وعن تجربة "مسرحية هوامش "قال القدرة "تجربة مميزة وفكرة جديدة حيث يتم إشراك الجمهور في صناعة الحدث الثقافي, وهذا يعتبر لأول مرة يتم طرح مثل هذه العمل علي مستوي قطاع غزة, وخاصة أنه فكرة وحوار وإنتاج واخرج شباب في مقتبل العمر والتجربة".
وأكد منسق الأنشطة الثقافية أن جمعية الثقافة والفكر الحر تؤمن بأن المسرح أداة ثقافية قادرة علي مناقشة قضايا الشباب والتنفيس عنهم وهي أداة تغيير وتأثير، لذلك تسعي الجمعية للاستمرار في مساندة الشباب وعرض أفكارهم.
كما أضاف أن الجمعية تقدم كل التسهيلات للخروج بهذا العمل المسرحي أمام الجمهور حيث تقدم لطاقم العمل الإمكانيات والاحتياجات المطلوبة والتوجيه ليكون جاهزاً للعرض بما يتلاءم مع السياق الاجتماعي وقضاياه المُلحّة.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/